IMLebanon

مهزلة الحوار في عين التينة بين حزب الله والمستقبل مستمرة ولا جدوى منها

مهزلة الحوار في عين التينة بين حزب الله والمستقبل مستمرة ولا جدوى منها

زيارة المسؤول الايراني الى جدة لن تجدي نفعاً لأن المخطط كبير

قطر وتركيا طلبتا من «النصرة» الاعتذار من الدروز كي لا يكونوا مع بشار الاسد

«مهزلة الحوار» مستمرة في عين التينة ولا جدوى منها، والخلاف شاسع وكبير بين حزب الله والمستقبل، وقبل دخول ممثلي حزب الله والمستقبل الى اجتماع عين التينة، كانت حرب البيانات مستعرة بين الفريقين حول كل الملفات وبالتحديد ما يجري في جرود عرسال، حيث يخوض مجاهدو حزب الله أشرس المعارك ضد مسحلي «النصرة» لدحرهم من الجرود فيما تتوالى البيانات المؤيدة لـ«النصرة» من مسؤولي تيارالمستقبل، ومحاولة تأمين كل التغطية السياسية لهم للانتقال الى بلدة عرسال وفي ظل الخلاف الكبير والشاسع فان لا جدوى من الحوار ولن يصل الى نتيجة حتى لو وصل «عدد الجلسات» الى الـ 50 حتى ان جلسة الحوار أمس وصفتها مصادر مواكبة بأنها كانت «مقبولة» والنقاشات ساخنة داخلها، وان موضوع انتظام عودة العمل الى الحكومة ومعالجة الخلاف حول التعيينات الأمنية لم يصل الى نتيجة، وهذا ما يوحي بأن الفراغ الحكومي قد يطول وان لا جلسة للحكومة خلال الاسبوعين الحالي والقادم. حتى ان بيان الجلسة كان مختصراً جداً ويشبه في صياغته كل البيانات السابقة حول التأكيد على استمرار الحوار ومتابعة الخطط الأمنية وايجاد المناخات الملائمة لعمل المؤسسات الحكومية.

فالخلاف بين حزب الله والمستقبل خلاف جذري وعميق، وهما رأس المواجهة السياسية في لبنان، حتى ان البيانات الأخيرة للطرفين شهدت سقفاً عالياً في النبرة وبالتالي فان ما يجري مهزلة و«مسرحية طويلة» كون الطرفين لا يريدان ان يتحملا فشل الحوار، وكل فريق يريد تحميل الفشل للفريق الآخر رغم ان الحوار لم ينتج شيئاً، وظروف انطلاقته مختلفة كلياً عن المرحلة الحالية التي شهدت تحولات جذرية من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان. فحزب الله وتيار المستقبل يختلفان جذريا في كل هذه الملفات.

زيارة الموفد الايراني الى السعودية

وفي ظل اجواء الحوار الخجول بين حزب الله والمستقبل، تناقلت وكالات الانباء العالمية خبر زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون الشرق الاوسط حسين امير عبد اللهيان الى السعودية لحضور اجتماع لـ«منظمة التعاون الاسلامي» الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية لبحث الموضوع اليمني بالتزامن مع انطلاق المباحثات اليمنية – اليمنية في جنيف.

زيارة الموفد الايراني للسعودية تأتي في اطار حضور مؤتمر اسلامي وليست بحد ذاتها زيارة للمملكة العربية السعودية حيث سيعود المسؤول الايراني الى بلاده فور انتهاء المؤتمر وليس على جدول اعماله اي لقاء مع اي مسؤول سعودي لبحث العلاقات بين البلدين، ورغم ذلك تأتي الزيارة في ظل توتر كبير بين البلدين يمتد من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان وكل المنطقة العربية، وفي ظل صراع مصالح كبير بين الدولتين، فالسعودية لا تريد أي نفوذ ايراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وفتحت السعودية حرباً في اليمن ما زالت مستمرة لليوم الثمانين ولم تحقق فيها شيئاً، وقد فتحت الحرب على الرياض تحديات كبيرة ربما لم تكن السعودية على مستوى هذه التحديات الكبيرة، وفي المقابل فان طهران دخلت أيضاً المواجهة غير المباشرة مع الرياض امتداداً من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان، حيث الحرب كبيرة والمواجهة شرسة، وتخوضها الدولتان بالواسطة في سوريا والعراق ولبنان، فيما السعودية تخوضها مباشرة في اليمن. وهذا الامر مكلف للرياض، ولا يبدو في الافق ان الامور ذاهبة بين الطرفين الى تسوية، سياسية لملفات هذه الدول الغارقة في بحر من الدماء والدموع. كما ان المواجهة بينهما تأخذ الطابع المذهبي السني – الشيعي، وبالتالي فان المخطط كبير بين النفوذ الايراني في الدول الاربع وبين النفوذ السعودي وبالتالي فان زيارة عبد اللهيان لن تقدم أو تؤخر، ولن تفتح اية «نافذة ضوء» في العلاقات بين البلدين في ظل الصراع الكبير حتى ان السعودية ذهبت بعيداً في الصراع ضد ايران لجهة محاولة عرقلة المفاوضات النووية بين طهران والغرب وعرقلة اي محاولة للانفتاح الدولي على الايرانيين.

