IMLebanon

الحياة: لبنان ينعى صفير بطريرك “الاستقلال الثاني”… وحداد رسمي الاربعاء والخميس

تلقى لبنان بحزن كبير خبر وفاة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير فجر اليوم (الأحد) عن 99 عاما، ومنذ الصباح الباكر توالت مواقف وتغريدات سياسيين وشخصيات رسمية ودينية وديبلوماسية، تنعى بطريرك “الاستقلال الثاني”، مشيدة بمواقفه التاريخية وانجازاته الوطنية والكنسية، وارفقوا تغريداتهم بصور تجمعهم والراحل الكبير.

وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد الرسمي الاربعاء والخميس على وفاة البطريرك صفير حيث تنكس خلالهما الاعلام عن الادارات الرسمية وتعدل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم . ويكون يوم تشييع الراحل الخميس يوم توقف عن العمل في كل الادارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة.

ونعى رئيس الجمهورية ميشال عون إلى اللبنانيين البطريرك صفير وقال: “ستفتقده الساحة الوطنية رجلاً صلبا في دفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه”.
اضاف:”بغياب البطريرك صفير تفقد الكنيسة المارونية واحداً من أبرز بطاركتها ورعاتها، كانت له بصمات مشرقة، مدبراً لشؤونها، ومحافظاً على تقاليدها وتراثها التاريخي، ومجدداً رتبها الطقسية، وساهراً على حاجات أبنائها”.

بدوره، نعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، صفير، وقال: البطريرك يترك صفحة مشرقة في تاريخ لبنان، سوف تبقى حية في ضمائر الذين عرفوه وعاصروه، وهداية للاجيال التي ستقرأ تاريخ لبنان الحديث. فالراحل الكبير جسد بشخصه وبعمله إرثا للقيم الروحية والوطنية، في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان ارتفع معها بالصلابة والقدوة والثبات والشجاعة الى مرتبة الرمز الوطني، الذي اسهم بكل تأكيد بتحويل مجرى الأحداث، ونقل لبنان من حال الى حال”.

وتابع: “هو حضر سنوات الحروب بعد انتخابه العام 1986، ورافق مساعي السلام والتهدئة، وانتقال لبنان الى السلام بعد الصراعات الدامية والمدمرة. وليس له من وسائل سوى رفع شأن كلمة الحق، ومن زاد سوى العمق الروحي والوفاء لثوابت لبنان، التي كانت البطريركية المارونية من بين اشد المؤتمنين عليها تاريخيا. ولذا فإن ما شاهده وعرفه وخبره من أحداث على الصعيد الوطني، وما واجهه من معارضات وانتقادات، لم تزده الا ايمانا برسالته المزدوجة الروحية واللبنانية. فما خفت صوته مرة في نصرة ما كان يؤمن به، فارتفع دائما بالرفض وإدانة الممارسات التي شهدت محطات تاريخية في مسيرته. من نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول (سبتمبر) العام2000 الى مصالحة الجبل العام 2001، الى لقاءاته مع كبار مقرري العالم شرقا وغربا، مدعوما بقوة من الفاتيكان ومن العواصم الكبرى”.

اضاف: “شاءت الاقدار ان تصنع اللقاء التاريخي بينه وبين والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اللقاء على القضية الوطنية الواحدة في سبيل الشاغل الواحد، وهو الاستقلال والسيادة الكاملة داخليا وخارجيا وحرية القرار. وكأنه كتب لهذين الرجلين الكبيرين، ان يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل، بالإيمان الوطني الواحد، والتطلع الواحد، واليد الواحدة. وقد ادرك كلاهما ان تعاونهما المشترك هو المنطلق الصلب لإعادة احضار لبنان الى مكانته الطبيعية كوطن حر سيد مستقل، يؤدي دوره الريادي في منطقته العربية و العالم”.

عازار مقدما التعازي في بكركي باسم بري

وقدم النائب ابراهيم عازار التعازي في بكركي موفدا من رئيس البرلمان نبيه بري، وقال عازار بعد تعزية البطريرك بشارة الراعي، بصفير: “خسرنا قامة وطنية كبيرة والراحل كان مثالا للمصالحة”.

امين الجميل: البوصلة والمرشد

وقال الرئيس امين الجميل من بكركي: “البطريرك صفير كان البوصلة والمرشد ولا يسعنا الا ان ننظر الى إنجازاته ونشعر بحزن كبير ولكن برجاء لأننا نحصد ما زرعه من محبة وألفة بين اللبنانيين”.

