IMLebanon

المسيحيون يرفضون رئيساً بوزن الريشة

المسيحيون يرفضون رئيساً بوزن الريشة

«حزب الله»: من أساء الفهم اساء الى التفاهم

«تعالوا ننتخب رئيساً بارادة لبنانية بحتة»

بدا النواب في ساحة النجمة ظهر الثلاثاء وكأنهم كائنات هجينة. في الدردشات التي حصلت اعترف بعضهم بأنهم، وبعد اجراء الانتخابات البلدية، وهم العاطلون من العمل، انما يغتصبون السلطة.

الذين ينؤون الآن بالتمديد الثاني يقتربون اكثر فأكثر من التمديد الثالث، لن يحصل هذا. والعالمون ببواطن الامور يقولون لا قانون انتخاب ما دام لا رئيس هناك، ولا رئيس هناك قبل ان يتبلور المشهد الاقليمي. الرئيس نبيه بري دق جرس الانذار… التمديد انتحار!

الكرسي الرئاسي الذي لم يعد يختلف في دستور الجمهورية الثانية، عن الكرسي الكهربائي بيد ولي ولي العهد السعودي، المثير ان اوساطاً سياسية في لبنان تراهن على زيارة الامير محمد بن سلطان للاليزيه في نهاية الشهر الجاري، الرئيس فرنسوا هولاند الذي شعبيته تضاهي شعبية المجلس البلدي الجديد لبيروت، او اقل (14 في المئة) وعد باقناع الزائر السعودي باعادة فتح الطريق الى قصر بعبدا…

مقابل ماذا يتخلى سمو الامير الذي يعتبر نفسه رجل الاوراق القوية، مثلما هو رجل المواقف القوية، عن الورقة اللبنانية؟ لا تستطيع باريس ان تفعل شيئاً الآن، والفرنسي جان دانييل يقول ان من يستطيع ان يشتري اللوفر يستطيع ان يشتري… الاليزيه.

خلال الجلسة الاخيرة للجان النيابية المشتركة، كان نائب بارز يهمس في آذان بعض زملائه «ما زال امامنا عشرة اشهر، هذه مدة كافية لكي يتبلور الوضع في الاقليم، وسيهبط علينا قانون الانتخاب من المدخنة».

الرئيس بري بالمرصاد، إما قانون انتخاب او نذهب الى بيوتنا، قانون الستين فوق الرؤوس مثل سيف ديموكليس. نواب، ويعتبرون ذلك من باب التهويل، يقولون ان كل الوضع اللبناني مرتبط بكل الوضع في سوريا. ان مضت سوريا في الحرب مضى لبنان في الستاتيكو، في احسن الاحوال، وانا ذهبت الى التسوية، فالتسوية اياها تأتي بالرئيس اللبناني وبقانون الانتخاب اللبناني.

الانتخابات البلدية بدت وكأنها اقصى ما تستطيع ان تفعله «الديموقراطية» في لبنان كل انتخابات اخرى مؤجلة. هذا لا يمنع الاوساط السياسية من القول ان «حالة التمرد» التي حصلت في الاشرفية يوم الاحد اظهرت ان المسيحيين لن يقبلوا الا رئيساً قوياً. لا رئيس افضل من رئيس بوزن الريشة.

غداة الانتخابات قيل الكثير، على صفحات الفايسبوك كما على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تدهور العلاقة بين «حزب الله» والتيار الوطني الحرّ. البعض اختزل الحالة بـ «سوء التفاهم الذي يهدد ورقة التفاهم».

مصادر مقربة من «حزب الله» تقول «البعض اساء الفهم فأساء الى التفاهم؟ واضافت المصادر «الحزب اكبر من ان يسيء الى التفاهم».

وتابعت المصادر المقربة من حزب الله لـ «الديار» بالقول: « التفاهم مصلحة استراتيجية للطرفين، وبالتالي للبنان، والعوامل التي فرضت حصوله لا تزال مستمرة»، مؤكدة «اننا لسنا جسماً واحداً او بنية عضوية واحدة، منذ البداية كانت هذه القناعة، ومن الطبيعي ان تكون هناك وجهات نظر متباينة حول بعض المسائل، ولكن في المواضيع الاساسية، مثل سوريا، ورئاسة الجمهورية، والمقاومة كنا دائما في موقع واحد».

