IMLebanon

وهمّ الملك سلمان اضعاف نفوذ ايران وحزب الله في لبنان

وهمّ الملك سلمان اضعاف نفوذ ايران وحزب الله في لبنان

السعودية سترتاح لكلام عون عن تعزيز قوة الدولة وتعيد الهبة العسكرية

بعدما وصل فخامة الرئيس العماد ميشال عون الى السعودية سيجتمع مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن نايف او مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وستكون هموم العماد ميشال عون تطبيع العلاقات مع السعودية لتعود بحرارة مثل الأول، والسماح للسياح الخليجيين السعوديين للمجيء الى لبنان، وان رئيس الجمهورية العماد عون يكفل امنهم، ولبنان ليس فيه اعمال إرهابية بل الأجهزة تقوم بقمع الإرهاب، وبالنسبة للاقتصاد، تعزيز التعاون الاقتصادي وإعطاء إشارات للشركات السعودية كي تستثمر في لبنان.

اما بالنسبة الى ملك السعودية، فهمومه هي السؤال ومعرفة وجهة نظر العماد ميشال عون بالنسبة الى نفوذ ايران في لبنان ونفوذ حزب الله السياسي في لبنان، وسيجيب العماد ميشال عون ان حزب الله لديه سلاح ضد العدو الإسرائيلي، وانه يتعاون سياسيا ضمن الحكومة ومجلس النواب، لكن تقارير الاستخبارات السعودية المنقولة من بيروت الى الرياض، وتقارير جماعة السعودية في لبنان الى السعودية تقول بأن حزب الله يسيطر بنفوذه السياسي على العمل السياسي في لبنان، وان الرئيس نبيه بري يعاونه في ذلك، وان الطائفة الأقوى في لبنان حاليا هي الشيعة، وسيكون من هموم الملك سلمان ان يقول باعتدال للعماد ميشال عون انه سيعيد الهبة العسكرية الى الجيش اللبناني لكن شرط ان يكون الجيش اللبناني لصالح تعزيز دور الدولة وعدم الخضوع لحزب الله.

وسيطلب من العماد ميشال عون عدم اخذ سلاح من ايران، وسيتمنى على العماد ميشال عون ان يعطي لبنان وجها عربيا لان السعودية تنظر الى الدور الإيراني على انه دور فارسي يريد التغلغل على البحر الأبيض المتوسط وقد سيطر على العراق وسوريا مباشرة، ويريد السيطرة على لبنان.

اما العماد ميشال عون فسينفي ذلك ويقول ان لبنان له مكوّنات عديدة ولا يستطيع النفوذ الإيراني فرض ارادته على لبنان بل لبنان دولة مستقلة ولها جيش قوي ومستقل وان هنالك حدوداً للتعاون مع حزب الله، مثله مثل أي طرف آخر، لكنه يرى ان المقاومة ضرورية ضد إسرائيل التي اعتدت على لبنان، وسيحاول التخفيف من الحدة السعودية ضد ايران بطريقة غير مباشرة، مؤكدا ان ايران ليس لها نفوذ على السياسة اللبنانية الا من خلال حزب الله، والرئيس نبيه بري، وهذا امر طبيعي، لكن هو كرئيس للجمهورية سيعمل على التوازن الداخلي والوحدة الوطنية وان أي خلاف مع حزب الله يسبب عدم استقرار في لبنان ومشاكل كثيرة لذلك يلزم طول البال ومعالجة العلاقة مع حزب الله بطريقة لبنانية لان حزب الله لبناني، ولأنه التقى السيد حسن نصرالله مرات عديدة وكان دائما الحديث بين العماد ميشال عون وبين سماحة السيد حسن نصرالله عن لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية وعدم حصول خلاف سني ـ شيعي وعدم حصول أي خلافات داخلية بين الطوائف بل ان حزب الله حريص على الوحدة الوطنية لكنه سيؤكد في ذات الوقت العماد ميشال عون ان الدولة اللبنانية تتعاون مع الجميع، مع الوزير وليد جنبلاط ومع الرئيس سعد الحريري ومع القوات والكتائب وكل الأحزاب اللبنانية على السواء.

واذا كان لحزب الله نفوذ قوي في لبنان، فلانه حرر الجنوب ثم هاجم إسرائيل اما عن القضية التي تثير السعودية عن ان هنالك تشييعاص للبنان أي تحويله الى شيعة من خلال اعمال معينة، فهي اخبار غير صحيحة.

اذا توصل العماد ميشال عون مع الملك سلمان الى تفاهم وسيتم التوصل الى تفاهم، على ان لحزب الله دوراً على الحدود مع العدو الاسرائيلي، وان لبنان لا يستطيع منع حزب الله من الذهاب الى سوريا، ويقبل هذا الامر الملك سلمان حاليا، كي لا يعرض استقرار لبنان الى توتر، فان حرارة العلاقات ستعود طبيعية بين لبنان والسعودية.

