IMLebanon

«خبث» التيار «الازرق» يضع «البرتقالي» امام خيارات «احلاها مر»…

«خبث» التيار «الازرق» يضع «البرتقالي» امام خيارات «احلاها مر»…

حزب الله يبلغ «ثوابته» اليوم : لا «مختلط» دون الموافقة على «ملاحظاتنا»…

ابراهيم ناصرالدين

كسرت المشادة الكلامية بين النائب نواف الموسوي ورئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، في الجلسة المسائية لمساءلة الحكومة في المجلس النيابي، رتابة المشهد «المكرر المعجل» في ساحة النجمة، لكن حتى هذا «الاكشن» لن يتجاوز في تداعياته القاعة العامة للمجلس النيابي الذي سينتهي الى كلام لا «يثمن ولا يغني» عن جوع… في هذا الوقت عادت «المحركات» الخاصة بقانون الانتخاب الى الدوران، ومن المقرر ان تشهد الاتصالات بين حزب الله والتيار الوطني الحر تزخيما خلال الساعات القليلة المقبلة، ومن المرجح ان يزور وفد قيادي من الحزب بعبدا اليوم، فيما تجري التحضيرات لعقد لقاء موسع بين قيادة الحزب والتيار الوطني الحر لوضع «النقاط على الحروف»… لكن المشكلة تبدو في مكان آخر حيث نجح «النكد» السياسي لتيار المستقبل في ايصال «التيار البرتقالي» الى الحائط المسدود، ووضعه امام الخيارات الصعبة..

ولا بد من كشف جزء من تفاصيل هذا «الكباش» واسبابه، فخلال الساعات القليلة الماضية تردد على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري اتهامه «لمجهول» بالرغبة في الوصول بالبلاد الى الفراغ، اي بمعنى آخر ثمة من لا يريد الوصول الى قانون جديد للانتخابات… هذا الاستنتاج لم يأت من فراغ والرجل اعلم الناس بما يدور في «الكواليس»… ولعل السؤال الابرز الذي يطرح علامات استفهام وطرحه بالامس النائب وائل ابو فاعور في جلسة المجلس النيابي، هو لماذا لم يقدم وزير الداخلية نهاد المشنوق باعداد قوانين انتخابية؟ ولعل السؤال الحقيقي هو لماذا لا يبدو تيار المستقبل مباليا في ابتداع مخارج للمأزق السياسي القائم في البلاد؟ ولماذا يظهر رئيس الحكومة غير معني في البحث عن القانون الامثل للانتخابات؟

الاجابة على هذه الاسئلة موجودة عند اوساط معنية واكبت الاتصالات التي افضت الى التسوية السياسية الكبرى في البلاد، وهي تكشف ان ما يحصل هو جزء من «نكد» سياسي يمارسه رئيس الحكومة وفريقه السياسي ردا على مخالفة التيار الوطني الحر لوعده السابق ابان التفاوض بان يقبل بتمديد ولاية المجلس النيابي سنة على الاقل، واجراء الانتخابات بعد ان يكون «المستقبل» جاهزا لخوضها، او اجراء الانتخابات في موعدها، ولكن على قانون الستين…

وبحسب تلك لاوساط، فان القصة بدأت بعد ساعات من التفاوض بين الوزير جبران باسيل والرئيس سعد الحريري، وبعد التفاهم على المبادىء العامة للتسوية دخل الرجلان في التفاصيل الاخرى المرتبطة بالحكومة والانتخابات النيابية وغيرها من الملفات الرئيسية في البلاد، وجرى تثبيت هذه الاتفاقات لاحقا في لقاءات الحريري مع الرئيس ميشال عون، الذي وعد الحريري ايضا بان يبقى رئيسا للحكومة في عهده طالما انه يمثل غالبية السنة…

