IMLebanon

جلسة الحكومة تستكمل غداً ونتائجها عالقة على حل أزمة «أمن الدولة»

  بيروت – «الحياة»

يستكمل مجلس الوزراء اللبناني جلسته غداً الثلثاء، مع ان الأسباب التي أدت الى تعليق الجلسة السابقة ما زالت قائمة، وتتعلق بالخلاف حول «جهاز أمن الدولة»، إلا إذا أجرى الرئيس تمام سلام مروحة من الاتصالات مهدت لبوادر حلحلة، يمكن ان تدفع في اتجاه إقرار البنود التي بقيت عالقة من جدول أعمال الجلسة السابقة، على رغم ان العاصفة الكلامية التي أملت عليه رفع الجلسة جاءت استباقاً لما سيكون عليه النقاش في حال باشر المجلس البحث في البند 65 الخاص بأوضاع هذا الجهاز.

ورأت مصادر وزارية لـ «الحياة» أن الرئيس سلام لم يحدد موعداً لاستكمال الجلسة ما لم يراهن على أن الجهود التي تستبق انعقادها ستقود حتماً الى استيعاب الأزمة التي ضربت مجلس الوزراء على خلفية التباين في المواقف حيال «جهاز أمن الدولة» واتسمت بطابع طائفي ومذهبي، كاد يتطور الى انشطار الحكومة على هذا الأساس، فيما أكدت مصادر أخرى قريبة من الوزراء المؤيدين لنقل الاعتمادات المالية الى هذا الجهاز لتغطية مهمات السفر الى الخارج والمصاريف السرية، أن لا تقدم حتى الساعة لاستيعاب الأزمة في داخل الحكومة.

ولفتت المصادر نفسها الى ان عدم التوصل الى حل يؤدي الى الإفراج عن هذه الاعتمادات سيدفع عدداً من الوزراء المحتجين على حجبها، الى عدم الموافقة على نقل اعتمادات مماثلة الى الأجهزة الأمنية الأخرى، وبالتالي سيشترطون تجميد إقرارها الى حين التوافق على مساواة «جهاز أمن الدولة» بهذه الأجهزة أي التلازم في الموافقة على نقلها لتشمل الجميع.

وقالت إنها فوجئت بدعوة الرئيس سلام لاستكمال الجلسة، «وكنا نعتقد ان استكمالها يتوقف على افساح المجال أمام التواصل بغية التوافق على مخرج» لحل أزمة «جهاز أمن الدولة»، خصوصاً انه كان أوصى لدى رفعه الجلسة بأنها لن تستكمل في وقت قريب وشكك في احتمال انعقادها.

ونفت المصادر عينها حصول أي تواصل بين الرئيس سلام والوزراء الداعمين لإعادة تفعيل «جهاز أمن الدولة»، وقالت إن الاتصالات مقطوعة، مع أن وزير الاتصالات بطرس حرب أبدى استعداده للتدخل لإعادة الأمور الى نصابها.

واستغربت لجوء بعض الوزراء الى ابتزاز وزراء آخرين بسبب موقفهم المؤيد لحل الأزمة التي يتخبط فيها هذا الجهاز، وسألت لماذا يذهب هؤلاء في ابتزازهم الى إظهارنا وكأننا ضد توفير المال لاستكمال تجهيز مطار رفيق الحريري الدولي.

وأكدت هذه المصادر أن حل الأزمة يتوقف على إبداء النيات الحسنة لا سيما أنها سياسية بامتياز، وليست طائفية رغم ردود الفعل التي جرى التعامل معها على انها اتسمت بطابع مذهبي.

وعليه، استبعدت المصادر التوصل الى مخرج لهذه الأزمة طالما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يقرر حتى الساعة تشغيل محركاته، ولا يبدو أنه في وارد الدخول على خط التوسط ويترك لرئيس الحكومة تدبير أمره، باعتبار ان «أمن الدولة» يتبع له مباشرة.

وكان سلام أمل أمس، بأن «يكون الذين يهمّهم موضوع أمن الدولة والمهتمين به، أوجدوا شيئاً يريحهم». وقال لزواره إن «هناك جدول أعمال لم يُستكمل في الجلسة الأخيرة وسنستكمله الثلثاء».

وأكد أن «كل شيء سيتم بحثه على جدول الأعمال، ومن جملة الأمور على الجدول موضوع أمن الدولة وغيرها، منها موضوع المطار وأمور أخرى».