اضاف: “بصمات البطريرك واضحة واليوم وفي هذا الظرف بالذات نحن بأمسّ الحاجة للعودة الى تعاليمه وتجربته لننقذ لبنان من المستنقع الذي يتخبط به وننقذه من الضياع ومن التفريط بأسس الكيان اللبناني . هو المقاوم الأول لأنه الملهم والمرشد للاستقلال الثاني وأطلق شرارته كما كان ركناً أساسياً في المقاومة اللبنانية”.

وقال الرئيس ميشال سليمان: “‏مات جسده، لكن روحه باقية تفيض على مساحة الوطن مجداً وعنفوانا وحرية ، ذخرا” مقدسا” لكل الوطنيين المخلصين من اجل الصمود وانجاز السيادة والاستقلال. رحم الله ايقونة لبنان”.

ونعى الرئيس حسين الحسيني “ببالغ الأسى والحزن، وفاة البطريرك صفير. كان في مواقع الخطر والشكوك رابط الجأش، ثابت الإيمان، وفي سعيه المتواصل، كان يجسد هذه الحقيقة: من أراد الحفاظ على جماعته، فلا سبيل إلا أن يريد الحفاظ على لبنان واللبنانيين من كل الجماعات، وبالعكس”.

السنيورة: لم يتزحزح عن قناعاته

واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة ان “لبنان خسر ارزة من أرزاته الشامخة، جذورها انغرست عميقا، وستبقى في الارض لتتفتح براعم حرية ومقاومة ونقاء من اجل لبنان السيد الحر المستقل، الذي عمل له البطريرك وناضل من اجله وشاهده يتحقق بإنجاز الاستقلال الثاني”. وقال: “إنجازات البطريرك صفير لا تمحى، بل كتبت بأحرف عميقة على صخور تاريخ لبنان الحديث وفي وجدان وضمائر اللبنانيين، حيث ناضل في مواجهة الوصاية والتسلط، فكان الصوت المدوي الداعي كل يوم الى التمسك بالحرية والاستقلال والسيادة والعيش المشترك والواحد”.

أضاف: “لم يرضخ للتهديد ولا هاب المخاطر. لن تنسى الكثرة الكاثرة من الشعب اللبناني وقوفه بقوة في وجه محاولات طمس هوية لبنان كما لن ينسى اللبنانيون دوره الكبير في تشجيع روح التحركات من اجل الانعتاق من الوصاية والعودة الى الاستقلال والحرية، فكان الصوت المحرك والقائد كما كان الاب المدرك لحقيقة لبنان وجوهره”. وقال: “لعب دورا كبيرا واساسيا في مباركة انجاز اتفاق المصالحة الوطنية بين اللبنانيين في الطائف لإعادة صياغة الميثاق الوطني وتحديث الدستور والتمهيد لنقل لبنان من ضفة الحروب الى ضفة السلام. كان ينطلق من ضرورة الخروج من الانكفاء والانطواء، وان الدولة، دولة القانون والنظام، هي صاحبة السيادة وصاحبة الحق الحصري في حمل السلاح والسهر على تطبيق القانون”.

وقال الرئيس نجيب ميقاتي: “‏برحيل البطريرك صفير تطوى صفحة مشرقة من تاريخ لبنان. آمن بالحوار والعيش الواحد بين جميع اللبنانيين، ودافع عن هوية لبنان وتاريخه. ولا تزال جملته الشهيرة” لقد قلنا ما قلناه” خير مثال أنه لم يتزحزح عن قناعاته، ما اكسبه احترام اللبنانيين وتقديرهم حتى آخر يوم من حياته”.

سلام: مدافعا صلبا عن الحرية والسيادة

وغرد الرئيس تمام سلام عبر “تويتر”: “خسر لبنان هامة وطنية كبيرة ورمزا من رموز الحوار والتسامح ومدافعا صلبا عن الحرية والسيادة”.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس: “نفتقد بغياب الكاردينال صفير قامة روحية ووطنية عالية، احتضنت أبناء كنيستها وسائر اللبنانيين بروح الأبوة والمسؤولية التاريخية، ودافعت عن حقوقهم في السيادة والحرية والاستقلال والعيش الكريم، وكانت لها اسهامات كبيرة في إرساء السلم الأهلي وتعزيز الوحدة الوطنية بثقافة الحوار والمصالحة والسلام”.

وغرد النائب السابق للبرلمان فريد مكاري:” ‏رحل البطريرك التاريخي. كان الكلمة المدويّة في زمن كمّ الأفواه. كان الحريّة في زمن السجون. كان الوطن في زمن المنفى. كان المصالحة في زمن “فرّق تسُد”. رحم الله كاردينال الاستقلال”.

