IMLebanon

الحريري لصون المصلحة اللبنانية.. ووقف التدخّلات الإيرانية  

رسالة «عرض حال» من بعبدا إلى المجتمع الدولي حول ملف النزوح
الحريري لصون المصلحة اللبنانية.. ووقف التدخّلات الإيرانية
 

بينما يستعد اللبنانيون لمواكبة وقائع «ثلاثية» الموازنة التي تبدأ طلائعها اليوم وسط ترقب لما سيتخللها بطبيعة الحال من مداخلات ومزايدات انتخابية وشعبوية على خشبة الهيئة العامة تحت تأثير النقل المباشر للجلسات التشريعية، يعود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى بيروت حاصداً سلة وازنة من الدعم الفاتيكاني والإيطالي للبنان، إن على مستوى ما تحقق من وعد بابوي بزيارة لبنان قريباً أو على صعيد التباحث مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني أمس في التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمري روما وباريس دعماً للمقدرات العسكرية والاقتصادية اللبنانية. في وقت جاء تصريح الحريري لصحيفة «لا ريبوبليكا» حاسماً في تحديد بوصلة عمله السياسي، وطنياً وعربياً، سواءً من خلال تأكيده العمل على تحييد الخلافات الداخلية والتركيز على صون مصلحة لبنان أولاً وحمايته من أي «تداعيات سلبية» جراء الاشتباك الأميركي ــــ الإيراني، أو عبر تجديده رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية

العربية ودعوته طهران إلى عدم الإخلال باستقرار المنطقة.

وفي الغضون، كان سفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن على موعد أمس مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتسليمهم رسائل «عرض واقع حال» كما وصفتها مصادر قصر بعبدا لـ«المستقبل» جراء أعباء النزوح السوري المتراكمة على لبنان، حثّ فيها المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه هذا الملف، مشيرةً إلى أنّ اجتماع القصر الجمهوري الذي جمع السفراء الخمسة وسفيرة الاتحاد الأوروبي وممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، يأتي في سياق استكمال تحرك عون «في الأمم المتحدة وباريس لعرض الواقع اللبناني والضغط الذي يتكبده لبنان اقتصادياً واجتماعياً وتربوياً وأمنياً تحث ثقل النزوح السوري».

وأوضحت المصادر أنّ «رئيس الجمهورية لا يطرح إرغام النازحين بالقوة على العودة إلى وطنهم إنما شدد خلال الاجتماع على ضرورة إيجاد حل دولي لمعالجة الأزمة»، لافتةً إلى أنّ هذا الحل يراه عون متاحاً تحت عنوان «العودة الآمنة خصوصاً أنّ أحداً في لبنان لا يعارضها في حال تأمنت»، ولذلك، تضيف مصادر بعبدا، أتت رسالة عون بمثابة «تحرك ستليه تحركات أخرى في اتجاه تعزيز فرص العودة الآمنة ورفع عبء النزوح عن الكاهل اللبناني»، مشددةً في الوقت عينه على كون «ما يطرحه رئيس الجمهورية في هذا السياق لا يُشكل موضوعاً خلافياً على طاولة مجلس الوزراء باعتبار أنّ كل الأفرقاء اللبنانيين يؤيدون العمل على تأمين عودة النازحين بشكل آمن إلى مناطق مستقرة أو منخفضة التوتر في سوريا». أما «آلية هذه العودة»، فأكدت مصادر بعبدا أن عون لم يُثرها في رسالته إنما طلب من المجتمع الدولي سرعة التحرك لمعالجة أزمة النزوح في لبنان «بينما الآلية يتفاهم عليها اللبنانيون في ما بينهم لاحقاً».

وإذ وضعت الرسائل التي حمّلها عون إلى السفراء في إطار «التنبيه ودق ناقوس الخطر «تداركاً لتداعيات» انفجار قد يحصل في لبنان إذا تعذرت عودة النازحين»، لفتت المصادر في المقابل إلى أنّ مداخلات السفراء خلال الاجتماع لم تخرج عن سياق «عرض وجهات نظر دولهم التقليدية والديبلوماسية بانتظار إطلاع رؤسائهم على رسالة بعبدا تمهيداً لإبلاغ لبنان لاحقاً بالأجوبة الرسمية عليها». علماً أنّ رئيس الجمهورية سلّم السفراء في نهاية الاجتماع رسائل خطية إلى كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ملكة بريطانيا اليزابيت الثانية، الرئيس الصيني كزي جيمينيغ، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رئيس الاتحاد الأوروبي جان كلود جانكر، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.