واوضحت المصادر «طلبنا من التيار الوطني ان يتفهم طبيعة علاقتنا مع حلفائنا، لا سيما الرئيس نبيه بري، وهم ايضاً طلبوا منا ان نتفهم علاقتهم مع القوات اللبنانية».

وتابعت المصادر «التيار عقد تحالف معراب ولم نعلق عليه سلباً، ولم نطلب منه وقف حملة الدكتور سمير جعجع علينا بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، والتيار يعلم انه لولا موقفنا الثابت لاصبح النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية منذ ترشيحه».

وترى المصادر «انه من الطبيعي ان يكون هناك اختلاف في مسائل محددة، دون ان يهز ذلك التفاهم. حدث هذا بالنسبة الى التمديد لقيادة الجيش، واوضحنا للتيار اننا لا نستطيع ان نعطي اصواتنا لـ «القوات» في زحلة. لدينا التزام مع السيدة ميريام سكاف، ومع النائب نقولا فتوش الذي وقف معنا منذ عام 2005، وله مواقف مشرفة، وكان دائماً حليفاً لنا».

وتشير المصادر «لو اخذ برأينا وحصل تفاهم بين الجنرال عون والنائب فتوش والسيدة سكاف لاكتسح الثلاثي كل المقاعد، ولكن…».

اما لماذا لم يترشح الحزب ولم يقترع في بيروت فقالت المصادر المقربة «لأن الرئيس بري يمثلنا»، وتضيف المصادر ان الرئيس سعد الحريري كان يراهن على ان نخوض انتخابات بيروت ليستثير العصبية المذهبية، ويرفع منسوب المقترعين لم نمنحه هذه الفرصة، ولو اقترعنا كما اظهرت النتائج، لحصل اختراق في لائحة «البيارتة» لا يقل عن 10 مقاعد».

وحسب المصادر المقربة من حزب الله، فان الحريري يعتمد في الوقت الحاضر، سياسة «لاحتواء» وتجنب المعارك لانه يعلم تماماً، ومعركة بيروت اظهرت ذلك، ان اي اختبار شعبي سيكون مكلفاً وصادماً. على هذا الاساس تشكلت لائحة بيروت، بمشاركة كل الاطراف تقريباً، واضطر الى مد اليد الى العماد ميشال عون». واذ تبدو طرابلس المختبر الحقيقي لخارطة القوى، فهو تفادى المعركة ومد يده الى الرئيس نجيب ميقاتي مع علمنا التام حسب المصادر بموقفه الحقيقي، او بموقف تيار المستقبل منه، لكنها الضرورة، ضرورة الا تكون الضربة قاسية جداً في عاصمة الشمال وما تعنيه بالنسبة الى الحريري.

وتابعت المصادر «ان الانتخابات البلدية اثرت في المشهد السياسي العام، وتشير المصادر الى ان الحزب اثبت انه يتمتع بحضور شعبي كاسح ، مع حلفائه، في البقاع، و«لسوف يتكرر ذلك في الجنوب».

وعن بريتال، قالت المصادر المقربة من حزب الله «الحزب بقي بعيداً عنها على اساس ان للشيخ صبحي الطفيلي حيثية كونه اميناً عاماً سابقاً للحزب، لكنه تجاوز كل الخطوط الحمراء بمواقفه وتصريحاته لا سيما حيال الشهداء، فكان ان الناس انتخبوا ضد منطقه…

وترى المصادر «ان الازمة السورية طويلة، وبالتالي الازمة اللبنانية طويلة، الا اذا ذهبنا الى خيار السيد حسن (نصرالله) الذي دعا الى الفصل بين الأزمة في سوريا، واختلافنا فيها وعليها والأزمة اللبنانية، وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية بارادة لبنانية بحتة».

