IMLebanon

الحريري: الضغط الإقليمي سيسرّع تشكيل الحكومة و«المستقبل» يفصل بين الوزارة والنيابة

غداة تكليفه تأليف الحكومة اللبنانية، بدأ الرئيس المكلف سعد الحريري أمس، زياراته التقليدية لرؤساء الحكومات السابقين، على أن يجري استشارات التأليف الإثنين في المجلس النيابي مع الرئيس نبيه بري يليه الرئيس نجيب ميقاتي ثم الرئيس تمام سلام فنائب رئيس المجلس النيابي إيلي فرزلي وفق البرنامج الصادر عن الأمانة العامة لرئاسة المجلس النيابي، على أن تتبعهم الكتل النيابية. وتستمر استشارات التأليف حتى الرابعة والثلث لتختتم مع النواب المستقلين.

واستهل الحريري أمس جولته، بزيارة الرئيس سليم الحص في منزله، حيث قال إننا «نريد حكومة تكون قائمة على التوافق الوطني على العناوين العريضة وعلى بعض التفاصيل ويجب أن نعمل بإيجابية. التي عملنا على أساسها خلال سنة ونصف ومتأكد من انجاز الكثير ومصلحة البلد فوق كل الاعتبارات ويجب أن ينفذ لبنان الإصلاحات».

وأكد أن «الضغط الإقليمي سيسرّع تشكيل الحكومة ما دام هناك توافق داخلي»، مشدداً على أن «تيار المستقبل سيفصل النيابة عن الوزارة».
وعن الخلاف مع الوزير نهاد المشنوق، قال الحريري: «لا خلاف بيني وبين المشنوق، ونهاد من أهل البيت، وبعضهم يحاول إيجاد خلاف بيننا وهذه موضة جديدة».

وعن إبلاغ المشنوق فصل النيابة عن الوزارة عبر الإعلام قال: «أبلغت الجميع ويمكن هو ناسي… وتيار المستقبل سيفصل النيابة عن الوزارة». وأكد أنه «لن يتمّ إقصاء حزب القوات من الحكومة وهو قيمة مضافة في مجلس الوزراء وإن شاء الله نتفاهم مع الجميع ويكون لكل فريق حصة». وعما سيزور المملكة العربية السعودية قال: «سأذهب لرؤية الاولاد بعد أيام قليلة».

وانتقل الحريري إلى دارة الرئيس ميقاتي. وشدد على أن «التوافق يقوّي البلد من أجل استنهاض لبنان وإن شاء الله تتطور العلاقة مع ميقاتي». وأشار إلى أن «الآراء كانت متفقة على أنّ التوافق بين الجميع والعمل معا يقوّي البلد وكل الأفرقاء السياسيين يحضون على الإسراع في تشكيل الحكومة».

ولفت الحريري إلى أن «التفكير بأننا نمثّل السنّة في الحكومة منطق مرضي والوزير يعمل لكل الدولة ويجب خلط الأوراق بهذا الشأن والعيش المشترك مصلحة لبنان». وقال: «المداورة في الحقائب الوزارية تتطلب توافقاً سياسياً وحتى الأقليات تمكنها إدارة الوزارات فلم نضعها في أيدي الطوائف؟».

وعما إذا اتّخذ قراراً بالمداورة، قال الحريري: «أتمنى، ولكن هذا الأمر كغيره، يحتاج إلى توافق سياسي. لو الأمر يعود إلي لكنت بالتأكيد اعتمدت المداورة».

وقال ميقاتي: «نحن أمام منعطف مهم، إما نريد دولة أم لا، ونحن متفقون مع الحريري على بناء الدولة على أسس صحيحة منها محاربة الفساد والأولوية لحكومة قوية». ولفت إلى أن «الحريري مسمّى اليوم بأن يكون رئيس حكومة لبنان وبالتالي أولويتي في الوقت الحاضر تدعيم هذا الموقف بكل ما للكلمة من معنى، وسنكون معه بالمتابعة والمراقبة، وإذا لمسنا خطأ سنتكلم عنه. كما اتفقنا أن لا خلاف شخصياً بيننا وأن الأساس هو الخدمة العامة».

