IMLebanon

هل تحديد الجلسة النيابية المقبلة مرتبط بالبطاقة البيومترية؟

 

نور نعمة

علمت «الديار» ان وزير الداخلية لم يحسم مسألة انجاز البطاقة البيومترية التي يفترض ان تجري وفق ثلاث مراحل: المرحلة الاولى توقيع العقود، الثانية طبع البطاقة والثالثة توزيعها حيث تحتاج الى مئات مراكز للتوزيع. وتضيف المعلومات ان هذه المراحل تحتاج لروزنامة زمنية طويلة ودقيقة ما يعزز الشكوك حول امكانية انجاز هذه المهمة في الفترة التي تتيح اجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وطالما ان مهلة انجاز البطاقة كحد اقصى هي اول الشهر المقبل وطالما ان لا جلسة نيابية مقبلة قبل عاشوراء لاعطاء سلفة يقرها البرلمان لانجاز البطاقة البيومترية فان الامور تتجه الى عائق تقني يمنع انجاز البطاقة في هذه الانتخابات النيابية المقررة بما  ان المهلة الزمنية المطلوبة للعمل بالبطاقة البيومترية تنتهي قبل عقد جلسة تشريعية.

في موازاة ذلك، قال حزب الله لـ«الديار» بان موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال اللاجئين السوريين والدعوة الى توطينهم ليس بجديد بل هو موقف سياسي واضح يدق ناقوس الخطر بأن خيار التوطين قد يصبح حقيقة وتداعياته الديموغرافية والاقتصادية ستكون امرا واقعا على المجتمع اللبناني. ورأى حزب الله ان خطاب ترامب يقطع الشك باليقين بأن واشنطن لطالما ارادت ابقاء اللاجئين السوريين في الدول المضيفة بما انها من الدول الاقل استقبالا لهم. واشار الى انه حذر الحكومة وقوى سياسية معينة مرارا من سياسة واشنطن حيال اللاجئين السوريين ومن اقامة مخميات لهم والى وجوب اتباع سياسة خارجية واضحة لمعالجة هذا الملف. ودعا حزب الله الحكومة اللبنانية ان تحسم امرها وتبادر الى معالجة ملف النازحين بأسرع وقت ورأى ان عليها التنسيق مع الحكومة السورية بما ان خطاب ترامب يحتم تحركا سريعا من اجل عودتهم الى اراضيهم ونقلهم الى المناطق السورية الامنة والمتفق عليها دوليا.

وردا على اتهام الرئيس الاميركي حزب الله بالارهاب، قال حزب الله بانه حركة مقاومة ضد العدو الصهيوني وهو اخر قوة تتهم بالارهاب لا بل هي القوة التي تواجه التكفيريين والارهابيين في سوريا مشيرا الى ان اخر جهة يحق لها توجيه اصابع الاتهام بالارهاب هي الولايات المتحدة فالاخيرة مولت وانشأت ودعمت تنظيمات ارهابية طوال السنوات الاخيرة في سوريا والعراق وليبيا.

مصدر قواتي لـ«الديار»: لا تمديد والعلاقة مع الوطني الحر مستمرة

كشفت مصادر قواتية للديار ان لا تمديد للمجلس النيابي وان المسألة محسومة وتسير باتجاه اجراء الانتخابات النيابية لافتة الى ان الظروف اليوم تغيرت حيث انتخب لبنان رئيس للجمهورية واقر برلمانه قانوناً انتخابياً جديداً وانطلاقا من ذلك لا يوجد اي مبرر لعدم اجرائها. واشارت هذه المصادر الى ان القوات اللبنانية اكدت انها جاهزة لخوض الانتخابات في اي وقت علما ان الجلسة التي سيدعو اليها الرئيس نبيه بري لطرح قانون معجل مكرر ستشكل مناسبة لانهاء كل الجدل الحاصل حاليا وفي الوقت ذاته للاتفاق على تفاصيل موعد الانتخابات النيابية. وهنا، رأت المصادر القواتية انه في حال عدم جهوزية وزارة الداخلية لتوفير البطاقة البيومترية واستخدام ذلك مبررا لتأجيل الانتخابات فذلك امر ترفضه القوات اللبنانية التي صرحت ان طريقة اقرار البطاقة البيومترية كانت خاطئة شكلا ومضمونا لان الاقرار لا يكون بالتراضي. وتابعت المصادر القواتية بالقول: «بالنسبة لنا، لا مشكلة في التصويت ببطاقة الهوية مع التسجيل المسبق على ان يتم توفير البطاقة البيومترية للانتخابات النيابية لعام 2022».

