IMLebanon

الجامعة تطالب حكومة لبنان بضبط «حزب الله»

وضع قرار جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية تحميل «حزب الله» مسؤولية «دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والباليستية»، الذي تحفظ مندوب لبنان عنه، لوصفه الحزب بـ «الإرهابي»، سقفاً للمطالب العربية من لبنان، بحيث ينتظر أن يكون محوراً رئيساً في مداولات معالجة الأزمة السياسية التي يواجهها لبنان بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، والتي أعرب في بيانها عن أسفه لعدم التزام الحزب سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.
وفيما يلتقي الحريري اليوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للبحث في البعد الإقليمي للأزمة وظروف استقالته، شكلت زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بيروت أمس، حيث التقى رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري لإبلاغهما خلفيات القرار العربي، توضيحاً بأن «المقصود منه» مطالبة الحكومة اللبنانية بالتحدث إلى الشريك (حزب الله) وإقناعه بضبط أدائه وإيقاعه على الأرض العربية وبما لا يؤدي إلى تحالف مع قوى غير عربية»، بعدما سمع اعتراضاً من كل منهما على التلميح إلى مسؤولية الحكومة اللبنانية عن أعمال «حزب الله» عبر ذكر القرار بأن الحزب «شريك في الحكومة».
وشكل قرار وزراء الخارجية العرب مادة تشاور بين عدد من القيادات اللبنانية أمس، نظراً إلى تأثيره على الاتصالات التي يفترض أن تنطلق بعودة الحريري إلى بيروت بعد زيارته مصر، لبحث أسس قيام أي حكومة جديدة بعد تقديم الحريري استقالته رسمياً إلى الرئيس عون. وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الحياة»، إن أكثر من فريق، بدءاً بالرئيسين عون وبري سيسمي الرئيس الحريري لتأليف الحكومة الجديدة إذا كان مستعداً لقبول هذا التكليف.
وأكد أبو الغيط للمسؤولين في بيروت أن «الدول العربية تتفهم التركيبة اللبنانية وخصوصيتها وما من أحد يقبل إلحاق الضرر بلبنان»، مشيراً إلى أن ما صدر عن «حزب الله» في القرار موجود في قرارات الجامعة على مستوى القمة والوزراء منذ سنتين، بينما نقل المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية عن عون قوله له إن لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي يشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتدِ على أحد، ولا يجوز أن يدفع ثمنها». أما بري، فأشار مكتبه الإعلامي إلى أنه قال لأبو الغيط أن «المصالحة بين السعودية وإيران أوفر بكثير مما حصل ويحصل»، وأنه ذكّره «بقرارات الجامعة العربية السابقة، والتي تؤكد حق المقاومة في التحرير وتدعم لبنان في مقاومته ضد إسرائيل»، وهو ما فعله الرئيس عون أيضاً، الذي أبلغه أن «من حق اللبنانيين أن يقاوموا الاستهداف الإسرائيلي المستمر».
وشرح أبو الغيط ما تضمنه القرار عن التدخلات الإيرانية في الدول العربية وقصف الرياض بصاروخ باليستي من صنع إيراني والتوجه نحو إخطار الجامعة رئيس مجلس الأمن بذلك، ليخلص إلى التطمين بأنه «لا يمكن أن تكون الأرض اللبنانية مسرحاً لأي صدام عربي – إيراني». وقال إن «الإشارة إلى الحكومة اللبنانية أتت ضمن الإشارة إلى المشاركة (من قبل حزب الله في الحكومة) وليس المقصود بها لبنان ككل…».
وفي عمان، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أثناء استقباله رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل «وقوف الأردن الكامل إلى جانب لبنان في جهوده لتجاوز التحديات والحفاظ على وحدته الوطنية وسيادته وأمنه واستقراره».
