IMLebanon

معركة مخاتير في بيروت: سياسة و«وظيفة» مربحة

 

  بيروت – أمندا برادعي

لا تزال البرودة تسيطر على مظاهر الحراك الانتخابي البلدي في بيروت على رغم إعلان إحدى اللوائح التي ضمّت مجموعة من الناشطين والناشطات في المجتمع المدني بينهم فنانون. وينتظر البيروتيون إعلان اللائحة التوافقيّة التي يعمل عليها «تيار المستقبل» على قاعدة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين لملء المراكز الـ 24. وإذ تغيب الحملات الإعلامية عن أحياء العاصمة بما يوحي وكأن لا معركة قائمة، تبرز حملات إعلامية متفرّقة معظمها لمرشحين إلى الهيئات الاختيارية. ومعروفٌ أن المختار في العاصمة والمدن الكبرى تختلف النظرة إليه عن المختار في القرية. فهو في المدينة ليس مظهر وجاهة بل مهنة مجزية مادياً. ففي الأشرفية صورٌ ولافتات لعشرات المرشحين إلى المخترة وكذلك في الباشورة وزقاق البلاط والمزرعة وغيرها من المناطق.

وتبدو بعض حملات الترشّح في بعض الأحياء البيروتية أشبه بحملات القرى باعتبار أن عدداً كبيراً من المخاتير هم من أبناء القرى الجنوبية (منها القرى السبع) الذين نقلوا نفوسهم إلى بيروت منذ زمن بعيد وباتت قراهم في قلب العاصمة. «الحياة» جالت في رأس بيروت محاولة التقاط نبض الشارع البيروتي مع اقتراب موعد الانتخابات.

في الأشرفية تبدو معركة المخاتير سياسية بامتياز فالأحزاب الفاعلة في المنطقة كـ «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» تخوض معركة المخاتير من أجل اختبار شعبيتها بعد إعلان التحالف بين الطرفين في انتخابات الرئاسة. وفي المقابل يسعى «حزب الكتائب» إلى تأكيد وجوده في المنطقة وكذلك الأرمن.

يتحسّر عادل فرنيني أحد سكان الأشرفية «على أيام الماضي عندما كان المخاتير يستقبلون الناس في منازلهم – كما هي الحال في القرى – أما اليوم فكل مختار يطالب بمكتب».

يختار شفيق حمود الخبير في حوادث السير (أصله من سبلين لكنه ينتخب في الباشورة) السفر إلى فرنسا ليعيش لدى أبنائه. ويعزو سبب مغادرته إلى قرفه من «الدوران في الحلقة المفرغة». ويعتبر أنه أصبح متحرراً من هذه الطبقة السياسية «بما أنني لن أشارك في الانتخابات البلدية أو غيرها». يشكو محمد قباقيبي، صاحب محل لبيع اللوازم الكهربائية في البسطا التحتا، من سوء «التنظيم المدني في بيروت فلا جهد في سبيل تنظيم البناء، أو السير، أو حتى تأمين مواقف للسيارات». وهذه العشوائية هي أكثر ما يثير حنق سكّان الحي، إذ يشكو قباقيبي وغيره من «عدم أهلية الطرق، لا سيما الداخلية، فالشوارع الرئيسية مزفتة بطريقة منظّمة، لكن الطرق الداخلية بين الأحياء، بين المحال خصوصاً مزفتة بطريقة عشوائية».

أما مواقف السيارات، فهي مشكلة أخرى، يقول عمر محيو إن «الأرصفة باتت مواقف للسيارات، فلم تعد هناك مساحة للمشاة، ناهيك بالمتاجر التي تضع بضاعتها على الرصيف».

لكن هشام خليفة صاحب مطعم لبيع الفلافل ينتقد «الحلّ الذي ارتأته البلدية للتخفيف من وطأة هذه المشكلة إذ وضعت Park meters الذي يشكّل عبئاً على المقيم في المنطقة الذي لم يعد يجد مكاناً يركن سيارته فيه».

يطالب سكان بيروت بحدائق عامّة في مختلف مناطقها باعتبار أن الحدائق الموجودة قليلة وصغيرة، وبمعالجة «مشكلة المجارير التي تفوح رائحتها خصوصاً في الأزقة الضيقة وشرائط الكهرباء المتشابكة»، على حدّ قول محمد اللوز (كركول الدروز)، مشيراً إلى أن «المنطقة لديها مشكلة إنارة التي تمنع السرقة». ويقول: «سرقوا من أمام منزلي 11 دراجة نارية». ويشكو كثيرون في بيروت من فوضى الدراجات النارية التي تقلق الراحة وتسبّب حوادث سير وإشكالات في الشوارع. ويقترح يحيى سنو منع سير الدراجات النارية في شوارع بيروت، وزيادة الحدائق العامة، وتحفيز أصحاب المحال بتسهيلات للاستمرار في الحفاظ على نظافة الشوارع. وفي انتظار حماوة المعركة دخل بعض الظرفاء على خط الحملات الإعلانية فنشروا لافتات كتب عليها: «مرشّح مختار صخرة الروشة»، «يا جبل ما يهزّك ريح».