طبعا لامبالاة رئيس الحكومة وتيار المستقبل في انضاج قانون جديد للانتخابات، جاء بناء على هذا التفاهم، لكن المفاجاة كانت في خروج التيار الوطني الحر عن الاتفاق واندفاع الوزير باسيل في «انتاج» القانون تلو الاخر، وجاءاعلان رئيس الجمهورية انه يفضل الفراغ على التمديد، ورفضه توقيع مراسيم دعوات الهيئات الناخبة، ليؤكد ان ما يجري ليس «مناورة» هذه الخطوات احرجت تيار «الازرق» ووضعته في خانة «التعطيل»، وقد حاول رئيس الحكومة والوزير نهاد المشنوق فهم حقيقة  ما يحصل، دون الحصول على اجوبة «مقنعة» في هذا السياق… فكان قرار المستقبل «بالمواجهة الكيدية»…

وتتلخص هذه الاستراتيجية، بالعمل على ايصال التيار الوطني الحر الى «الحائط المسدود»، دون تقديم اي مساعدة جدية لتفكيك الالغام امامه، وفي هذا السياق انفتح تيار المستقبل على كافة الطروحات دون ان يقدم قرارا حاسما، لا سلبا ولا ايجابا، تاركا الوزير باسيل يخوض نقاشاته «وحروبه» في ملعب «الحلفاء» دون ان يكون لديه ضمانة بموافقة المستقبل على طروحاته، وشعار الحريري كان «لست مجنونا لاقبل بالقانون المختلط، لكن لماذا ارفضه انا فليرفضه الاخرون»..

ولهذا «يلعب» «المستقبل» على حافة الهاوية ويترك للتيار الوطني الحر ان «يغرق» وحده بعد ان ربط بين نجاحه في اقرار قانون انتخابات جديد وبين نجاح العهد، كما ان الوقت كشف نقاط ضعف بينه وبين حليفه حزب الله، «وهذا امر جيد»… والمفارقة ان «الخبث» السياسي لم يتوقف عند هذا الحد، فبعد ان عمم الوزير باسيل انه اقترب من اقناع الغالبية «بالمختلط» سرب الرئيس الحريري انه يقبل بالنسبية الكاملة، مع فتح «باب النقاش» على حجم الدوائر… وكانت واحدة من «الرسائل» «المسمومة» التي «فرملت» اندفاعة قانون رئيس التيار الوطني الحر، مع العلم ان «المستقبل» كان يقول ان لا نسبية في ظل وجود «السلاح غير الشرعي» فما الذي تغير؟

لا شيء، انه جزء من «مسلسل» المناكفات الذي لن ينتهي يوم الاثنين في جلسة الحكومة، لا احد يعرف كيفية الخروج من مفاعيل هذا «الكباش» «الصامت» بين فريق سياسي يعتبر نفسه انه خدع، وفريق آخر يرى انه امام فرصة حقيقية وجدية لاستعادة حقوق المسيحيين، وبحسب اوساط سياسية مسيحية مطلعة، فان التيار الوطني الحر امام خيارات احلاها مر، فاما يوافق على ملاحظات حزب الله ويحرج المستقبل بالقانون المختلط، او يوافق على النسبية في الدوائر الوسطى، وهنا يضع الرئيس الحريري امام تحدي السير بالنسبية، او رفضها علنا…او يقبل بالتمديد وهو اصعب الخيارات التي ستضرب «هيبة» العهد..

 حزب الله في بعبدا…

في هذا الوقت من المرجح ان يحصل اللقاء اليوم في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ووفد يضم المستشار السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، فيما التحضيرات تجري على «قدم «وساق» لعقد اجتماع قيادي قريبا بين التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل، ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وهو لقاء يفترض ان يعقد قبل جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل، لوضع «النقاط» على «الحروف» وازالة  كافة الالتباسات المتعلقة بهذا الامر….

