IMLebanon

مصادر بعبدا لـ “الحياة”: إمكان التفاهم لحل العقدة الحكومية… لا يزال قائما

 

 

بانتظار عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت، لا جديد في ملف التأليف، سوى استمرار المبادرة التي اطلقها الرئيس اللبناني ميشال عون والاستشارات واللقاءات التي يقوم بها ومنها ما هو بعيد من الاعلام، والتي لم تنجح حتى الساعة في احداث خرق في جدار الأزمة، مع تمسك المعنيين بمواقفهم، وفق مصادر متابعة للحراك الحكومي، لـ “الحياة”. وتناول عون امس ازمة تشكيل الحكومة أمام وفد مركز “راند” الاميركي، فلفت الى الاختلافات بين الاطراف السياسيين حولها “والتي اسعى جاهدا لوضع حد لها من خلال مباشرتي هذا الاسبوع لقاءات مع المعنيين على ان اتخذ بعدها القرار المناسب”.

 

 

وربطا، أكدت مصادر مقربة من بعبدا أن “رئيس الجمهورية باشر جوجلة الأفكار التي تكونت لديه خلال لقاءاته التي أجراها هذا الاسبوع وينتظر عودة الرئيس المكلف للقيام بجوجلة الأمور معه، على ضوء لقاءات الرئيس الحريري في الخارج”. والتوجه العام وفق المصادر هو “ضرورة ايجاد حل للموضوع الحكومي لأن البلد لم يعد يحتمل”.

 

واشارت المصادر لـ “الحياة” الى ان “خلال لقاءات رئيس الجمهورية، فان كل طرف ابلغ موقفه، والكل ثابت على موقفه، وما يقوم به الرئيس عون اليوم هو خرق لهذه المواقف من خلال الاتصالات”، واكدت المصادر أن “امكان التفاهم لحل العقدة الحكومية لا يزال قائما”.

 

وكان عون التقى وفد المجلس الاستشاري للشرق الاوسط التابع لمؤسسة RAND- مركز السياسات العامة للشرق الاوسط في الولايات المتحدة الاميركية الذي عرض مع رئيس الجمهورية الاوضاع العامة في لبنان ولانعكاسات الحرب السورية عليه سياسيا وامنيا واقتصاديا بالاضافة الى انعاكسات النزوح السوري.

 

وتحدث باسم الوفد رئيس المجلس الاستشاري للمركز، السفير الاميركي السابق في لبنان ريان كروكر فأشار الى أنه “مسرور للغاية بزيارة مقر رئاسة الجمهورية اللبنانية مجددا، وبما لاحظه من جهد يقوده الرئيس عون من اجل انهاء تشكيل الحكومة الجديدة”.

 

ورد عون قائلا: “إن لبنان يتميز بتعدديته الدينية والسياسية وايضا بديموقراطيته واحيانا يصعب الوصول الى حلول في ظل ديموقراطية فكيف اذا كان الامر في ظل وجود التعددية والديموقراطية في آن”.

 

واذ شدد على ان الوضع الاقتصادي صعب، قال “الامور ليست بمستحيلة وسنتخذ التدابير المناسبة ونقيم اصلاحات بنيوية في اطار النظام الاقتصادي، كما سنطلق مشاريع انمائية بمساعدة اوروبية كي نبدأ اعمار لبنان من جديد، الى جانب تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة”، لافتا الى تسبب ريعية الاقتصاد منذ العام 1990 بالارث الثقيل الذي يعاني منه لبنان اليوم”.

 

واضاف: “إن لبنان مر بمرحلة صعبة لا سيما منذ العام 2011 وحتى وقف اطلاق النار في سورية مع دخول الارهابيين الى جباله ومنطقته الشمالية، وقد استطاع تحرير ارضه عسكريا من الارهابيين، الا انه لا يزال يتحمل النتائج الاقتصادية للحرب في سورية والمنطقة بعدما تراكمت عليه ازمات ثلاث بدءا من الازمة الاقتصادية العالمية، مرورا بحروب المنطقة وصولا الى ازمة النازحين التي لا تزال تلقي بثقلها عليه”.

 

ولفت عون الى ان “عدد النازحين الذين استقبلهم لبنان الى جانب عدد اللاجئين الفلسطينيين يساوي ثلث سكانه ما زاد نسبة الكثافة السكانية فيه من 400 في الكيلو متر المربع الى 600، وهي ليست بكثافة وطن بل كثافة مدن”. واوضح ان اعباء النازحين على لبنان تتراوح بين الاعباء الاقتصادية والامنية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية، وبناه التحتية قاصرة عن تحمل هذه الاعباء، فضلا عن ان النازحين يقيمون رغم كل المساعدات في خيم اوضاعها تعيسة جدا”، لافتا الى ان “ارتفاع البطالة اثرت على لبنان اقتصاديا بالإضافة الى انه يعاني من نقص في عدد سجونه لاحتواء نسبة الزيادة في الجرائم التي بلغت 30 في المئة”.

 

وشكر عون الولايات المتحدة على مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني ما يساعد على تجهيزه وتدريبه.

 

تعزية الرئيس الفرنسي

 

وكان رئيس الجمهورية أبرق إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون معزياً بضحايا الاعتداء الارهابي الذي وقع قبل يومين في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، واصفاً إياه بالعمل “البغيض والجبان”. واكد في رسالته تضامنه مع الدولة الفرنسية وعائلات الضحايا، لافتاً إلى أن “لبنان الذي عانى لسنوات من مثل هذه الأنواع من البربرية، يشاطر الشعب الفرنسي ألمه، ويحيي تصميم الرئيس ماكرون على القضاء على هذا الوباء من التوحش الذي يطال مدننا”. وشدد على أن قيم الحرية والشجاعة والتضامن التي يتشاركها لبنان مع فرنسا، تبقى السد المنيع في مواجهة هجمات الحقد والانعزال”.