وقال رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ناعيا صفير: “وداعاً لبطريرك الاستقلال والمصالحة والمحبة والسلام”.

أما رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط فقال: “نودعك اليوم، وسنفتقدك رجل المصالحة والتسامح والعقلانية، وستبقى ذكراك ولأجيال قادمة جسر العبور الى لبنان الواحد”

جعجع : البطريرك المقاوم

ونعى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع البطريرك صفير قائلا: “سكت القلب الكبير وانطفأت العينان الحانيتان وبات الجسد مسجى. البطريرك المقاوم وسليل الكبار من يوحنا مارون والأسلاف الأتقياء الأنقياء، أيقونة الحرية والاستقلال والبطولة المعبرة بصمتها والخاطفة بلاغة بما قال وقل ودل، لم يعد معنا في الجسد، لكنه باق معنا في الروح، كان خير من نذر ووفى تمسكا بالقيم، فلم يلو على تهويل ولم ينحن امام ابتزاز ولم يتراجع عن قناعة، بل حافظ على جوهر الرسالة وعلى دفة القيادة في عز الاحتلال والوصاية والعواصف العاتية من دون ادعاء وبرباطة جأش فريدة”.

أضاف: “التحية الى من سيبقى نابضا في قلبنا، التحية لحارس الحراس. إن القوات تخسر بخسارة البطريرك أقنوما من اقانيم تراثها النضالي، وأخسر شخصيا أبا ثانيا رافقني بالصلاة والدعاء وكان خير راع للرعية عندما حاولوا تشتيتها والملجأ الحنون لستريدا جعجع ومجموعة يسوع الملك والشباب الملاحق في زمن الاعتقال والقمع الذين كانوا يطرقون بابه حتى في الليالي، وكان يقطع نومه ويستقبلهم كأب حنون عطوف. لقد أصر على ضم القوات الى لقاء قرنة شهوان بالوقت الذي كانت سلطة الوصاية تعمل جاهدة ليل نهار لاستبعادها من كل شيء وصولا الى محو أثرها كليا من الساحة السياسية”.

وتابع: “لقد ترك أمثولة نادرة في الصمود والثبات على المبادئ، ولم يمالئ ولم يساوم، وعرف كيف يرد بالحجة على كل من حاول استدراجه الى حيث لا يريد. ايها البطريرك، يا ذخيرة ايامنا الآتية ان مسيرتك تشبه في بعض جوانبها مسيرة القوات، ثباتا في المبادئ، مقاومة للضغوط، وصبرا على التجني ورفضا للافتئات على الحق ولتزوير الحقيقة. تغادرنا ولبنان الذي أحببته موئلا للحرية والعدالة والانسان يعاني ويكابد. تغادرنا الى حيث اردت ان تكون حتى في مماتك كما في حياتك بعدما رفضت ان تذهب الى حيث أرادوا ان تكون. معك ينطوي قرن، فعمرك من عمر لبنان الكبير الذي رسم حدوده البطريرك الياس الحويك وبارك استقلاله البطريرك أنطون عريضة وكنت انت رأس حربة استقلاله الثاني، مع النداء التاريخي في ايلول ال2000 ومصالحة الجبل ورعاية لقاء قرنة شهوان والمساهمة الجليلة في إحياء ثورة الأرز”.

وغرد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فقال: “رحل اليوم رجل عظيم آمن بمبادئه حتى آخر لحظة ولم يتنازل يوما عن قناعاته”.

وقال رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل: “كم سنشتاق إليك، ستبقى ابتسامتك وحكمتك وصلابتك محفورة في قلبنا ووجداننا”.

ونعى النائب مروان حماده، صفير بالقول: “رحل السادس والسبعون، كما أراد ورسم. رحل بطريرك الاستقلال والسيادة والشجاعة والوحدة الوطنية حين عزّ الرجال، وحارس الصمت والألم والعزلة حين قرر الراحة في أديار البطريركية التي أحب. اليوم غاب لبنان عن البطريرك. اليوم يُفتقد الحلم والنبض والعصب”.

حرب: بطل الاستقلال الثاني واستعادة السيادة

وقال الوزير السابق بطرس حرب: “خسر لبنان اليوم رئيس كنيستين الكنيسة المارونية والكنيسة الوطنية فكان القائد والرمز الذي جمع القداسة والوطنية ، حمى الاولى وقاد معركة استعادة استقلال الثانية ووحدته . لم ينطق الّا بالحق ولم يسكت مرة على الباطل . سطّر صفحات مجيدة في تاريخ لبنان . ذكراه ستبقى خالدة في ضمير الوطن. لم يساوم ولم يهادن في مواقفه إنه بطل الاستقلال الثاني واستعادة السيادة”.