ومساء تناول الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قرار الجامعة بعدما تحدث عن سيطرة قواته مع الجيش السوري على معبر البوكمال الحدودي مع العراق في سورية. وقال إن «داعش» انتهى في العراق مع تحرير راوة كما انتهى في سورية مع تحرير البوكمال ولم يعد بعيداً اليوم الذي سيعلن فيه النصر النهائي على التنظيم. وأضاف: «منذ بداية مؤامرة داعش أرسلنا عدداً كبيراً من قادتنا وكوادرنا ولم يكونوا في العراق بحاجة إلى مقاتلين بل إلى خبراء وقادة عمليات ومدربين، وفي هذه المواجهات سقط لنا جرحى وشهداء».
وزاد: «سنقوم بمراجعة للموقف، وإذا وجدنا أن الأمر أنجز ولم تعد هناك حاجة لوجود الإخوة هناك، سيعودون للالتحاق بأي ساحة أخرى تتطلّب ذلك»، وبانتظار إعلان النصر النهائي العراقي سنتخذ الخطوات، وهذا ليس له علاقة لا ببيان وزراء الخارجية العرب، بل بأن داعش لحقت به الهزيمة المطلوبة ولم تعد هناك حاجة لوجود هذا العدد من قيادات وكوادر حزب الله في العراق».
واعتبر أن تحرير البوكمال إنجاز عسكري كبير، أهميته أنها مدينة حدودية وعلى معبر القائم العراقي وآخر مدينة يسيطر عليها داعش». ولفت إلى أن «الإدارة الأميركية كانت خلال الأشهر الماضية تحرص على عدم تحقيق الوصل بين العراق وسورية، ويمكن القول إن مشروع التقسيم في سورية سقط وليس له أي مستقبل».
وشكر «القائد الكبير قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية اللواء الحاج قاسم سليماني الذي كان موجوداً في الكثير من المعارك وليس فقط في هذه المعركة».
وعن قرار وزراء الخارجية العرب قال نصرالله: «اتهام حزب الله بالإرهاب ليس جديداً، وهو متوقع، وسمعناه في السابق ولا شيء يدعو إلى التوتر بل يدعو للأسف». واعتبر أن «كل الذين أفشلوا مشروع أميركا في المنطقة سيعاقبون، وأحد أشكال العقاب ملاحقتهم بتهم الإرهاب. واللائحة ستتسع، وستهدد دولاً كما هددوا لبنان بأن يضعوه على لائحة الإرهاب».
وعن تحميل «حزب الله» مسؤولية «توزيع الصواريخ الباليستية» قال: «عندما وافق الوزراء على هذا البيان هل حصلوا على معطيات؟»، ونفى أن يكون حزبه أرسل «أسلحة متطورة أو صواريخ باليستية أو حتى مسدس، لم نرسل أي سلاح إلى اليمن أو البحرين أو الكويت أو العراق ، ولأي بلد عربي. أرسلنا سلاحاً إلى فلسطين المحتلة مثل صواريخ كورنيت، وإلى سورية السلاح الذي نقاتل به فقط».
وتابع: «قالوا للبنانيين إذا لا تحلون مسألة حزب الله فالاستقرار مهدد»، معتبراً أن «أكبر تهديد للأمن في لبنان هو الاحتلال الإسرائيلي، وأهم عامل لتحرير لبنان هو المقاومة. وفي لبنان إرادة شعبية عارمة بعدم العودة إلى أي شكل من أشكال التقاتل».
ونفى «نفياً قاطعاً» أن يكون «حزب الله أطلق الصاروخ على الرياض، فلا علاقة لنا بإطلاق هذا الصاروخ ولا بأي صاروخ أطلق سابقاً أو صاروخ سيطلق لاحقاً، وننفي الاتهامات التي لا تستند إلى أي دليل».
وأكد «أننا جميعاً في لبنان ننتظر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري، لأن لها الأولوية، إذ بالنسبة إلينا هو ليس مستقيلاً ونحن منفتحون على كل حوار ونقاش»، وقال: «سمعنا من عدد من المسؤولين وبعضهم من تيار المستقبل عن خرق حزب الله شروط التسوية، ولن نرد على هذا». وشكر «موقف الدولة اللبنانية في القاهرة، ووزير الخارجية جبران باسيل وكل من دافع، وأقول لشعب المقاومة ما سمعتموه بالأمس: «انسوا وطنشوا وتابعوا مسيركم في طريق الانتصارات التاريخية».