IMLebanon

الحياة: رئيس لبنان يتسلم رسالة تقدير من نظيره الفلسطيني لمواقفه ورفضه صفقة القرن والمشاركة في “ورشة المنامة”

الأحمد زار عون والحريري وجنبلاط و رئيسة كتلة “المستقبل” وقائد الجيش: لن نقبل بأقل من مبادرة السلام العربية

 

 

تسلم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون رسالة من نظيره الفلسطيني محمود عباس، نقلها اليه أمس (الجمعة) عضو اللجنة المركزية لـ”حركة فتح” والمشرف العام على الساحة اللبنانية الوزير عزام الاحمد، تناولت “الموقف الفلسطيني من التطورات الاخيرة المتصلة بالقضية الفلسطينية والتي تهدد مستقبل النظام الدولي القائم على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.

واشار الرئيس عباس في رسالته الى “استمرار اسرائيل في التوسع وبناء المستوطنات غير القانونية وجدران الفصل في الاراضي المحتلة، ومحاولة تهويد القدس والتهجير القسري لسكانها”. وتطرق الى “الموقف الاميركي حيال التطورات في فلسطين، لا سيما الخطة المسماة “صفقة القرن”.

 

وبعدما اكد الرئيس الفلسطيني ان “القيادة الفلسطينية بذلت وستبقى تبذل كل ما في وسعها من جهد من اجل التوصل الى سلام عادل ودائم في المنطقة”، اعرب عن تقديره لمواقف الرئيس عون “التاريخية والشجاعة، ومواقف الشعب اللبناني بدعم الشعب الفلسطيني في كل مراحل نضاله ومشاركته في التصدي للعدوان الاسرائيلي، والتضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب اللبناني بكل مكوناته، لا سيما رفض لبنان “صفقة القرن” والمشاركة في ورشة المنامة”.

 

واذ اكد “استمرار التنسيق المشترك على كل الاصعدة السياسية والامنية لمكافحة الارهاب”، عبر عن تقديره “للجهود المشتركة من اجل المحافظة على امن المخيمات الفلسطينية في لبنان وعدم استغلالها بما يهدد الامن والاستقرار في لبنان الشقيق”.

 

… ورسالة جوابية من عون

 

وحمل الرئيس عون الوفد الفلسطيني رسالة جوابية الى الرئيس عباس، ضمنها “موقف لبنان من التطورات الراهنة، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية”.

 

وضم الوفد المرافق لموفد الرئيس الفلسطيني، سفير دولة فلسطين اشرف دبور، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” الدكتور سمير الرفاعي وامين سر “حركة فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان فتحي ابو العردات.

 

وحضر عن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشار الامني والعسكري العميد الركن بولس مطر.

 

الأحمد: نحن في معركة مفتوحة

 

بعد اللقاء، قال الوزير الاحمد: “تشرفنا بلقاء الرئيس العماد ميشال عون لنقل رسالة خطية من اخيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اطار التنسيق الدائم بين القيادتين الفلسطينية واللبنانية، حول الاوضاع في المنطقة العربية عموما وتطورات القضية الفلسطينية بشكل خاص، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تشتد فيها المؤمرات لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال ما يسمى بـ”صفقة القرن” التي يتبناها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالتنسيق مع حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، لضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية الى اسرائيل، كما جرى بدعم اميركا لضم الجولان العربي السوري الى اسرائيل والاعتراف بذلك. نحن في معركة مفتوحة، وعلى تواصل وتنسيق مع القيادة اللبنانية خصوصا من قبل الرئيس عباس مع الرئيس عون”.

 

اضاف: “اكد الرئيس عباس تقدير الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية للموقف اللبناني الصلب والصادق والصريح برفضه بشكل مطلق النيل من القضية الفلسطينية، وتأكيد الرفض مرارا وتكرارا، خصوصا في خطابات وتصريحات الرئيس ميشال عون حول القضية الفلسطينية عموما، إضافة إلى الموقف اللبناني الرسمي برفض المشاركة في ما يسمى “ورشة الازدهار مقابل السلام” التي ستقام في البحرين. وكان لنا موقف مشترك فلسطيني لبناني برفض اقامة هذه الورشة وعدم المشاركة فيها، ودعوة اشقائنا إلى مقاطعتها لأن مجرد انعقادها تحت اي شعار، هو نقيض مبادرة السلام العربية، كما اكد الرئيس ابو مازن للرئيس عون”.

