IMLebanon

الحريري: الأسد «فيزا» الخروج والعودة للإرهاب

عبّر من صيدا عن رفض «سرايا» الاستفزاز.. والتضامن مع القاع في مواجهة «الهجمات الجبانة»

الحريري: الأسد «فيزا» الخروج والعودة للإرهاب

من صيدا «أول حديقة لأحلام رفيق الحريري وجسر التواصل والتعايش» ومنشأ مدرسته القائمة على «الولاء للبنان والانتماء للعروبة والوفاء لفلسطين والاندماج في البيئة الأوسع لأهلنا في الجنوب».. أطل الرئيس سعد الحريري أمس في إطلالة ممزوجة بالحنين «لأحلى فترة من العمر» بعيدة عن «التعصب والكراهية» وبالتصميم على التمسك بنهج الاعتدال في مواجهة لوثة الإرهاب وجنونه المتمدد من سوريا بموجب «فيزا» الخروج والعودة التي لفت الحريري إلى أنّ نظام بشار الأسد أعطاها للإرهاب ومنظماته الهادفة إلى نشر الفوضى والخراب في كل المنطقة بعدما أغرق سوريا بدوامة «الظلم والقتل والتهجير والدمار»، مشدداً على أنّ البيئة الحاضنة للمنظمات الإرهابية هي الحرب المستمرة في سوريا حيث انطلقت المشكلة ولن تنتهي إلا بحل سياسي يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لتحقيقه و»إنهاء الحرب وتأمين عودة اللاجئين وإنقاذ لبنان وكل المنطقة من كل وحوش الظلم والجهل والتعصب والتطرّف والإرهاب«.

وفي كلمته خلال مأدبة الإفطار التي أقامها أمس في مجدليون على شرف عائلات وفاعليات من صيدا والجنوب والعرقوب بحضور سياسي ونيابي وروحي وديبلوماسي وأمني وعسكري وقضائي واقتصادي وبلدي وأهلي حاشد، ذكّر الحريري بالتاريخ الصيداوي العريق في الدفاع عن الهوية العربية والدور الوطني مؤكداً أنّ صيدا «لن تتنازل عنه لأي كان حتى لو كان عنده مال وسلاح للتوزيع وشعارات مقاومة وممانعة للزينة، ولن تقبل بأن تصبح السرايا المسلحة جزءاً من نسيجها الاجتماعي» مع الإشارة في هذا المجال إلى كون «كلمة «سرايا المقاومة» لوحدها تستفز أهل صيدا كما تستفز كل مناطق لبنان لأنها مرتبطة بالنزاعات الأهلية والحوادث الإجرامية، وأصبحت تشكل عبئاً كبيراً على السلم الأهلي والنظام العام».

وإذ نوّه بالإنجازات التنموية الاستراتيجية التي تحققت لصيدا بالتعاون بين كافة فئات المجتمع ونائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، وأضاء على الخطط المستقبلية المنوي تتفيذها بهدف تحسين حياة الصيداويين وخلق فرص العمل للشباب، لفت الحريري إلى أنّ صيدا تصلح لأن تكون نموذجاً لعمل «تيار المستقبل» في كل لبنان، وشدد على أولوية الأمن والاستقرار فيها وفي عموم البلد بينما «الإرهاب يدق الأبواب» كما حصل في بلدة القاع الاثنين الفائت، معرباً عن التضامن مع أهل البلدة وشهدائها الأبرياء وعن إدانة «هذه الهجمات الإرهابية المجنونة الجبانة التي لا مهمة لها سوى القتل المجاني والإساءة لديننا الحنيف وللمسلمين وإثارة الغرائز ونشر الفتن والخراب». وأردف مؤكداً أنّ «تيار المستقبل، تيار الاعتدال، هو الحصن المنيع بوجه التطرف والإرهاب« وأنّ «أحداً لا يحمي لبنان وكل اللبنانيين إلا الدولة والجيش والقوى الأمنية الشرعية ووحدة كل أبنائه وتماسكهم مع الدولة»، مع التنويه في هذا الإطار بإصرار أهل القاع على «تحميل الدولة وقواها العسكرية والأمنية الشرعية مسؤولية التصدي للإرهاب واقتلاعه من أرضنا» والتشديد في الوقت عينه على وجوب تحمل الدولة مسؤولياتها واستنفار «كل الإمكانات لحماية سيادتها على أرضها وسلامة أبنائها وضرب أي مخطط هدفه ضرب الأمن والفتنة».

مجلس الوزراء

وكان مجلس الوزراء قد عقد جلسته الدورية أمس وسط أجواء وصفتها مصادر وزارية بـ«الإيجابية» خصوصاً بعدما طغى عليها «التوافق الجامع» حول سبل مواجهة موجة الإرهاب التي ضربت القاع بالارتكاز إلى دور الدولة ومسؤولية قواها الشرعية في التصدي للتنظيمات الإرهابية وحفظ استقرار البلد وسلامة أبنائه.

وعن المداخلات السياسية خلال الجلسة، لفتت المصادر إلى أنّ الوزير محمد فنيش طالب بقيام الجيش بهجمات عسكرية استباقية في المنطقة الجردية الحدودية في مواجهة المجموعات المسلحة رغم إقراره (بحسب نتائج تجارب ومعارك «حزب الله») بأنّ هذه المجموعات المتواجدة في جرود القلمون تمتلك قدرات استثنائية عسكرية للصمود والقتال، بينما شدد عدد من وزراء قوى الرابع عشر من آذار على وجوب ترك القرار للجيش لاتخاذ ما يراه مناسباً في إطار أي عمليات عسكرية استباقية بعيداً عن أي ضغط سياسي. في حين كانت للوزير رشيد درباس مداخلة خلال الجلسة شدد فيها على ضرورة حماية البلد وتنوعه والحؤول دون انزلاقه إلى مصير يشبه ما حصل في العراق، مؤكداً أن «النزوح السوري خلق مشكلة في البلد لكن يجب على اللبنانيين في المقابل التعامل مع المشكلة بحكمة واستيعاب منعاً لانفجارها بوجه الجميع».