IMLebanon

الملك سلمان يؤكد لسلام «أولوية» لبنان: نريدكم موحّدين

دعا إلى اتفاق اللبنانيين على رئيس ووصف بري بـ «العاقل والحكيم»

الملك سلمان يؤكد لسلام «أولوية» لبنان: نريدكم موحّدين

جورج بكاسيني ـ جدة

توّج رئيس مجلس الوزراء تمام سلام زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية باجتماع موسّع وخلوة ثنائية عقدهما مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أعرب عن حرصه على سيادة واستقرار لبنان، متوجهاً إلى سلام بالقول وفق ما نقلت مصادر وزارية شاركت في الاجتماع الموسّع لـ«المستقبل»: «نريدكم موحّدين ومجتمعين على كلمة سواء واحدة في لبنان»، مبدياً في هذا المجال أمله في «أن يتفق اللبنانيون على انتخاب رئيس توافقي للجمهورية» باعتبارها «خطوة مفيدة للبنان والمنطقة». وأضافت المصادر أنّ الملك سلمان طمأن رئيس الحكومة إلى أنه «أياً كان بعض المواقف الصادرة عن قوى سياسية في لبنان فإنها لن تؤثر على العلاقات الأخوية التاريخية والمتينة بينه وبين المملكة»، ورداً على إبداء سلام شكره لحفاوة الاستقبال التي قوبل بها من جانب القيادة السعودية ولدعم المملكة المستمر ومساعداتها الدائمة للدولة اللبنانية وآخرها هبتي الأربعة مليارات دولار للجيش والقوى الأمنية، أجاب خادم الحرمين قائلاً: «بالنسبة لنا لبنان يقع دائماً في أولوية اهتماماتنا وسنبقى على الدوام داعمين له ولوحدة أبنائه ولمؤسساته الشرعية ولصيغته الوطنية الحريصة على كل المكونات اللبنانية».

وإذ لفتت المصادر الوزارية إلى أنّ العاهل السعودي وصف خلال الاجتماع رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«العاقل والحكيم»، أشارت إلى أنه في مستهل حديثه مع سلام «استذكر ذكرياته في لبنان وخصّ بالذكر أسماء كبار من رجالات الدولة اللبنانية مثل الرؤساء كميل شمعون وفؤاد شهاب وصائب سلام وعبدالله اليافي وكيف أنهم كانوا يختلفون سياسياً في النهار ويجتمعون مع بعضهم في الليل». وأردف قائلاً: «هذا لبنان الجميل الذي كنا نفضّل زيارته في موسم الاصطياف على كل الأماكن الأخرى في العالم»، منوهاً في هذا المجال «بالشعب اللبناني المضياف».

تجدر الإشارة إلى أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز كان قد أعرب للرئيس سلام في اجتماعهما مساء الثلاثاء عن رفضه «التشكيك الذي صدر في بعض وسائل الإعلام في مسار الهبة السعودية«، مؤكداً أنّ «المملكة لا تتراجع عن عهود قطعتها، وأن تطبيق هذه الهبة ماضٍ في مساره الطبيعي».

الحريري يولم لسلام

وظهراً، أقام الرئيس سعد الحريري في دارته بجدة مأدبة غداء على شرف رئيس مجلس الوزراء والوفد الوزاري المرافق المؤلف من نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، وزير الخارجية جبران باسيل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، في حضور سفير لبنان في المملكة عبد الستار عيسى والقنصل العام في جدة زياد عطا الله.

«غداً يوم آخر»

أما في المواقف التي أطلقها سلام على هامش زيارته المملكة، فقد علّق في دردشة مع الإعلاميين على ملف التعيينات العسكرية والأمنية بالقول: «نتفهم حصول خلاف كبير في شأن قضية وطنية ولكن من غير المألوف أن تتعرض حكومة للشلل من أجل موظف»، ورداً على سؤال عن احتمال حصول أزمة في جلسة مجلس الوزراء المرتقبة اليوم، أجاب: «غداً يوم آخر».

ومساءً، رعى رئيس الحكومة افتتاح المبنى الجديد للقنصلية اللبنانية في جدة بحضور الوفد المرافق وحشد من أبناء الجالية اللبنانية، وكانت له كلمة للمناسبة لفت فيها إلى أنّ ما سمعه من خادم الحرمين يؤكد أنّ «للبنان واللبنانيين مكانة خاصة وكبيرة في قلب الملك والمملكة». وفي الشأن الحكومي تعهّد سلام بالاستمرار في تحمّل المسؤولية و«المحافظة على الأمانة رغم كل الصعاب»، مشدداً في الوقت عينه على ضرورة العمل «حتى نصل إلى شاطئ الأمان بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».

لقاءات وتفاهمات

أما على صعيد اللقاءات مع المسؤولين السعوديين، فقد استقبل رئيس الحكومة في مقر إقامته وزير المالية السعودي ابراهيم العساف وبحث معه في المشاريع التي تموّلها السعودية في لبنان. كما تم التداول في كيفية إزالة العراقيل من أمام تنفيذ قرض المليار دولار أميركي الذي كانت المملكة قد تعهدت بتقديمه في مؤتمر باريس-3، فوعد الوزير السعودي بأن بلاده ستقوم بكل ما يلزم للإسراع في إقرار هذا القرض والتواصل مع مجلس الإنماء والإعمار لمتابعة هذا الأمر في شقه اللبناني. وفي سياق متصل، عقد رئيس المجلس نبيل الجسر سلسلة اجتماعات مع مسؤولين سعوديين معنيين وتداول معهم بمسائل متعلقة بالمجلس وبمشاريعه الإنمائية في لبنان.

بدوره، اجتمع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع وزير الدولة لشؤون الخارجية السعودية نزار مدني وجرى الاتفاق بين الجانبين على «تعزيز العلاقات الثنائية وتوقيع اتفاقات بين لبنان والمملكة لتفعيل التبادل التجاري والتعاون القضائي وفتح مدرسة لبنانية في المملكة». كما كشفت مصادر المجتمعين لـ«المستقبل» أنّ باسيل تباحث مع مدني في عملية تبادل الخبرات الديبلوماسية بين البلدين وإمكانية استفادة لبنان في هذا المجال من المعهد الديبلوماسي السعودي.

إلى ذلك، اجتمع وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور مع نظيره السعودي خالد عبد العزيز الفالح وحضّر معه اتفاقية تبادل خبرات، كما وعد الفالح أبو فاعور بتقديم المملكة مساعدات إلى المستشفيات الحكومية.

بدوره، اجتمع وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي مع مساعد وزير الشباب والرياضة السعودي منصور منصور، نظراً لوجود الوزير عبدالله بن مساعد خارج المملكة. وجرى خلال الاجتماع التشديد على استمرار التعاون المؤسساتي بين البلدين، والعمل في هذا السياق على توقيع مذكرة تفاهم رياضية وشبابية وكشفية بين الجانبين.