البخاري: لبنان خسر أحد رجاله الوطنيين الكبار

ونعى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، وليد بن عبدالله البخاري، الكاردينال صفير معربا في بيان “عن بالغ التّعازي وصادق المواساة للبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الرّاعي وللكنيسة المارونية ومجلس الأساقفة الكاثوليك، وللبنان وشعبه الشقيق، سائلا ً المولى عز وجل أن يُلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان “.

واعتبر البخاري “أن لبنان خسر اليوم أحد رجاله الوطنيين الكبار، الذي لعب دورًا وطنيًا مهمًا حرص من خلاله على وحدة لبنان واستقراره ولحمة أبنائه”.

الشامسي: بغيابه يفقد لبنان قامة وطنية وعروبية استثنائية

ونعى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، البطريرك صفير، معتبرا أنه بغيابه “يفقد لبنان قامة وطنية وعروبية استثنائية، حيث لعب دورا محوريا في ترسيخ السلام والتسامح، فكان رجل الإنفتاح والمواقف الجريئة حيث كرس حياته في سبيل تعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين ودعم استقرار لبنان وسيادته”.

وقدم الشامسي “خالص التعازي إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والكنيسة المارونية ولجميع محبي الراحل وللبنان قيادة وحكومة وشعبا”.

فوشيه: دافع بشغف عن استقلال لبنان وسيادته

ونشر السفير الفرنسي لدى لينان برونو فوشيه تغريدة على صفحة السفارة على تويتر فقال: تلقيت “بأسف شديد خبر وفاة البطريرك صفير. تحية لرجل السلام والحوار الذي دافع بشغف عن استقلال لبنان وسيادته”.

وغرد السفير البريطاني لدى لبنان كرس رامبلنغ عبر “تويتر” بالقول: “نأسف لرحيل البطريرك صفير، رجل الايمان الاستثنائي، الذي دافع عن التسامح والسلام”.

وقال رئيس مؤسسة الانتربول الوزير السابق الياس المر في بيان: “فقد لبنان اليوم علما من كبار أعلامه وقائدا من أعظم قادته، هو البطريرك صفير الذي حمل لبنان في قلبه وما كان الا مدافعا صلبا عن هويته وسيادته وحريته في اصعب المراحل وأقسى الظروف. ما ساير ظالما ولا هادن طامعا، وما طاع غير الله ولا عمل بغير تعاليمه ولا تمسك بغير مبادئه”.

واضاف: “فقد لبنان اليوم أرزة شامخة وأيقونة نادرة كتبت صفحات مشرقة في تاريخ الكنيسة المارونية وتاريخ لبنان. ما أحوجنا اليوم الى استلهام مواقف البطريرك صفير وجرأته وقيادته في إنقاذ لبنان من الأوضاع المؤلمة التي يواجهها الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة. ستبقى ذكرى البطريرك صفير خالدة خلود الأرز في قمم الجبال”.

دريان: كان له موقف وطني مميز وجامع

واعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان عن “الحزن والأسى لفقدان الكاردينال صفير الذي كان رمزا دينيا ووطنيا كبيرا وعاصر المفتي الشهيد حسن خالد وكان له موقف وطني مميز وجامع حين استشهد”.

قبلان: كان شريكا في تحصين الوحدة الوطنية

ونعى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، في بيان اليوم، بـ “رحيل الكاردينال صفير الذي خسر لبنان وكل العائلات الروحية بفقده صاحب همة عالية ورجلا محبا لوطنه اتسمت مواقفه بالوطنية منذ عرفناه وعملنا مع إخواننا رؤساء الطوائف الروحية على غرس روح المحبة والتعاون بين اللبنانيين، فكان الراحل الكبير شريكا في تحصين الوحدة الوطنية وترسيخ العيش المشترك وحفظ لبنان، إذ عمل بإخلاص لخدمة رعيته ودعم الحوار بين اللبنانيين”.

الشيخ حسن: فتح صفحة المصالحة التاريخية

وأعرب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن عن بالغ الأسى برحيل الكاردينال صفير الذي شكّل في حياته علامة فارقة بتاريخ لبنان وكان ركناً وطنياً روحياً سيادياً، آمن بلبنان المستقل، وأرسى ثوابت العيش المشترك في الزمن الصعب وفتح صفحة المصالحة الوطنية التاريخية التي كانت محطة مضيئة سطعت فوق جراح الماضي وأعطت المثال الحقيقي عن العمل الوطني الصرف.