وعن قصده بـ «تدعيم الموقف أن تتنازل مثلا عن حقيبة وزارية لتسهيل تشكيل الحكومة»، أجاب: «ليس موضوع حقيبة بالزائد أو بالناقص هو ما يصنع دولة، وحتى في نتائج الانتخابات، ليس موضوع شخص بالزائد أو بالناقص هو الذي يصنع التغيير. التغيير يجب أن يبدأ باللبنانيين ومن كل فرد منا».

وزار الحريري الرئيس فؤاد السنيورة، مؤكداً «أننا لا نوزّر شخصاً عليه اتهامات وحزب الله لم يفاتحني بتوزير أي أحد ممّن طاولتهم العقوبات الدولية». وأوضح «أننا ركّزنا على الاقتصاد والإصلاحات».

أما السنيورة فأكد أن الحريري «حريص على احترام الدستور واتفاق الطائف والقانون وسيادة لبنان واستقلاله وعروبته وكل ما يتعلق بالقوانين الدولية». وقال: «تمنيت على الحريري التوفيق بعملية التأليف وفي إدارة الحكومة وأنا على ثقة بأنه سيكون مدافعاً عن إعادة الاعتبار للدولة والقانون في البلد والكفاءة والجدارة في تسلّم الإدارة الحكومية».

وزار الحريري الرئيس سلام، لافتاً إلى أن «هناك تحديات كثيرة في البلد سواء كانت اقتصادية أو إقليمية يجب التصدي لها والمرحلة المقبلة دقيقة وعلينا الإسراع في تشكيل الحكومة».

وعن العقوبات على «حزب الله»، أجاب: «لا وعود مني لأحد وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها عقوبات».

وصرّح سلام مرحباً بالرئيس الحريري. وقال: «نحن إلى جانبه لأنّنا مقبلون في البلد على ورشة كبيرة نأمل أن تتحرر كلّ القوى السياسية من الشروط المسبقة ومن هواجسها».

وكان الحريري أمل خلال لقائه وفوداً وشخصيات وفاعليات هنأته بتكليفه تشكيل الحكومة، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في أن «يتم تشكيل الحكومة في وقت قريب، كي تتمكن من متابعة تنفيذ المشاريع التي وضعتها الحكومة السابقة والنهوض بالوضع الاقتصادي».

وقال: «كلما كنا على توافق في البلد، كلما حصّنا أنفسنا إزاء ما يحصل من تطورات مقلقة في المنطقة، ولا أحد يستطيع أن يدفعنا إلى أي خلاف سياسي». وأضاف: «لا أرى أن هناك عقبات كبيرة أمام تشكيل الحكومة. هناك أمور عديدة للمتابعة والبلد بحاجة لكثير من المشاريع، كالكهرباء والمياه ومحاربة الفساد والقيام بالإصلاح اللازم في الإدارة، وهناك قرارات مهمة يجب أن تأخذها الحكومة لا سيما أن هناك إجماعاً سياسياً عليها في البلد».

وهنأ دريان الحريري «على الثقة الكبيرة التي أسفرت عن تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة»، وتمنى «له التوفيق في مهمته وأن يتم تشكيلها بسرعة». وطلب «من جميع القوى السياسية تسهيل مهمة الرئيس الحريري، لأن هذا الأمر يحصن لبنان ويؤدي إلى متابعة الإنجازات التي حققتها الحكومة السابقة في المؤتمرات الدولية».

رعد: سنتعاون مع رئيس الحكومة

من جهة أخرى، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أننا مع المشاركة في الحكومة والتعاون مع رئيس الحكومة، الذي تسميه الأكثرية النيابية على قاعدة أننا نريد تعاوناً إيجابياً، ونريد أن يكون البلد متوجها نحو التطور وفق برنامج مخطط له». واعتبر أن «للمقاومة اليوم موقعها وكتلتها الوازنة في المجلس النيابي، وبدأت تتبين موازين القوى الجديدة في هذا المجلس». ورأى أن «الكتلة التي تنتصر للمقاومة، وتتبنى خيارها في المجلس النيابي، هي كتلة كبيرة ووازنة، ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها، ولا بد من الوقوف على رأيها».