IMLebanon

نفقان خرقا الخط الأزرق… وضابط لبناني منع الإسرائيليين من انتهاك الحدود

نفقان خرقا الخط الأزرق… وضابط لبناني منع الإسرائيليين من انتهاك الحدود
الحريري يلتزم معالجة الجيش أي شائبة بتطبيق الـ1701 بعد دعوة يونيفيل “حكومة لبنان لضمان إجراءات عاجلة”

تصدى الجيش اللبناني قبل ظهر أمس لخروق إسرائيلية للخط الأزرق في منطقة ميس الجبل الجنوبية، وحصل استنفار على الحدود تمت معالجته بتراجع الجانب الإسرائيلي عن الخروق التي نفذها بحضور قوات الأمم المتحدة في الجنوب (يونيفيل). وأعلنت قيادة “يونيفيل” مساءً أن التحقيق الذي أجرته حول الأنفاق الأربعة التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشافها أفضى إلى تأكدها من أن إثنين من هذه الأنفاق يعبران الخط الأزرق، ما يشكل انتهاكا للقرار الدولي الرقم 1701 على السلطات اللبنانية معالجته. وللأمر حساسية خصوصا أن مجلس الأمن سيبحث غدا مسألة الأنفاق المكتشفة، وستسعى إسرئيل إلى تحميل السلطات اللبنانية المسؤولية عن حفر هذه الأنفاق. ويقع على عاتق الديبلوماسية اللبنانية أن تصيغ موقفا حازما بأنها ستعالج الخروق الحاصلة من الجهة اللبنانية، بموازاة مطالبتها بأن يقوم المجتمع الدولي بوضع حد لخروق إسرائيل المتواصلة لسيادته برا وبحرا وجوا.

وجال قائد “يونيفيل” الجنرال ستيفانو ديل كول أمس على كل من رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون وحكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون لإطلاعهم على نتائج عمليات التحقق التي قامت بها قواته حول الأنفاق، وعلى الوضع على الحدود.

وأكد الحريري حسب بيان لمكتبه الإعلامي للجنرال ديل كول أن لبنان “متمسك بالتطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ واحترام الخط الأزرق على حدوده الجنوبية”.

وأضاف الحريري خلال لقائه ديل كول، أن “الجيش اللبناني المولج وحده الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه يتعاون مع قوات “اليونيفيل”، وسيقوم بتسيير دوريات لمعالجة أي شائبة تعتري تطبيق القرار ١٧٠١ من الجانب اللبناني، وعلى الأمم المتحدة ان تتحمل مسؤولياتها في مواجهة الخروقات اليومية التي تقوم بها إسرائيل للأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية”.

واعتبر الحريري أن “التصعيد في اللهجة الإسرائيلية تجاه لبنان لا يخدم مصلحة الهدوء المستمر منذ اكثر من ١٢ عاما، وأن على المجتمع الدولي أن يلجم هذا التصعيد لمصلحة احترام الخط الأزرق والتطبيق الكامل للقرار ١٧٠١”.

“يونيفيل” تواصل التحقيقات

وصدر بيان صحفي عن “يونيفيل” حول اكتشاف أنفاق على الخط الازرق جاء فيه: “تتابع يونيفيل بنشاط التطورات المتعلقة باكتشاف أنفاق على الخط الأزرق من قبل الجيش الإسرائيلي. وأبلغ الجيش الإسرائيلي يونيفيل أنه اكتشف حتى الآن أربعة أنفاق على طول الخط الأزرق”. وأوضح أن “الفرق التقنية التابعة ليونيفيل قامت بإجراء عدد من عمليات تفتيش المواقع جنوب الخط الأزرق من أجل تقصي الحقائق. واستنادا إلى التقييم المستقل لليونيفيل، أكدت اليونيفيل حتى الآن وجود جميع الأنفاق الأربعة بالقرب من الخط الأزرق في شمال إسرائيل”.

أضاف البيان: “وبعد إجراء مزيد من التحقيقات التقنية بشكل مستقل وفقا لولايتها، يمكن ليونيفيل في هذه المرحلة أن تؤكد أن اثنين من الأنفاق يعبران الخط الأزرق، وهذه تشكل انتهاكات لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 “.

ورأت قيادة “يونيفيل” أن “هذه مسألة مدعاة للقلق الشديد، ويونيفيل تواصل التحقيقات التقنية في هذا الإطار. وطلبت من السلطات اللبنانية ضمان اتخاذ إجراءات متابعة عاجلة وفقا لمسؤوليات حكومة لبنان عملا بالقرار 1701”.

وأكدت أن “الوضع في منطقة عمليات يونيفيل لا يزال هادئا، مع الاشارة الى أن قيادتها منخرطة بشكل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار على طول الخط الأزرق وتفادي أي سوء فهم من أجل الحفاظ على الهدوء في منطقة العمليات”.

وكان التوتر على الحدود حصل بين جنود لبنانيين وإسرائيليين حين قامت ثلاث حفارات “بوكلن” اجتازت السياج التقني في كروم الشراقي في ميس الجبل، وباشرت أعمال الحفر. وحين قام الجنود الإسرائيليون بوضع سياج شائك يمتد عشرات الأمتار، في المنطقة تنبه إلى الأمر جنود لبنانيون فجرى استنفار في صفوفهم واتجه بعضهم مع ضباط ارتباط دوليين إلى إحدى النقاط حيث خرق الجانب الإسرائيلي الخط الأزرق. وتولت قوة من الجيش إبعاد جميع المدنيين الموجودين في منطقة كروم الشراقي. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الملازم أول في الجيش اللبناني محمد قرياني يقف رافعا بندقيته وإلى جانبه الجنود اللبنانيين ومنهم فريق طوبوغرافي عاين المكان، قبالة جنود إسرائيليين ويطلب منهم باللغة الإنكليزية، إبعاد السلك الشائك الذي وضعوه “إلى خلف الشجرة”. وكان ضباط الارتباط في “يونيفيل” متواجدين في المكان حيث أبلغوا الجانب الإسرائيلي بخرقه الخط الأزرق، فقام جنود بإبعاد السياج الشائك عن ثلاث مواقع تشكل خرقا. وأدى التوتر إلى وقف الإسرائيليين أعمال الحفر التي كانوا بدأوها.

وأكد المتحدث باسم “يونيفيل” أندريا تيننتي، ان “الجنود الدوليين انتشروا في المنطقة، بعد تقارير عن حصول توتر بين القوات المسلحة اللبنانية والجيش الاسرائيلي على الخط الأزرق، لتهدئة الوضع ومنع أي سوء فهم والحفاظ على الاستقرار”. واشار الى ان “الوضع في المنطقة الآن هادئ وجنودنا موجودون على الأرض”.

كما أطلق الإسرائيليون منطادا مزودا بكاميرات مراقبة على طريق عام كفركلا – العديسة.

وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا مساء أمس أعلن أن “زورقا حربيا تابعا للعدو الإسرائيلي، خرق المياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة، على ثلاث مراحل، لمسافة أقصاها حوالى 960 متراً”.

وأكد أنه “تجري متابعة موضوع الخرق بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”.