 

وتابع: “هناك تنسيق متواصل مشترك في كل القضايا الاخرى، خصوصا ان الشعب اللبناني الشقيق وقيادته يحتضنون القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين الضيوف على لبنان. ونود في هذا السياق تأكيد رفضنا لاي محاولة للانتقاص من مسؤولية “الاونروا” في رعاية اللاجئين حتى عودتهم الى وطنهم. وهناك ايضا الموقف المشترك برفض المشروع التاريخي للحركة الصهيونية “اسرائيل الكبرى”، التي بدأت ملامحه تتضح الآن برعاية اميركية. ونحن واثقون باننا بجهدنا المشترك سنواصل معا الطريق من اجل احباط هذه المؤامرة”.

 

وختم: “كما تقدمنا بالشكر الجزيل للرئيس عون على رعايته للشاب الفلسطيني صابر مراد الذي تصدى للارهابي في مدينة طرابلس، من خلال تكليفه وزير الدفاع زيارته في المستشفى. هذا الشاب اكد بحسه الفطري وثقافته الفطرية، ثقافة الشعب الفلسطيني والتعاون اللبناني الفلسطيني في مكافحة الارهاب في لبنان وخارجه، ومن اي جهة جاء الارهاب، واعطى البعد الحقيقي للتلاحم الفلسطيني اللبناني، فعندما يدافع عن المواطن اللبناني هو يدافع عن الشعب الفلسطيني، وبالفعل لبنان يستحق كل التقدير من الشعب الفلسطيني، ونقولها بالفم الملآن، لولا احتضان الشعب اللبناني الشقيق للثورة الفلسطينية المعاصرة لما استمرينا حتى الآن”.

 

الأحمد عند الحريري: رفض فلسطيني لبناني مشترك لصفقة القرن

 

وعصر اليوم التقى رئيس الحكومة سعد الحريري في السرايا الكبيرة الوزير الاحمد، والوفد المرافق، في حضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة.

 

وقال الأحمد: “تشرفنا بلقاء الرئيس الحريري، في إطار التنسيق الدائم بين القيادتين الفلسطينية واللبنانية، وناقشنا الأحداث السياسية المتلاحقة في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهي جوهر مشاكل المنطقة وقضاياها المركزية، لدى الأمة العربية ولبنان بشكل خاص، ولا سيما مع الجهود المتواصلة التي تسعى من خلالها الإدارة الأميركية بقيادة ترامب إلى فرض وجهة نظرها وما تفكر فيه من حلول، ليست سياسية، وإنما استسلامية، على الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية، تحت إطار ما يسمى بصفقة القرن، بالشراكة بينهم وبين حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي بقيادة نتنياهو”.

 

أضاف: “تم التأكيد مجددا على الموقف الفلسطيني اللبناني المشترك برفض صفقة القرن، مهما اتخذت من تسميات، فلا يمكن أن يقبل لبنان وفلسطين بأقل من مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت، والتي أكدت على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد إنهاء الاحتلال، والقدس الشرقية عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 بحق العودة والتعويض. هذا موقف ثابت للبنان وفلسطين، وأي تطبيع للعلاقات العربية الفلسطينية مرفوض تماما، قبل أن يتم تنفيذ مبادرة السلام العربية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من قرارات الشرعية الدولية وخطة خريطة الطريق. فهذا ما قرره المجتمع الدولي”.

 

وتابع: “أما بالنسبة إلى الالتفاف الأميركي الجديد فهو محاولة لخلط الأوراق، أمام الفشل المتلاحق للادارة الأميركية منذ سنة ونصف السنة في سعيها لتبرير صفقة القرن بشكل رسمي، لكنها نفذت على الأرض الجزء الأهم من خريطة الطريق حول القدس وحول موقفها من اللاجئين، عبر الأونروا، ليس فقط من زاوية مادية، وإنما أيضا من زاوية سياسية. فتعريف من هو اللاجئ بحسب الأمم المتحدة عندما تأسست الأونروا، هو كل فلسطيني هُجّر من وطنيه، وأحفاده وأحفاد أحفاده، ومن حقهم أن يحظوا برعاية هذه المنظمة الدولية في الدول التي لجأوا إليها. ومعروف أن لبنان من الدول التي استقبلت مشكورة مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، جزء منهم يعمل في الخارج والجزء الآخر يقيم هنا. هذا التعريف مرفوض من جانبنا ومن جانب لبنان وكل أمتنا العربية والعالم. حتى الاتحاد الأوروبي رفض هذا التعريف وقام بتعويض الأونروا عما حسمته الإدارة الأميركية من تقديمات لها”.

