IMLebanon

الاستقالة “تتريث” لترجمة الضمانات

مع اعلان الرئيس سعد الحريري تريّثه في الاستقالة بناءً على تمنّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعدما «فجّر» منذ تسعة عشر يوماً قنبلة من الرياض وصل صداها الى مختلف عواصم القرار والدول الاقليمية والدولية، فُتح باب المشاورات واللقاءات بين مختلف القوى السياسية على مصراعيه لمعالجة «جوهر» الاستقالة بعدما كان «شكلها» عنوان فترة غيابه عن لبنان، وذلك بتأكيد الرئيس الحريري «التريث في تقديم استقالته و»التشاور في اسبابها وخلفياتها السياسية»، آملاً في «ان يُشكّل ذلك مدخلا جدّيا لحوار مسؤول يجدّد التمسّك باتفاق «الطائف» ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الاشقاء العرب.»
اجتماع ثلاثي: وكان رئيس الجمهورية وصل الى قصر بعبدا بعد انتهاء العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال، فيما انتقل رئيسا مجلسي النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري في سيارة واحدة من مكان الاحتفال الى القصر الجمهوري، حيث عقدوا اجتماعا ثلاثيا جرى خلاله عرض التطورات الاخيرة، ثم غادر الرئيس بري اللقاء ليستكمل النقاش في خلوة ثنائية بين عون والحريري.
لا مصافحة: واثناء حفل الاستقبال، سُجّل انسحاب الرئيس الحريري اثناء مرور السفير السوري علي عبد الكريم علي وعقده خلوة دامت دقائق مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. والمشهد نفسه كرره رئيس الحكومة اثناء مرور المدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد.
اعلان التريّث: وعند الحادية عشرة والنصف، خرج الرئيس الحريري الى البهو الداخلي للقصر وادلى بالبيان الاتي «تشرفت بلقاء فخامة الرئيس ميشال عون في هذا اليوم الذي نجتمع فيه على الولاء للبنان والوفاء لاستقلاله. وكانت مناسبة لشكر الرئيس على عاطفته النبيلة وحرصه الشديد على حماية الاستقرار واحترام الدستور، والتزام الاصول والاعراف، ورفضه الخروج عنها تحت اي ظرف من الظروف. وانني اتوجه من هنا، من رئاسة الجمهورية، بتحية تقدير وامتنان الى جميع اللبنانيين الذين غمروني بمحبتهم وصدق عاطفتهم، واؤكد على التزامي التام التعاون مع فخامة الرئيس لمواصلة مسيرة النهوض بلبنان وحمايته بكل الوسائل الممكنة من الحروب والحرائق المحيطة وتداعياتها، على كل صعيد. واسمحوا لي ايضا ان اخص بالشكر دولة الرئيس نبيه بري، الذي اظهر حكمة وتمسكا بالدستور والاستقرار في لبنان، وعاطفة اخوية صادقة تجاهي شخصيا».
اضاف «لقد عرضت اليوم استقالتي على فخامة الرئيس، وقد تمنّى عليّ التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في اسبابها وخلفياتها السياسية، فأبديت تجاوبي مع هذا التمني، آملاً ان يُشكّل مدخلا جدّيا لحوار مسؤول يجدّد التمسّك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الاشقاء العرب. ان وطننا الحبيب يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية الى جهود استثنائية من الجميع لتحصينه في مواجهة المخاطر والتحديات. وفي مقدمة هذه الجهود، وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الاقليمية وعن كل ما يُسيء الى الاستقرار الداخلي والعلاقات الاخوية مع الاشقاء العرب».
وختم الرئيس الحريري «وانني اتطلع في هذا اليوم الى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية، في تقديم مصلحة لبنان العليا على اي مصالح اخرى وفي الحفاظ على سلامة العيش المشترك بين اللبنانيين وعلى المسار المطلوب لاعادة بناء الدولة. لبنان امانة غالية اودعها الشعب اللبناني في ضمائر كل الاحزاب والتيارات والقيادات. فلا يجوز التفريط بهذه الأمانة حمى الله لبنان وحفظ شعبه الطيب. شكراً لكم جميعا، وعاش لبنان».