IMLebanon

«الجزيرة» قطر  

 

لم يتوقّف شيخ قطر تميم بن حمد عن المكابرة والمعاندة ومحاربة جواره العربي الطبيعي بالتحالف مع إيران، وأقلّ ما يقال في هذه اللحظة «خلّي إيران تنفعك»! ربما لم يخطر في أسوأ كوابيس مشيخة قطر يوم أسست لها إسرائيل قناة «الجزيرة» لتزعزع بها عقول شعوب العالم العربي، ولتعوّد هذه الشعوب على إطلالات الساسة الإسرائيليين ولتكون «الجزيرة» أول قناة تنهض بتفعيل التطبيع مع العدو يوم كانت قطر أول المهرولين باتجاه التطبيع التجاري مع العدو، لم يخطر لهذه المشيخة في أسوأ كوابيسها أنّ شبه «الجزيرة» قطر، سيأتي يوم وتتحول فيه فعلاً إلى «الجزيرة»، كثيرون يتأمّلون الأحداث الجارية مع انطلاق «الحفار» لشقّ قناة سلوى البحريّة فاصلاً بذلك قطر عن جوارها البري مع المملكة العربيّة السعوديّة، ومع هذا لا يزال شيخ قطر تميم بن حمد «تأخذه العزّة بالإثم»!

 

لطالما كانت الاستراتيجية القطرية التخريبية تصب في مصلحة إسرائيل وإيران التي وجدت في الإخوان حليفاً يدخلها إلى مصر منذ قطع جذور وجودهم فيها صلاح الدين الأيوبي، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل: هل سعت قطر مع إخوان تونس وإخوان ليبيا وإخوان مصر وإخوان سوريا وكل الجماعات التكفيرية إلى تحويل المنطقة إلى مجموعة دويلات دينيّة متطرفة تتيح لإسرائيل إعلان الدولة اليهودية؟!

عندما أطبقت إيران يدها على لبنان بعد حرب تموز العام 2006، تبختر أمير قطر في ضاحية بيروت الجنوبيّة وهو يشاهد آثار القنابل الإسرائيليّة التي نقلت من قاعدة العديد في قطر إلى إسرائيل لتسقط على رؤوس الأبرياء في الضاحية، وبُعيد 7 أيار العام 2008 تمّ تسليم الملفّ اللبناني لقطر فكان اتفاق الدوحة، وظلّ هذا الملفّ ضائعاً بين الأيدي يدفع ثمن أخطاء سياسيّة متكرّرة إلى أن أسقط اتفاق الدوحة ومفاعيله والتعهد بعدم الاستقالة لفريق حاز الثلث المعطّل، ونكث بتعهداته مع استقالته لإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى على عتبة باب البيت الأبيض، لا يستطيع أحد أن ينسى دور اليد القطريّة في إنشاء وتمويل التنظيمات المتطرفة التي أطاحت بالثورة السورية وفتحت الباب واسعاً لدور التنظيمات الإرهابيّة، فولدت جبهة النصرة وسواها من التنظيمات الإرهابيّة تحت عنوان الثورة السوريّة التي لم تجد حتى جبهة معارضة تمثّلها إلا بالإكراه!

الدور القطري في المنطقة العربية لم يعد ملتبساً، الأزمة الأخيرة عرّت الدور القطري تعرية تامّة، فاحتضان قطر وتمويلها بالمال والسلاح لجماعة الإخوان المسلمين، وإصرار مشيختها على هدم دول عربيّة بحجم مصر والسعودية لمصلحة التغلغل الإيراني في المنطقة، أساساً هذا الدور «فُضِحَ» مع مشهد رئيس الوزراء وزير الخارجية الأسبق القطري حمد بن خليفة وزيارته للقاهرة التي خلّفت امتعاضاً شديداً وإحساساً بالإهانة لدى كلّ مواطن مصري باستثناء الإخوان عندما عرض ثلاثة مليارات دولار مقابل وضع قطر يدها على قناة السويس بل شراءها قناة السويس التي حفرها الشعب المصري بدمائه ودموعه لتجري مياهها الدولية في زمن الاحتلال الفرنسي ثم البريطاني، هذا السلوك كشف يومها «الحالة المرضية» التي تسيطر على الحاكم لأنّ الدول ليست بحجمها ولكن بشعوبها وآثارها في الحضارة، ومن غير المفهوم هذه الإصرار القطري على تفتيت كُبريات دول العالم الإسلاميّة، واستعانتها بالشيخ الهرم يوسف القرضاوي في تهديد الأمن القومي المصري!!

قطر دولة راعية للإرهاب بكلّ معنى الكلمة، وقد استفحل دورها شوكة في حلق العرب لا في خاصرتهم فقط، ومع هذا قبض السعوديّة على زمام الأزمة وضربها بقبضتها على الطاولة، سيغيّر الوضع القائم، الحفار»، في طريقه لتغيير جغرافيا قطر، ولكن نشكّ كثيراً في أن يؤدّي هذا التغيير في المدى المنظور عقليّة تكبّر الدول الصغيرة عندما تظنّ أنّها قادرة على مناطحة الكبار!