وشدد على أن “لبنان سيفتقد البطريرك الراحل وحرصه على الحوار الإسلامي المسيحي ومحبته وتسامحه وانفتاحه ونبذه للتطرف”، مؤكداً “ضرورة البناء على ما تحقق مع البطريرك صفير واستكمالاً مع الكاردينال بشارة الراعي لإرساء مفاهيم الوطن الجامع لكل أبنائه والدولة العادلة المستقلة”.

عودة: كان بطريركا فريدا

ونعى متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، البطريرك صفير وقال في بيان: “برحيله يفقد لبنان راعيا صالحا وقائدا حكيما وشخصية تاريخية تركت أثرها العميق في تاريخ لبنان المعاصر. كان لبنانيا صلبا في وطنيته، كبيرا في مواقفه، وحازما في هدوئه. “طلعته مثل لبنان، وهو مهيب كأرزه” لم يخف إلا الله، وقد استلهمه في كل أقواله وأفعاله”.

أضاف: “كان بطريركا فريدا من نوعه. لم يكن يخص الموارنة وحدهم بل كان يخص المسيح أولا ثم لبنان. تمسك بمبادئه في أصعب الأوقات وأحلك الظروف، ودافع عن لبنان وحريته ووحدته واستقلاله رغم كل المخاطر”.

نقابة الصحافة: سيظل التاريخ يشهد لمواقفه الوطنية

ونعى نقيب الصحافة عوني الكعكي ومجلس النقابة، البطريرك صفير، في بيان جاء فيه: “لقد أمضى حياته في التعليم وفي خدمة مواطني كنيسته في لبنان وديار الانتشار، بتواضع ومحبة وايمان وتفان، وكانت له مواقف تاريخية على الصعيدين الروحي والوطني سجلها له اللبنانيون بفخر واعتزاز يشهد له فيها العالم كله، ولا يزال وسيظل تاريخ لبنان يذكرها له، خصوصا في مجال دفاعه المتواصل عن الحق والحرية والسيادة الوطنية والقرار المستقل وضرورة تحرير لبنان من الهيمنة والقرار اللبناني من الارتهان من اي جهة خارجية”.

نقيب المحررين: غاندي لبنان

ونعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف قصيفي، “فقيد لبنان والكنيسة، وقال: قامة لبنانية وطنية وروحية هوت، وهامة مقاومة احنت الرأس لمشيئة من لا ردّ لمشيئته. وهو كان طوال حياته المديدة رمزا لشمخة الرأس، وعنوانًا للعنفوان. انه الذهبي الفم، الفولاذي الإرادة، االشجاع الذي لا يخشى في الحق لومة لائم ، منتصرًا بعمق إيمانه لقيم الخق والعدالة. انه غاندي لبنان الذي انتصر بموقفه المسالم ،على كل من حاول اخضاعه بالضغط والترهيب. كان ملاذ الناس ، يوم اوصدت في وجوههم الملاذات”.

اجراس بكركي وكنائس لبنان تقرع حزنا

وقرعت أجراس كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي وأجراس كنائس لبنان، عند العاشرة من صباح اليوم حزنا على وفاة البطريرك صفير، ورفعت الصلوات لراحة نفسه في قداديس الأحد، وترأس البطريرك الراعي قداس الأحد في بكركي، رفع فيه الصلاة لراحة نفس الراحل الكبير، وقال: “بالألم الشديد والرجاء المسيحي نقدم هذه الذبيحة لراحة نفس الكاردينال صفير

مراسم الوداع …الخميس

وحددت بكركي رسميا موعد دفن البطريرك صفير يوم الخميس في بكركي في الخامسة عصراً، حيث يُنقل جثمانه الى بكركي يوم الأربعاء.

وتلا مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض نعوة البطريرك صفير، وجاء فيها: “ينعي المطارنة اعضاء سينودس الكنيسة المارونية ومؤسسة البطريرك نصرالله صفير الاجتماعية البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

يسجى الجثمان في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ابتداء من يوم الاربعاء في 15 ايار(مايو) من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة من بعد ظهر الخميس في 16 منه. يحتفل بالصلاة لراحة نفسه عند الخامسة من بعد ظهر الخميس. تقبل التعازي ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة ابتداء من العاشرة والنصف صباحا حتى السادسة بعد الظهر في صالون الصرح البطريركي في بكركي”.

وسيدفن جثمان البطريرك صفير في مدافن البطاركة في بكركي وليس في وادي قنوبين ، وقد اصر البطريرك الراعي على أن يكون الدفن مهيباً”.