في موازاة ذلك، قالت المصادر القواتية لـ«الديار» ان التواصل مع التيار الوطني الحر مستمر ولن يتوقف مشيرة الى ان التباينات التي حصلت بين الطرفين حيال عدة ملفات كانت جميعها تحت سقف ورقة التفاهم كما انها تعكس سلوك ديموقراطي يمارسه الجانبان في التعاطي مع ملفات الشأن العام. ولفتت الى ان القوات اللبنانية في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت مساء الاحد عارضت مسألة التنفيذ بالتراضي للبطاقة البيومترية وهذا يؤكد ان القوات تقارب جميع الملفات ضمن القوانين المرعية ومؤسسات الرقابة كي يستعيد المواطن في نهاية المطاف ثقته بمؤسسات الدولة.

بري يرجئ الموازنة الى ما بعد عاشوراء

الى ذلك، تناولت الاجتماعات التي اجراها الرئيس بري على هامش الجلسة التشريعية موضوع الموازنة مع وزير المال ورئيس لجنة المال وعدد من النواب حيث علمت الديار ان الموازنة ستناقش بعد جلسة عامة بعد عاشوراء في حين لدى المجلس الدستوري مهلة 15 يوما للبت بقانون الضرائب والايرادات بعد ان ارجأ البت بالطعن مرتين ودعا لجلسة ثالثة غدا.

في النطاق ذاته، ارجأ الرئيس بري مناقشة واقرار كل اقتراحات القوانين المتعلقة بالسلسلة التي كانت مدرجة على جدول الاعمال ومنها ما يتعلق بدوام الجمعة وصندوق القضاة واساتذة الجامعة اللبنانية وقوانين اخرى.

كلمة عون تجسيد للثوابت اللبنانية

كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في الامم المتحدة تعكس الثوابت اللبنانية وموقف الدولة حيال التطورات التي تشهدها المنطقة كما انها تعبرعن رغبة لبنان في تعزيز مكانته في العالم الحر وتكريس ديمقراطيته واحترام سيادته. بيد ان كلمة الرئيس عون لا تنطلق من خانة الرد على تصاريح طالت الشأن اللبناني او اتهامات وجهت لفرقاء لبنانيين اساسيين بل هي تجسيد للموقف اللبناني الذي يتمثل بمواصلة حربه على الارهاب وبتحصين حدوده ورفض اي انتهاك لاستقلاله ولكيانه. ومن هذا المنطلق، وبعد ان اثارت كلمة الرئيس دونالد ترامب خوف عدد كبير من اللبنانيين في امكانية توطين اللاجئين السوريين كما الى امتعاض البعض من اتهامه لحزب الله بانه ارهابي، كرر الرئيس عون سابقا ان التوطين جريمة بحق الوطن مستندا الى الدستور اللبناني الذي يمنع ذلك ومن هنا كلمة الرئيس هي تجديد لرفض اي قرار دولي يمس بمصلحة الشعب اللبناني.