كما ان ايران لن يكون لها نفوذ اكثر من السعودية في لبنان بل السعودية لها دور أساسي كدولة عربية كبرى، إسلامية في لبنان، وسيعمل عون على تعزيز العلاقة بين لبنان والسعودية والتواصل دائما مع الرياض من اجل التفاهم وان تكون العلاقة مباشرة وان يتم اعتماد الاتصال المباشر او الرسائل المباشرة بين الرئيس العماد ميشال عون وبين الملك سلمان أساسا للعلاقة وان يكون السفير السعودي في بيروت على علاقة تامة مع وزير الخارجية جبران باسيل لتوضيح أي امر ترى فيه السعودية خطرا في علاقتها مع لبنان.

ـ «حلحلة» وتمنيات ـ

زيارة الرئيس عون والوفد المرافق هي خطوة تمهيدية باتجاه «حلحلة» سياسية للعلاقات السعودية – اللبنانية قال عنها الرئىس عون امس في الرياض  «انها لتبديد الالتباسات في العلاقة بين البلدين»، وبانتظار ما يمكن ان تؤدي اليه الزيارة على الصعيد الاقتصادي حيث تبدو النتائج برغم ما يرافقها من طموحات مشروعة لجهة امكانية اجتذاب استثمارات جديدة، عبارة عن قراءة في «كتاب قديم»، حيث امكانات المزيد من الاستثمارات السعودية في لبنان تحيط به صعوبات امام تراجع القدرات المالية لدى المملكة التي حتى في زمن «الازدهار النفطي» (لا سيما ما يخص الاستثمارات الريعية العقارية وهي «الاستثمار الاكبر» حسب ما اكد يوما السفير علي عوض عسيري) وهي ما قال عنها الرئيس عون قبل زيارة الرياض بأيام، الى وفد جمعية الصناعيين «ان هناك استحالة لاستمرار الاقتصاد الريعي في بلادنا ومنه تملك الاجانب، حيث ارض بلا شعب تصبح مشاعاً وشعب بلا ارض يصبح لاجئاً» واعداً الوفد الصناعي باحياء قانون سبق ان تقدم به، يتعلق بملكية الاراضي لغير اللبنانيين قائلاً: «لن نسمح لاحد بتطيير هوية لبنان من خلال ارضه». علماً انه بعد ان نص قانون تملك غير اللبنانيين على 10 الاف متر مربع، توسعت المساحة المسموح بها لعديد من اصحاب الاملاك السعوديين بموجب قرار من مجلس الوزراء مدعوما من قبل بعض قوى 14 آذار. وقد ارتفعت اسعار هذه الاملاك اضعافاً مضاعفة، مثلما ان الاستثمار في الودائع المصرفية في لبنان يعطي فوائد أعلى من فائدة (الصفر) تقريباً في الدول المتقدمة، فضلاً عن  ان بقاء هذه الودائع السعودية او سحبها لا يعود الى قرار حكومي، وانما يعود الى صاحب كل وديعة. كما انه على الصعيد التجاري فان استيرادات لبنان من السعودية تفوق صادراتها اليه حيث مجموع التبادل بين البلدين حوالى 800 مليون دولار منها، حوالى 415 مليون دولار استيرادات لبنان من المملكة و377 مليون دولار صادرات لبنان اليها.

وتبقى مسألة امكانية عودة السياح السعوديين الى لبنان والتي في ضوء تراجع اكثر من 50 بالمائة من الدخل السعودي بسبب انخفاض البترول، لن تكون عائداتها اكثر مما ينفقه سياح من دول عربية أخرى، حيث يلاحظ في السنوات الاخيرة ارتفاع عدد السياح من الاردن ومصر (والعراق بسبب الظروف الاستثنائية في بلادهم). وبانتظار ان تعطي الزيارة الرئاسية ثمارها لجهة عودة السياح السعوديين، تبقى النتائج رهن التطورات.

ـ قرم ـ

وزير المالية السابق الدكتور جورج قرم في تقييم للزيارة الرئاسية، قال لـ«الديار» انه آن أوان اتخاذ سياسة لبنانية لا تركز فقط على علاقات مع دول مجلس التعاون، حيث هناك دول اخرى ممكن ان نزيد صادراتنا اليها، لا سيما الدول المتقدمة، فهناك اسواق كبيرة على سبيل المثال في روسيا التي يمكن ان تتوجه  اليها صادرات المواد الغذائية من فاكهة وخضار وسواها، ومثال آخر ايران التي لديها اقتصاد واسع جدا زراعي وصناعي يمكن ان تقوم فيه مشاريع مشتركة لبنانية – ايرانية. وحول مدى تأثر لبنان في حال لم تصل النتائج مع المملكة السعودية الى الهدف المطلوب، اكد قرم ان النتائج الايجابية دون شك من شأنها ان تساهم في زيادة معدلات النمو، انما ينبغي التذكير ان لبنان حتى دون هذه النتائج، تمكن من الاستمرار اقتصادياً رغم الظروف العصيبة التي مررنا بها محليا واقليميا ولا سيما اقفال الحدود السورية والاردنية امام اللبنانيين، ولم يكن الامر بكارثة اقتصادية حسب ما يصورها البعض.