وبحسب المعلومات، فان حزب الله لا يزال عند ملاحظاته على القانون المختلط المقدم من باسيل، واذا كانت عقدة «مراعاة» الوزير سليمان فرنجية قد حلت، فان الحزب متمسك باجراء الجزء النسبي في القانون المقترح، على اساس لبنان دائرة واحدة، مع تحرير الصوت التفضيلي وعدم تقييده بالقضاء، وهو ينتظر رد التيار الوطني الحر على هاتين الملاحظتين، واذا كانت سلبية فهو لن يوافق على القانون… اما النقطة الثانية المحسومة لدى حزب الله فتتعلق برفضه المطلق لعرض اي قانون انتخابي على التصويت في مجلس الوزراء..اما الطرح البديل فهو النسبية الكاملة مع الانفتاح على النقاش في حجم الدوائر بما يؤمن التمثيل الحقيقي لكافة المكونات، مع التذكير هنا ان القيادات المسيحية في بكركي سبق لها ووافقت على النسبية مع مراعاة التقسيمات «المطمئنة» للجميع، وهذا ما سيذكر به حزب الله خلال جلسات النقاش…

  «غسل قلوب» بين بري والحريري؟

وعلى هامش جلسة المجلس النيابي عقدت لقاءات جانبية بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، شارك في جزء منها وزير المالية علي حسن خليل، ولم يكن ملف الانتخابات وحده على «طاولة» البحث، وانما خصص جزء كبير من المحادثات لمعالجة ذيول التعيينات والمناقلات الامنية في قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات، وكذلك رد فعل وزير المالية الذي اتخذ اجراءات «عقابية» في المقابل، وعلمت «الديار» ان الطرفين حرصا على معالجة هذا الملف بهدوء بعيدا عن التشنج، وسيتم استكمال الاتصالات خلال الساعات القليلة المقبلة لايجاد الاليات المناسبة لمعالجة الخلل الحاصل.

 «كلمة السر»

وفي سياق استكمال التعيينات في المراكز الامنية، علم من اوساط معنية بهذا الملف ان «كلمة السر»بتعيين العميد طوني منصور مديرا جديدا لاستخبارات الجيش جاءت من قصر بعبدا، وقد جرى ابلاغ المعنيين بالامر قبل 72 ساعة، وقد بدأت الاجراءات العملانية لاتمام هذا التعيين حيث سيصدر القرار خلال ساعات عن المجلس العسكري، وسيوقعه وزير الدفاع يعقوب الصراف… ووفقا للمعلومات فان موقف الرئيس ميشال عون كان حاسما في هذا الاطار، وجاء التعيين مخالفا لطرح قدمه الوزير جبران باسيل لتعيين ضابط آخر في هذا المركز..!

 ملف اللاجئين

على صعيد متصل بملف اللاجئين السوريين، اكدت اوساط مطلعة، ان الوفد اللبناني العائد من بروكسل لم يحمل معه اي وعود بالحصول على مساعدات اوروبية جدية تساعد لبنان على تحمل اعباء النزوح السوري. وفي سياق الكشف عن سوء ادارة الحكومة اللبنانية لهذا الملف علمت «الديار» ان عددا من النازحين السوريين ممثلين برؤساء عشائر ومشايخ كانوا قد فروا من مناطق في القلمون السوري، حاولوا التواصل مع السلطات اللبنانية المعنية للعمل على تسهيل عودتهم  الى قراهم بعد دخول الجيش السوري اليها، لكن الجهات الرسمية اللبنانية تجاهلت مطالبهم، وكان الرد حاسما لجهة عدم التواصل الرسمي مع الحكومة السورية. وقد نجح هؤلاء في ايصال مطالبهم الى حزب الله الذي عمل على تأمين التواصل مع الدولة السورية، وجرى التفاهم على ترتيبات امنية ولوجستية تمكنت بعدها عشرات العائلات من العودة الى قراها… ووفقا للمعلومات ثمة اتصالات تجري الان لاعادة دفعة ثانية من هؤلاء، وقد اصبح هذا الملف في خواتيمه..