ومن هنا، فان الحوار بين السعودية وطهران يتم حاليا «بالنار» وليس عبر الاجتماعات ولا أفق للتراجع، وتحديداً في الملف اليمني.

مجزرة «قلب لوزة»

ما زالت اصداء مجزرة «قلب لوزة» التي ذهب ضحيتها اكثر من 40 مواطناً درزياً على يد «جبهة النصرة» في جبل السماق تتفاعل وتترك اصداءها محلياً وعربياً واقليمياً وسط استنكار واسع للمجزرة وادانة العمل الذي نفذته «جبهة النصرة» والتي نسفت كل المحاولات لتلميع صورة هذه المنظمة التكفيرية عبر جهد عربي من قبَل قطر ودولي من قبَل تركيا وواشنطن، ومن ضمن محاولات تلميع الصورة أطل مسؤول «جبهة النصرة» في سوريا ابو لواء الجولاني وعبر محطة الجزيرة القطرية موجهاً رسائل للأميركيين بأننا لا نريد القيام بأي عملية ضدكم، وان «جبهة النصرة» لا تريد تنفيذ اي عمليات خارج سوريا مثل «تنظيم القاعدة»، وحاول الجولاني تقديم نفسه و«جبهة النصرة» كمفاوض مقبول في حال بدأت تطرح الحلول للأزمة السورية بين واشنطن وموسكو والدول الخارجية، كما وجه الجولاني رسائل الى الاقليات وتحديداً الى دروز ادلب انهم في أمان، وجاءت مجزرة «قلب لوزة» التي نفذها الارهابي عبد الرحمن التونسي لتنسف كل المحاولات القطرية – التركية الغربية لتلميع صورة «النصرة» ولتنسف كل ما طرحه الجولاني، وهذا ما أثار غضب تركيا وقطر اللتين استقبلتا موفدي جنبلاط منذ شهور وقدمتا له التطمينات بشأن دروز ادلب شرط ان يرفع جنبلاط من منسوب مواقفه ضد نظام بشار الأسد، وجاءت المجزرة لتنسف كل جهود الدولتين، واضطرت قطر وتركيا الى ادانة هذه المجزرة وانتقدتا بشدة ما حصل مع الدروز، وضغطت قطر وتركيا على «جبهة النصرة» للاعتذار من الدروز واصدار بيان يدين المجزرة، لكن «النصرة» لم تحاكم احداً كما وعدت، ولم تجرِ اي تحقيق، حتى ان عبد الرحمن التونسي ما زال المسؤول عن المنطقة. وقام بطرد عناصر حركة احرار الشام الذين دخلوا القرى الدرزية بعد حصول المجزرة، وبالتالي ما قامت به «النصرة» نسف الجهود القطرية – التركية لتقديم الجبهة بأنها المفاوض المقبول خصوصاً ان قطر وتركيا لا تريدان ان تخسرا الدروز وان ينضم الدروز الى القتال بجانب الرئيس بشار الاسد. واعتبرتا ما قامت به «النصرة» هو خدمة للرئيس بشار الأسد، وهذا ما ظهر واضحاً خلال الهجوم على مطار الثعلة العسكري حيث شارك الدروز بقوة في صدّ الهجوم ونجحوا بذلك، لان مجزرة «قلب لوزة» وحّدت الدروز حول النظام السوري والرئيس بشار الأسد وفاقت نسبة التطوع في قوات الدفاع الوطني كل التصورات وتحديداً بعد المجزرة وبالتالي نسفت كل جهود تركيا وقطر وجنبلاط لتأليب الدروز على الرئيس الأسد. من هنا أوفد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور والمسؤول الاشتراكي خضر الغضبان الى تركيا كي يتم «لفلفة» آثار المجزرة واعطاء تطمينات جديدة للدروز تسمح لجنبلاط بمتابعة معركة ضد النظام واستكمال تحريضهم على الرئيس بشار الأسد.

ما حصل في «قلب لوزة» أكد بأن «النصرة» تيار تكفيري، يقوم بتكفير الآخر ونسف كل محاولات تلميع «النصرة» خصوصاً ان اخبار منتصف ليل أمس اشارت الى معلومات يتم التدقيق فيها عن قيام «النصرة» بقتل الاسرى العشرة الذين خطفتهم بعد مجزرة «قلب لوزة» وهم: محمد حسن النمر، وطلال حسن النمر، وسامر طلال النمر، وحسان طلال النمر وهؤلاء من بلدة كفرفيلا وحمود برجس شاهين «قلب لوزة» وكرم صالح اسماعيل «قلب لوزة» احسان حمد ومحمد «قلب لوزة» عاكف احمد شاهين «قلب لوزة» نمر حمود النمر «قلب لوزة» عماد فاضل الكنج «بابل» وهذا الخبر نقلته موقع التواصل الاجتماعي السورية، لكن المرجعيات السياسية اللبنانية لم تتأكد من صحة الخبر.