IMLebanon

الحياة: بري: ما حصل انجاز … وجنبلاط “مرتاح لأجواء اللقاء” الخماسي

 

أخيراً وبعد 40 يوماً على حادثة الجبل وما تركت من ندوب، طوي ملف قبرشمون – البساتين بمصافحة ومصارحة ومصالحة في بعبدا بين رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ورئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، وطوى معه أزمة الحكومة التي تعطّلت منذ وقوع الحادثة، وذلك في حضور رؤساء الجمهورية ميشال عون، والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري.

 

 

شهد قصر بعبدا، أمس (الجمعة)، لقاءين بارزين بهدف تعزيز الاستقرار السياسي والمالي والاقتصادي. فقد ترأس رئيس الجمهورية عند الثالثة بعد الظهر، اجتماعاً مالياً في حضور رئيسي مجلسي النواب والوزراء والمسؤولين الماليين، بهدف التداول في الأوضاع المالية والاقتصادية ووضع الاجراءات والترتيبات اللازمة للخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان.

 

وعند الخامسة عصراً، عقد لقاء مصارحة ومصالحة في القصر الجمهوري، بين جنبلاط وأرسلان، في حضور الرؤساء عون وبري والحريري، عرض للحادثة التي شهدتها منطقة قبرشمون وتداعياتها ومسار التحقيقات الجارية في شأنها.

 

الاجتماع المالي والاقتصادي الذي ترأسه الرئيس عون، ضم الى الرئيسين بري والحريري كلاً من وزراء: المال علي حسن خليل وشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والاقتصاد منصور بطيش ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير.

 

الحريري: التزام بالحفاظ على سعر صرف الليرة والاستقرار الائتماني

 

وبعد انتهاء الاجتماع، انتقل عون يرافقه بري والحريري الى مكتبه، حيث انضم إليهم جنبلاط وأرسلان. وبعد انتهاء اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين، أدلى الرئيس الحريري بالبيان الآتي: “تداول المجتمعون في الاوضاع المالية والاقتصادية السائدة، إن لجهة التوصيف الدقيق لها وأسبابها المباشرة وغير المباشرة، او الحلول المقترحة لها وجوباً والتزاماً”.

 

أضاف: “عبّر المجتمعون عن ارتياحهم للتطور الحاصل لجهة تنقية الاجواء السياسية والمصارحة والمصالحة والعودة لانتظام عمل المؤسسات، والتشديد على ضرورة الالتزام بالمحافظة على الاستقرار السياسي والحدّ من المشاكل. وأكدوا التزامهم الواضح باستمرار الحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة والاستقرار الائتماني. كما تم الاتفاق على جملة من الخطوات الأساسية التي سيعمل على تطبيقها في المرحلة المقبلة، والتي تسهم في تفعيل الاقتصاد وتعزيز وضع المالية العامة، والمباشرة بمناقشة تقرير “ماكنزي” والملاحظات المقدمة عليه من الاطراف كافة”. وتابع: “من الخطوات الاساسية:

 

“اقرار موازنة 2020 في مواعيدها الدستورية، والالتزام بتطبيق دقيق لموازنة 2019، والاجراءات المقررة فيها وتوصيات لجنة المال.

 

“وضع خطة تفصيلية للمباشرة بإطلاق المشاريع الاستثمارية المقررة في مجلس النواب والبالغة 3.3 مليار دولار، بعد اقرار قانون تأمين الاستملاكات لها، اضافة الى مشاريع “سيدر”.

 

“الالتزام بالتطبيق الكامل لخطة الكهرباء بمراحلها المختلفة.

 

“اقرار جملة القوانين الاصلاحية، لا سيما منها: المناقصات العامة، التهرب الضريبي، الجمارك، الاجراءات الضريبية، والتنسيق مع لجنة تحديث القوانين في المجلس النيابي.

 

“تفعيل عمل اللجان الوزارية، خاصة في ما يتعلق بإنجاز اعادة هيكلة الدولة والتوصيف الوظيفي.

 

“استكمال خطوات الاصلاح القضائي وتعزيز عمل التفتيش المركزي وأجهزة الرقابة، والتشدد في ضبط الهدر والفساد، والاسراع في انجاز المعاملات.

 

“اعادة النظر بالمؤسسات غير المجدية والغاؤها وفقا لما تقرر في القوانين السابقة”.

 

سلامة: الوضع المالي: “TOP”

 

وكان لافتاً بعد انتهاء الاجتماع تصريح لحاكم مصرف لبنان وهو يغادر قصر بعبدا أبدى فيه ارتياحه للوضع المالي، قائلاً رداً على سؤال حول الوضع المالي: “TOP”.

 

وفي السياق اشارت وكالة “رويترز” الى أن “السندات الدولارية اللبنانية تصعد وإصدار 2030 يرتفع إلى أعلى مستوى في أسبوع مع اجتماع القادة اللبنانيين لحل أزمة سياسية”.

 

أما وزير المال فقال: “لا استقرار مالياً واقتصادياً من دون استقرار سياسي، ولاحظنا صعود السندات قبل اجتماع بعبدا المالي”، واصفاً اياه “بالممتاز”. وأضاف: “إن الإئتمان قد يتأثر بذلك”.

 

بيان اللقاء الخماسي

 

ثم تلا الرئيس الحريري بياناً آخر حول اللقاء الخماسي، جاء فيه: “برعاية فخامة رئيس الجمهورية وحضور رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء، عقد اجتماع مصارحة ومصالحة بين وليد بك جنبلاط والأمير طلال أرسلان. استنكر المجتمعون الحادثة المؤسفة التي وقعت في قبرشمون – البساتين في قضاء عاليه في 30 حزيران (يونيو) الماضي، والتي سقط نتيجتها ضحيتان وعدد من الجرحى، والتي باتت في عهدة القضاء العسكري الذي يتولى التحقيق في ظروفها وملابساتها، وذلك استناداً الى القوانين والانظمة المرعية الاجراء. وفي ضوء نتائج التحقيقات، يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب”.

 

وبعدها، اعلن الرئيس الحريري عن عقد جلسة لمجلس الوزراء عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد في قصر بعبدا، وقال: “ان شاء الله بعد المصالحة التي حصلت اليوم، نبدأ صفحة جديدة لمصلحة البلد والمواطن”.

 

ولدى مغادرته قصر بعبدا بعد اللقاء الخماسي، اكتفى الرئيس بري بالقول: “ان ما حصل هو انجاز”.

 

بعد المصالحة … جنبلاط في قبرشمون

 

من جهته، اكد جنبلاط ردا على سؤال انه “مرتاح لاجواء اللقاء”.

 

ومساءً تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر موكب رئيس “التقدمي الاشتراكي” اثناء زيارته منطقة قبرشمون، وشوهد متوقفاً يتحدث مع مواطنين.

 

أما أرسلان فسيعقد مؤتمراً صحافياً، عند الثانية عشرة من ظهر اليوم (السبت)، في دارته بخلدة.

 

الحريري يلتقي السفيرة الاميركية

 

والتتقى الحريري في السراي الكبيرة السفيرة الأميركية لدى لبنان اليزابيث ريتشارد، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وعرض معها آخر المستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وكان الحريري ترأس ظهر أمس في “بيت الوسط” اجتماعاً حضره وزير المال وحاكم مصرف لبنان وعدد من المستشارين، تم خلاله البحث في الأوضاع المالية والنقدية في البلاد.