IMLebanon

البابا يتمنى أن يساهم عون في توطيد السلام والجميل يرى مصلحة للعهد بـ «كتائب» قوية

أمل البابا فرنسيس بأن تكون ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون «مفعمة بالازدهار في خدمة الأمة اللبنانية وأبنائها». ورفع الدعاء لكي «يساعد الله الرئيس عون في مهمته الجسيمة»، متمنياً أن «يساهم رئيس الجمهورية في توطيد رجاء الشعب اللبناني بمستقبل من السلام والرفاه».

تمنيات البابا جاءت في رسالة تهنئة نقلها إلى عون، السفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريال كاتشا الذي زاره في قصر بعبدا.

وكان عون التقى الرئيس أمين الجميل الذي جدد «التهاني للرئيس عون الذي تربطنا به علاقة قديمة، وإن كانت شهدت في المواضيع السياسية بعض التقلبات». وقال: «هناك اختلافات في بعض الأحيان وتلاق في أحيان أخرى. الرئيس هو المؤتمن على مستقبل البلد وراعي مسيرة الوطن وكذلك هو أب الجميع. وقد تداولنا في انطلاقة العهد وكيفية تأمين الظروف الفضلى ليتمكن من قيادة السفينة بأحسن وجه»، وعبّر عن اطمئنانه بعد هذا اللقاء، خصوصاً أن «الرئيس يدرك تماماً كل الصعوبات والاستحقاقات والتهديدات، ولديه كل الاستعداد والبرامج والأفكار اللازمة لمواجهتها كي يضمن تحقيق مصلحة البلد ويجمع اللبنانيين ويقود السفينة إلى المرافئ الأمينة».

وأضاف: «تناولنا موضوع الحكومة ولم أتدخل بالتفاصيل. وأنا أترك ذلك لقيادة حزب الكتائب في حال وجود أي موقف أو مطالب. وأكدت ضرورة أن تكون الحكومة متوازنة ومنتجة، وأن تضع نصب أعينها المصلحة الوطنية وليس الحزبية والذاتية والسياسية ولا حتى المصلحة المذهبية».

وقال: «نحن نشعر بالاستياء عندما نسمع مطالب البعض وكأن الحكومة هي لتحقيق مصالح حزبية ومذهبية وفئوية وما إلى ذلك. فالجميع يطالب بحقائب معينة في إطار توزيع مصالح أكثر مما هو لخدمة الوطن ومصلحته. ففي بداية العهد يجب التركيز على تشكيل حكومة تكون في خدمة الوطن لا في خدمة هذا أو ذاك، هذا الحزب أو هذا التنظيم أو هذه الطائفة أو هذا المذهب. إن ذلك يشكل خطراً على مستقبل البلد في ما لو تم الاستمرار بهذه السياسة الفئوية وسياسة المصالح واعتبار الحكومة وسيلة لتوزيع مغانم أو مصالح»، ولفت إلى أن «ذلك يكون بمثابة تزوير للانتخابات المقبلة. فإذا كان يتم الآن تشكيل حكومة وفق مصالحنا وخدماتنا لتحسين مواقعنا في الانتخابات المقبلة، فأين هي مصلحة البلد، وأين الحكومة التي يجب أن تكون فوق كل الشبهات وفوق المصالح وفي خدمة المواطن؟».

وأشار الجميل إلى أنه «تم التركيز خلال اللقاء، على موضوع أجهزة الرقابة. فبقدر ما يتم التشديد على هذه الأجهزة، بقدر ما نحصّن الجمهورية ونتمكن من مواجهة الهدر والفساد. فقراءتي وتصوّري أن الاهتمام بهذه الأجهزة يفوق الاهتمام بتشكيل الحكومة أو بالنظرة إلى قانون الانتخاب المقبل»، وقال: «إن أجهزة الرقابة، هي التي ستحمي وتحافظ على المؤسسات، وهي تحصين للعهد وتنزيه للإدارة من المحسوبيات والمصالح الذاتية. فالعهد الذي اهتم بموضوع أجهزة الرقابة هو العهد الذي حقق نجاحاً. وإذا أردنا حماية الجمهورية والحفاظ على مصلحة المواطن ووضع حد للهدر، فإنه يجب أن نبدأ بتفعيل أجهزة الرقابة، بعيداً عن منطق المحسوبيات والمذهبية والطائفية».