ـ 11 شباط ودعوة الهيئات الناخبة ـ

وتشير المعلومات ان الاتصالات ستتكثف لايجاد حل يرضي الجميع ويزيل هواجس جنبلاط بشكل اساسي، وهذا ما يفرض تدخل الرؤساء عون وبري والحريري والسيد نصرالله والدكتور جعجع وغيرهم من الشخصيات للوصول الى «قانون» يرضي الجميع ويزاوج بين الاكثرية والنسبية والا فان الانتخابات ستجري على اساس الستين في ظل رفض دولي للتأجيل التقني والاصرار على العملية الديموقراطية وتداول السلطة، وهذا ما تريد ان تعممه الدول الكبرى في دول المنطقة وان يكون لبنان نموذجاً.

عشرون يوماً تفصل البلاد عن الموعد القانوني لتشكيل الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية، وشهر على دعوة الهيئات الناخبة في 11 شباط قبل 90 يوماً من موعد اجرائها في 22 ايار، ورغم ضيق المهل فان لا خرق جدياً في موضوع القانون حتى الآن، رغم ان الصيغ انحصرت في 3 بعد اجتماع وزارة الخارجية.

الرئيس نبيه بري دعا هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع غداً لتحديد جدول اعمال الجلسة التشريعية التي ينوي عقدها اواخر الشهر بعد فتح الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي، حسب المعلومات فان جدول اعمالها يتضمن قانون الانتخابات والموازنة.

ـ مصادر التيار الوطني الحر: عدوان سيتواصل مع جنبلاط ـ

قالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«الديار» ان هناك تقدماً بازراً في النقاش حول قانون الانتخاب على خط الرابية ـ معراب وعلى خط المستقبل ـ امل. واوضحت المصادر ان اللقاء الذي عقد في وزارة الخارجية خلال ايام في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل ومدير مكتب الرئىس الحريري نادر الحريري، كان قد توصل الى حصر النقاش في 3 صيغ هي:

المختلط على اساس 64 ـ 64 الرئيس بري، والمختلط القوات ـ المستقبل الاشتراكي، 68 اكثري ـ 60 نسبي، ومشروع التأهيل الاكثري في القضاء والنسبية في المحافظة، اضافة الى اقتراح آخر طرحه الوزير باسيل على قاعدة الصوت الواحد.

واشارت المصادر الى ان لقاء الساعات الثلاث الذي عقد في معراب بين الدكتور سمير جعجع والنائب ابراهيم كنعان في حضور الوزير ملحم رياشي، اظهر ان التيار الوطني والقوات اللبنانية يتقاطعان عند نقطة مشتركة وهي ان الصيغ المطروحة الثلاث تشكل ارضية صالحة للنقاش، موضحة ان الاشكالية الاساسية التي لا تزال تحتاج الى معالجة والتوصل الى وحدة المعيار من جهة وتقسيم الدوائر على اساس علمي وليس استنسابياً.

واكدت المصادر ان وتيرة العمل تتصاعد خلف الكواليس على خط جعجع ـ كنعان، وباسيل المستقبل ـ امل، موضحة ان يتم بعد عودة الرئيس ميشال عون من السفر الى الدفع في انهاء حسم الموضوع والخروج بنتيجة فعلية من النقاشات المستمرة.

وتوقعت المصادر ان يتحرك نائب القوات اللبنانية جورج عدوان على خط النائب وليد جنبلاط والتداول معه في الافكار المطروحة ومحاولة التوفيق بينها وبين ما يطرحه جنبلاط.

ـ الاشتراكي ـ

وفي المقابل وحسب مصادر متابعة فان النائب وليد جنبلاط على موقفه من رفض النسبية وازعجه جداً كلام الوزير نهاد المشنوق، 9 قوى سياسية موافقة على النسبية باستثناء فريق واحد وهذا ما يؤكد تمسك جنبلاط برفضه لهذا التيار التي يمشي به، مهما كلف الامر، وهو ابلغ الجميع هواجسه وينتظر الردود لكنه رد على الحملات التي تطاله بخصوص قانون الانتخابات فكتب على «تويتر» «لا يا ممثل العلوج» في الوزارة، ان قانونا اساسياً وتاريخياً من لبنان لا يمحى بشحطة قلم في مزايدات النسبية.

واشارت المصادر ان جنبلاط سيواصل حربه المفتوحة على النسبية

استقبال عون

كان في استقبال الرئيس عون والوفد المرافق في مطار الملك خالد الدوير، امير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز والوزير المرافق وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور ابراهيم العساف وكبار المسؤولين في الرياض واركان السفارة اللبنانية.