IMLebanon

سلام جنّب مجلس الوزراء «ورطة» سياسية بترحيله بحث الوضع في عرسال

أدى تدخل رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في الوقت المناسب إلى ترحيل البحث في الوضع في بلدة عرسال البقاعية وجرودها من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الذي اقتصر على بنود عادية وغابت عنها كلياً الأمور السياسية.

وعلمت «الحياة» بأن وزيري التربية الياس بوصعب وشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش طالبا بطرح الوضع في عرسال في مجلس الوزراء بذريعة ضرورة اتخاذ موقف منه في ضوء تزايد عدد المسلحين المنتمين إلى المجموعات الإرهابية في جرودها بعد أن انكفأوا عن منطقة القلمون.

لكن سلام رأى أن لا ضرورة لطرحه الآن «ونحن نتابع الوضع وندرسه من خلال تواصلنا مع قيادة الجيش».

واعتبر عدد من الوزراء أن عدم تجاوب سلام مع طلب بوصعب وفنيش أنقذ مجلس الوزراء من ورطة سياسة جديدة لأن مجرد طرحه كان سيدفع بعدد من الوزراء من الفريق الآخر من خارج «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» إلى الدخول في سجال معهما باعتبار أن جدول الأعمال لا يفرض خطاباً من زعيم سياسي أو موقفاً من آخر، خصوصاً أنهم استعدوا للإدلاء بمداخلات تنطلق من أن لا مبرر لـ «حزب الله» لإقحام البلد في أزمة سياسية جديدة بسبب تدخله في الحرب الدائرة في سورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال وزير العدل أشرف ريفي ان لديه احساساً «وكأنه كلام حق يراد به باطل»، مؤكداً «ثقته بالجيش اللبناني». وقال: «اذا كان هناك من تلميح لوضع عرسال فهي في عيوننا وقلوبنا، والظرف لا يسمح بأن نترجم حساباتنا الخاصة في هذه المفاصل التاريخية التي نمر بها وحسناً فعل الرئيس سلام، وكان الموقف الذي اخذه كافياً لأن لا تكون هنالك مداخلات».

أما وزير الصناعة حسين الحاج حسن فأعلن ان «موضوع عرسال أثير من باب وضع لبنان واستقراره والدفاع عنه في وجه التهديدات الارهابية».

وأكد زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري أن «الأصوات التي تهدد عرسال بالويل والثبور وعظائم الأمور لن تحقق غاياتها مهما ارتفعت»، مشدداً على أن «عرسال ليست مكسراً لعصيان حزب الله على الاجماع الوطني». وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «قبل ان يتوجهوا الى عرسال بأي سؤال ليسألوا أنفسهم ماذا يفعلون في القلمون»، وسأل: «من فوضهم استباحة الحدود بالسلاح والمسلحين واستدعاء الارهاب الى الاراضي اللبنانية؟».

واذ اكد أن «كل المحاولات لزج الجيش في معارك يحدد زمانها ومكانها حزب الله لن تمر، ولن نسكت عنها»، توجه الى الأهل في عرسال بالقول: «أنتم الضمانة الحقيقية للبنان في وجه الارهاب، ودعوات التحريض والفتنة».

وكان مجلس الوزراء أقر وفق ما أعلن وزير الاعلام بالوكالة سجعان قزي بنوداً تتعلق بنقل اعتمادات من المال الى وزارات ومؤسسات الدولة لتسيير شؤون الدولة وقبول ترشيح سفراء لدى لبنان أبرزهم سفراء جدد لفرنسا وتركيا، وقبرص، وأذربيجان، وتشاد، وكازاخستان، والنروج وغانا.

الجيش يستهدف المسلحين

وكان الجيش استهدف قبل الظهر مواقع وتحركات لمسلحين في جرود عرسال، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، في وقت عطل خبير المتفجرات في وحدة الشرطة القضائية سيارة مفخخة كانت مركونة إلى جانب مسجد الروضة قرب مستوصف الحريري وتبعد مئة متر عن حاجز للجيش في راس السرج في عرسال.

وأوضحت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي- شعبة العلاقات العامة، أنه في العاشرة والدقيقة 40 من ليل أول من امس، اشتبه في محلة رأس السرج عناصر فصيلة عرسال بسيارة مخصصة لنقل البضائع من نوع «فيات» لون أبيض، متوقفة في مكان ملاصق لمسجد الروضة وعلى مسافة مئة متر من حاجز الجيش اللبناني في المحلة، وتبيّن بعد الكشف عليها أنها مفخّخة ومعدّة للتفجير، فتمّ تفكيكها».

وأشارت المديرية إلى أن السيارة المضبوطة «تحتوي على مواد شديدة الانفجار زنة 35 كلغ على الشكل الآتي: عبوتان موجهتان نحو الخارج (عثر عليهما في الصندوق الخلفي)، غاز «سفاري» معبأ بالنيترات وموضوع خلف مقعد السائق، 3 عبوات بلاستيكية سعة الواحدة 2 ليتر معبأة بمادة «النيترات» وموضوعة تحت المقعد بجانب السائق، 400 غرام من مادة الـ «تي ان تي»، 500 غرام من الكرات الحديدية، و30 كيلوغراماً من الشظايا الحديدية.

ولفتت الوكالة «الوطنية للإعلام» إلى أن العبوة مجهزة «لقتل أكبر عدد من الأشخاص وهي موصولة بجهاز يدوي». وجرى نقلها بمواكبة من قوى الأمن إلى فصيلة درك عرسال في عين الشعب.

وفي السياق الأمني، أوقفت مديرية المخابرات في بيروت، اللبناني محمد دحروج والسوريين أحمد نجار وأيمن غطمه، بعد الاشتباه بقيامهم بعمليات مالية لمصلحة مجموعات مسلّحة داخل الأراضي السورية. واعترف الموقوفون بنقلهم مبالغ مالية كبيرة من لبنان وخارجه وتحويلها إلى سورية عبر طرق ملتوية. وكان المدعو دحروج أوقف سابقاً في تهمة نقل أسلحة صاروخية، وفق ما أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه. وضُبطت المبالغ التي كانت في حوزتهم، وبوشر التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص.

استشهاد رقيب أول

وفي سياق أمني آخر، نعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي «الرقيب أول إدمون سمعان الذي استشهد منتصف ليل أول من أمس، متأثراً بجروحه نتيجة إطلاق نار تعرض له أثناء مشاركته مع عدد من عناصر مكتب مكافحة المخدرات المركزي في وحدة الشرطة القضائية بدهم مكان وجود أحد المطلوبين الخطرين بجرم تجارة المخدرات، في بلدة الحمودية البقاعية في الثالثة بعد ظهر اليوم نفسه، وأدى الحادث أيضا إلى إصابة رتيب آخر من المكتب المذكور».