وتشدد المصادر على ان السعودية هي التي تحول دون المضي في ذلك الخيار «لأنها لا تريد ميشال عون»، واكدت «اننا لسنا معنيين ابداً بالمؤتمر التأسيسي»، السيد كان واضحا حين قال «اذا اردتم…»، وهو الذي أعلن التزامه اتفاق الطائف، ولا مثالثة ولا من يحزنون…

ـ دعم غير مسبوق للمعارضة ـ

ماذا عن سوريا؟ تقول المصادر «الازمة طويلة ومعقدة، الآونة الأخيرة شهدت دعماً اعلامياً وعسكرياً ولوجيستياً للمعارضة لم يسبق له مثيل فكان الهجوم من العيس الى خان طومان، و«الاميركيون لن يسمحوا بحدوث تبدل نوعي على الارض» وهم يريدون ان يذهب الرئيس بشار الأسد الى مفاوضات جنيف ضعيفا».

ماذا عن موقف الروس؟ قالت المصادر ايضاً «المرحلة المقبلة حساسة ومفصلية على كل التسويات، لتلفت الى ان «وضع الحزب في الاقليم جيد، ولكن لدى الفريق الآخر، بما يتلقاه من دعم اقليمي ودولي، القدرة على منعك من تحقيق الانتصار».

ـ بري: مفتاح الحل ـ

حتى اشعار آخر، ظلال الأزمة السورية تغطي لبنان. الرئيس بري اعتبر ان قانون الانتخاب هو مفتاح الحل لكل الأزمات، تقصير فترة التمديد ممكن (نظرياً)، ولكن لا انتخابات قبل الربيع أو الصيف المقبل، والسؤال الذي لم يخطر في بال نواب لقاء الاربعاء: هل يمكن اجراء الانتخابات النيابية قبل رئاسة الجمهورية؟

في هذه الحال، من يشكل الحكومة وكيف باعتبار انها تصبح مستقيلة مع بدء مجلس النواب الجديد مهامه الدستورية. في عين التينة كلام عن ان في رأس الرئيس بري السنياريو الكامل حول «الساعات» التي تفصل بين بدء ولاية المجلس وانتخاب الرئيس، هذا اذا ما اخذنا بالاعتبار ما يهمس به السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين في آذان بعض السياسيين من ان الحرب في سوريا وصلت الى الذروة ولا بد من ان تطلق العمليات التفاوضية بزخم اكبر.

النواب امضوا ساعات وهم يبحثون في مواصفات رئيس الجمهورية. هذا لم يحدث في اي برلمان في العالم. المسيحيون لن يرضوا برئيس بوزن الريشة ولكن ألم يقل النائب سليمان فرنجية ان الرئىس القوي خطر على لبنان لان القصر يتحول في هذه الحال الى «فبركة للازمات» ان لم يكن حلبة للمصارعة؟ بعد الانتخابات البلدية في بيروت كان هناك نواب في بيت الوسط «يتمشون» بعصبية في الفناء ويهددون من «خانهم» في الاشرفية بدفع الثمن. الثمن رئيس جمهورية لا لون له ولا طعم.

ـ القمر ناخب في دير القمر ـ

الوسط السياسي بالعديد من اقطابه، بدءاً من الحريري وانتهاء بجنبلاط، مرورا بميشال عون وميشال المر وسامي الجميل وسمير جعجع ودوري شمعون، منشغل الآن بانتخابات جبل لبنان يوم الاحد. معارك حامية الوطيس في جونية وسن الفيل، والغبيري، وبرجا ودير القمر التي يحتدم فيها الصراع بين التيار الحر و«القوات اللبنانية» من جهة بدعم لائحة ملحم مستو وبين الاحرار باعتبار البلدة مسقط رأس الرئيس كميل شمعون الذي سأل ذات مرة ما اذا كان اسم القمر قد ورد في لوائح الشطب باعتباره ناخبا اساسيا في البلدة.

عين الحريري على اقليم الخروب، لا سيما برجا، وعين اخرى على طرابلس حيث تتضح الصورة اكثر. سواء كان الاتفاق، وهو الغالب، ام الاختلاف بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، فالخلاصة التي ترددها الآن اكثر من جهة في المدينة ان المسألة تتعلق بمن يرأس مجلس الوزراء لا بمن يرأس المجلس البلدي.

هنا المعركة التي توصل الى السرايا الحكومية في بيروت. ميقاتي يعرف كيف ينتظر الحريري يقف على الجمر….