ولدى سؤاله: «هل لمستم من الرئيس عون أن صفحة معارضة انتخابه رئيساً قد طويت، وتم فتح صفحة جديدة؟ وهل سيكون حزب الكتائب إلى جانب العهد؟» أجاب:» علاقتنا بالعماد ميشال عون في مرحلة ما قبل الرئاسة شهدت تقلباً. أما اليوم، إن الرئيس عون هو رئيس للجمهورية، «بيّ للكل»، ورمز الوطن وحامي الدستور. ونحن، من هذا المنطلق نتعاون معه وسنقدم له كل دعمنا والمساعدة اللازمة والتفهم لسياسته ولبرنامجه كي ينجح هذا العهد. ونحن شهدنا فترة صعبة جداً على صعيد تاريخ الوطن. فالمراحل كانت صعبة جداً وإذا لم تتضافر جميع الجهود، ووقفنا جميعاً إلى جانبه، مع رئيس الحكومة والحكومة، كي يتم انتشال البلد من هذا المستنقع الخطير سندفع ثمناً غالياً».

وعما إذا كانت لدى «الكتائب» أية مطالب حول عدد الوزارات والحقائب أجاب: «مصلحة البلد تقتضي وجود الكتائب وبقوة. فإذا أردنا تحقيق مصلحة البلد، من الضرورة ومن مصلحة العهد أن تكون الكتائب فاعلة وفعالة في تلك الحكومة. لأن الكتائب هي ضمانة وتوازن مهم، وأنا لن أدخل في تفاصيل الأعداد، فالقيادة الكتائبية هي التي توضح موقفها من ذلك».

وحول ما إذا طويت صفحة الخلاف، داخل الصف المسيحي وتحديداً مع القوات اللبنانية بما يتعلق بالموضوع الحكومي؟» أجاب: «لا شك أنه يوجد تنافس مع القوات. ونحن على خلاف معها حول بعض المواضيع. ولكن لا يجب أن ننسى تاريخنا المشترك من النضال وقد دفعنا جميعنا الثمن الغالي، وقدمنا جميعنا التضحيات. ولذلك نأمل بأن يكون ما يحصل اليوم غيمة صيف وتتبدد. فإذا لم نتفق نحن مع القوات، لا نعلم كيف سيتمكن لبنان من النهوض. ونأمل بتعزيز هذا الأمر ويحصل تعاون بيننا في المستقبل في سبيل خدمة البلد».

كما التقى عون رئيس مؤسسات المرجعية العلامة السيد محمد حسين فضل الله، السيد علي فضل الله الذي قال: «هنأنا الرئيس على الموقع الذي تسلمه، والذي نحن على ثقة بأنه سيكون فاتحة أمل للبنان وللبنانيين ولتعزيز القواسم المشتركة في ما بين اللبنانيين وإزالة كل التوترات التي عانى منها اللبنانيون طويلاً، إضافة إلى الخروج من الحالة التي يعانون منها جرّاء الفساد».

وأضاف: «نحن متفائلون بمستقبل لبنان من خلال تعاون كل اللبنانيين للنهوض بهذا البلد كي نستطيع أن نواجه التحديات الكبيرة التي تنتظر من يواجهها». وقال: «لبنان يستحق الكثير من اللبنانيين، وعلى الذين يتحملون مواقع المسؤولية فيه أن يكونوا على قدر مستوى هذه المسؤولية. وعلى أمل أن نخرج في أقرب وقت بصورة إيجابية خصوصاً في ما يتعلق بالحكومة الجديدة التي سينطلق من خلالها الوطن للعمل».

ومن زوار رئيس الجمهورية وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سجعان قزي الذي أشار إلى أنه قدّم للرئيس عون المشروع الذي أعدّه حول كيفية إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم مع الروزنامة الأمنية المناسبة لهذه العودة.

أما الوزير السابق جان عبيد فقال إنه جدد التهنئة لرئيس الجمهورية «والتمني بنجاح العهد والبلاد في عهده».

وعرض عون الأوضاع المالية والنقدية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أكد أن «الوضع المالي مستقر وأن التطلعات إيجابية».

وكان عون تلقى المزيد من برقيات التهنئة لمناسبة انتخابه أبرزها من الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الذي شدد على دور بلاده في دعم الجيش ورأى «أن التعددية التي هي في أساس دستوركم تمثل نموذجاً وأساساً يمكن بناء المستقبل عليه»..