 

“الحريري مرتاح للأمن والهدوء في المخيمات”

 

وختم قائلا: “كذلك تطرقنا إلى ورشة عمل المنامة في البحرين المقترح عقدها، وأصر على عبارة مقترح، لأن الكثير من المدعوين لم تصلهم الدعوة حتى الآن، فهم يعرفون أننا كفلسطينيين لن نشارك، ولبنان أعلن مرارا وتكرارا مقاطعته، وهذا ما أكده لنا الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري اليوم. نحن كقيادة فلسطينية نعمل وسنبقى نعمل حتى اللحظة الأخيرة لمنع إقامة هذه الورشة. وإذا لم ننجح في منع انعقادها، فإنها ولدت ميتة ولن تنجح. فمجرد مقاطعة لبنان وفلسطين لها تشكل 90 في المئة من إفراغها من مضمونها. كما عبّر الرئيس الحريري عن ارتياحه للحوار الجاري بين الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والتقدم الذي حصل حتى الآن. وعبّر عن ارتياحه الشديد للأمن والهدوء والاستقرار في المخيمات الفلسطينية، ولا سيما مخيم عين الحلوة، نظرا لحجمه وطبيعته. كذلك عبّر دولته عن تقديره لشجاعة الشاب الفلسطيني صابر مراد، الذي تصدى للإرهاب في طرابلس وافتدى أشقاءه اللبنانيين بحياته، كتعبير وتجسيد للوحدة والتلاحم الفلسطيني اللبناني. الفلسطيني يضحي من أجل اللبناني، والشعب اللبناني من جهته قدم التضحيات حتى قبل قيام دولة إسرائيل لمنع قيادة إسرائيل، فشارك لبنان واحتضن الثوة الفلسطينية، ولولا احتضان لبنان لها لما استمرت”.

 

جنبلاط: فلسطين باقية وستعود لأهلها

 

والتقى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، في دارته في كليمنصو، الأحمد، الذي نقل “تحيات الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية لجنبلاط وقيادة “التقدمي الإشتراكي”، وتقديرهم للموقف الثابت للحزب والشعب اللبناني الشقيق، ولتصديه للمؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية عبر سياسة الاستيطان الاستعماري، وحجز الأموال الفلسطينية، ومحاولة تغيير المعالم التاريخية والديموغرافية لعاصمة الدولة الفلسطينية، القدس، وكذلك عبر خطة تحرك الإدارة الأميركية لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، والأمة العربية، من خلال ما يسمى بصفقة القرن”.

 

من جهته، دعا جنبلاط “بعض العنصريين في لبنان إلى إعادة حساباتهم ووقف الترويج للعنصرية تجاه الفلسطينيين والسوريين في لبنان”.

 

وعن ورش العمل التي تعقد في الخارج، قال: “للذين ينظمون ورش عمل في واشنطن،أو غيرها من الأمكنة، إن فلسطين لم تكن ولن تكون للبيع مهما كانت الضغوط والمؤامرات، ومهما كان التراجع، أو العجز العربي. فلسطين باقية وستعود إلى أهلها”.

 

لقاء بهية الحريري

 

وزار الأحمد رئيسة كتلة “المستقبل” النائب بهية الحريري ونقل اليها “تحيات القيادة الفلسطينية وتقديرها لمواقفها الداعمة للقضية والشعب الفلسطيني ووضعها في اجواء الهدف من زيارته للبنان ولقائه المسؤولين، وفي الموقف الفلسطيني الرسمي من “صفقة القرن” والتحرك الذي تقوم به الرئاسة الفلسطينية “من اجل حشد اكبر التفاف عربي ودولي لدعم حق الفلسطينيين في ارضهم ودولتهم فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشريف ومواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية”.

 

وتناول البحث اوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان ولا سيما في منطقة صيدا من مختلف جوانبها، وكان تنويه مشترك باستئناف الحوار اللبناني-الفلسطيني “لما فيه مصلحة الشعبين”.

 

… وقائد الجيش

 

كما زار الأحمد قائد الجيش العماد جوزف عون، وجرى التداول في أمور تتعلق بأوضاع المخيمات الفلسطينية.