وتمنى أن تقر «تجهيزات المطار لأنها مرتبطة بمهل، تلقينا من الخارج تحذيرات بأنه إذا لم تجر إنجازات على مستوى المطار قريباً ستنعكس سلباً على علاقتنا بمطارات الخارج».

وعن تحرك وزير السياحة ميشال فرعون على القيادات المسيحية وعما إذا كان سيلتقيه أيضاً في شأن أمن الدولة، أجاب: «اسأليه هو»، لافتاً إلى أن «مجلس الوزراء سيبحث موضوع أمن الدولة مثلما يبحث المواضيع الأخرى».

وأبلغ سلام زواره رداً على سؤال حول زيارته إلى تركيا، أنه سيحمل معه «في إطار هذه القمة الإسلامية مكانة لبنان وهمومه وهموم المنطقة، وبالتالي فإن الشغور الرئاسي هو الشيء الأبرز»، لافتاً إلى أن «القمة الإسلامية التي بشكل استثنائي ومميز يحضرها كل رؤساء الدول الإسلامية، يحضرها تاريخياً عن لبنان الرئيس المسيحي الذي يمثل لبنان بين كل هؤلاء الرؤساء المسلمين، وهذا الأمر ليس متوافراً هذه المرة مع الأسف».

وعندما قيل له: «هل صحيح أن السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري أبلغك عن لقاء سيجمعك مع خادم الحرمين الشريفين في إسطنبول؟»، أجاب: «كلا، لم يبلغني أحد بهذا الأمر، في هكذا مؤتمرات يسعى الإنسان إلى أن تكون لديه لقاءات مع القادة وفق توافر الوقت ووقت الآخرين وظروفهم. نحن نسعى إلى هذه المواعيد، وليس هناك شيء ثابت حتى الآن».

وعما إذا كان يتوقّع شيئاً سلبياً قد يحرج لبنان في القمة، قال: «قبل أن يحرج لبنان، علينا أن نرى ما إذا كانت الدول الإسلامية ستصدر مواقف متضامنة تعزز الحضور الموجود والدور الإسلامي في العالم الذي يُستهدف فيه الإسلام على خلفية الإرهاب الذي يلبس ثوباً إسلامياً مزوراً، فهل هذا الأمر ستتم معالجته على مستوى لنعود ونقول إن المسلمين هم في طليعة من يرغب في العدل والأمان والاعتدال في العالم بعيداً من الإرهابيين»، مؤكدا أن «هذا الموضوع هو التحدي الكبير في هذا المؤتمر».

وعن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان السبت المقبل، لفت إلى أنها تأتي «في سياق زيارات عديدة يقوم بها رؤساء الدول إلى لبنان لتأكيد دعمه والحرص على المحافظة عليه واحة فريدة من التعايش والنظام الديموقراطي المتطور والمتقدّم، ولكن لفرنسا بالذات، كما هو معروف، علاقة مميزة مع لبنان». وأشار إلى أن «لبنان يتطلّع دائماً إلى هذا الدعم، والرئيس هولاند شخصياً لم يقصّر يوماً خلال فترة ولايتي ومسؤوليتي في التواصل معي لتأمين كل ما يعزز صمودنا في هذه الظروف الصعبة».

وعن رأيه بالحل في مجلس الوزراء حول الخلاف الذي حصل، قال: «أراه مثل كل الحلول التي لجأ المجلس إلى بحثها والتداول فيها لإيجاد مخارج».

وسئل عن «شربكة قانونية» في موضوع أمن الدولة، فأجاب: «كل أمر فيه شربكة قانونية وإدارية وسياسية، ولكن هناك مرجعيات تسعى إلى معالجة المواضيع».

وعما إذا كان وزير الخارجية جبران باسيل قد نسَّق معه حول الموقف الذي سيتّخذه في الاجتماع الوزاري الذي يسبق القمة، أجاب: «عندما يحصل نتكلم، ولكن بالطبع كل دولة تقوم بتحضير نفسها للقيام بدورها في القمة».

وكان سلام التقى أرسلان، الذي أوضح بعد اللقاء رفض أهالي الشويفات، «مطمر الكوستا برافا، فلا ثقة لدينا بالدولة وبمؤسساتها، ولا نريد أن نصل إلى معضلة عنوانها «حاميها حراميها»، خصوصا أننا مررنا بتجربة مطمر الناعمة»، لافتاً إلى أنه «إذا اعتمدت اللامركزية في حل النفايات فنحن حاضرون».