الردود على موقف ترامب

الى ذلك، اكدت مصادر قواتية للديار انه بمعزل ما اذا كان الرئيس الاميركي قد عنى بكلامه بقاء اللاجئين السوريين في الدول المضيفة او عودتهم الى بلادهم ان هذا القرار هو قرار لبناني محض وليس قرارا اميركيا ولا فرنسيا ولا بريطانيا والى ما هنالك كما استندت الى الدستور اللبناني الذي يمنع التوطين. ورأت هذه المصادر ان القوات اللبنانية اوضحت موقفها حيال ملف اللاجئين السوريين في لبنان والذي يقضي بعودتهم الى اراضيهم ومناشدة المجتمع الدولي على مساندة لبنان في حمل هذا الثقل الكبير وفي الوقت ذاته شددت هذه المصادر على رفض القوات التفاوض مع النظام السوري لعودة اللاجئين الى قراهم وبلداتهم.

من جهة اخرى، قال الرئيس نبيه بري «اننا جميعا في لبنان نرفض التوطين والكلام في الامم المتحدة  هوموقف سياسي غيرملزم بالنسبة لنا ولن يصدر قرار دولي في هذا الشأن».

عملية امنية قد تطال مطلوباً بارزاً في عين الحلوة

علمت «الديار» ان الايام المقبلة قد تشهد عملية امنية خاصة تستهدف ابرز المطلوبين في مخيم عين الحلوة الذي يلاحقهم الجيش على خلفية ارتباطهم بملفات ذات طابع ارهابي. وهذه العملية ستكون شبيهة بتلك التي ادت الى اعتقال الارهابي عماد ياسين من داخل معقله في حي الطوارئ في المخيم حيث قامت وحدة من مخابرات الجيش باعتقاله. وتسير الامور بين الفصائل الفلسطينية والجيش اللبناني في عين الحلوة الى المزيد من التأزم وذلك لعدم استجابة القادة الفلسطينيين لمطالب الجيش التي تقضي بتسليم مطلوبين ارهابيين من الجنسية الفلسطينية واللبنانية وابرزهم شادي المولوي. والحال ان القيادة الفلسطينية في المخيم لم تتعاون مع الاجهزة اللبنانية كما تعهدت ولم تأخذ اجراءات وخطوات امنية تضيق على المطلوبين لتسلمهم لاحقا الى السلطات اللبنانية بل اقتصر الامر فقط على توقيف مطلوب واحد وهو خالد مسعد المعروف بخالد السيد والذي ارتبط اسمه بشبكة رمضان التي كان تخطط لاستهداف المطار ومرافق سياحية اخرى غير ان الامن العام كشف عناصر الخلية الارهابية واحبط خطتها.

اضف الى ذلك، ان اللافت في ملف الارهابيين انه بعد معركة «حي الطيرة» في عين الحلوة منتصف آب الماضي وبعد جولة الاشتباكات التي دارت بين حركة فتح والجماعات الاسلامية المتطرفة، اتخذت الجماعات الارهابية اجراءات خاصة بها قضت بانتقالها الى احياء اخرى تسيطر عليها مجموعات اسلامية صغيرة منها جند الشام وفتح الاسلام. واثر ذلك التقت عصبة الانصار الاسلامية وامير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال الخطاب رموز من المطلوبين تحت شعار تفادي ما هو اخطر بعدما لمسوا جدية الجيش في ضبط الاشكالات الامنية داخل المخيم.

وفي هذا السياق ايضا، علمت «الديار» ان الجيش يحرص على ان تكون المعالجة الامنية لمخيم عين الحلوة على ايدي جهات فلسطينية مراعاة للحساسية اللبنانية-الفلسطينية كما يشدد الجيش على عدم تورطه بشكل مباشر في عين الحلوة واعتقال المطلوبين في وقت تتفرج الفصائل الفلسطينية ولا تحرك ساكنا لضبط المخيم امنيا. انما وفي الوقت ذاته، يستعجل الجيش على تنفيذ الحل الامني في المخيم وعلى معالجة ملف المطلوبين داخله في ظل تأييد دولي داعم لمواصلة الجيش محاربته للارهاب.