IMLebanon

خادم الحرمين يؤيّد استراتيجية ترامب: الحزم تجاه إيران  

الخزانة الأميركية تتحرك لفرض عقوبات على الحرس الثوري
خادم الحرمين يؤيّد استراتيجية ترامب: الحزم تجاه إيران
 

في تأكيد على ما أعلنته المملكة العربية السعودية من ترحيب بالاستراتيجية الأميركية الجديدة حيال إيران، شدد الملك سلمان بن عبدالعزيز «على ضرورة تضافر الجهود واتخاذ مواقف حازمة تجاه الإرهاب والتطرف وراعيه الأول إيران».

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الملك سلمان مساء أول من أمس بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد يوم واحد من إعلان الأخير استراتيجيته الجديدة تجاه إيران ورفضه تجديد منح الثقة للاتفاق النووي الذي أبرمه الغرب مع طهران في العام 2015، مطالباً وزارة الخزانة الأميركية باتخاذ إجراءات عقابية ضد الحرس الثوري بصفته قوة داعمة للإرهاب، وهذا ما بدأت به الوزارة فعلاً من خلال مباحثات قامت بها مع أطراف دولية للتنسيق في هذا الشأن.

فقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك سلمان أكد خلال الاتصال مع الرئيس الأميركي «تأييد المملكة وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة» التي أعلنها «تجاه إيران وأنشطتها العدوانية ودعمها للإرهاب في المنطقة والعالم»، مشيداً «بالدور القيادي للإدارة الأميركية الجديدة والتي تدرك حجم تلك التحديات والتهديدات»، ومؤكداً «ضرورة تضافر الجهود واتخاذ مواقف حازمة تجاه الإرهاب والتطرف وراعيه الأول إيران».

وأبدى ترامب تقديره لمبادرة العاهل السعودي ودعمه، مؤكداً حرص الولايات المتحدة على «العمل مع حلفائها لتحقيق الأمن والسلم العالمي».

وفي خطاب تضمن ملامح استراتيجية إدارته إزاء إيران، كان ترامب أعلن رفضه الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، وقال إنه سيحيل الأمر على الكونغرس ويستشير

حلفاء الولايات المتحدة في كيفية تعديل الاتفاق، كما اتهم ترامب إيران بدعم «الإرهاب» وشدد على أنه سيغلق «جميع الطرق على طهران للحصول على السلاح النووي».

وفي أول رد فعل عربي ودولي، أعلنت السعودية تأييدها لاستراتيجة ترامب بعد ساعات من إعلانها.

كذلك تابعت القاهرة باهتمام بالغ تفاصيل الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي للتعامل مع إيران، وأكدت على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، أن بلاده تابعت باهتمام تفاصيل الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها ترامب للتعامل مع إيران، وما تضمنته من عناصر تحمل أسباب ودواعي قلق مصر البالغ تجاه سياسات إيران، التي تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة، وتؤثر على الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج، والذي يُعد امتداداً للأمن القومي المصري.

وقال المتحدث المصري، إن القاهرة طالبت دوماً بضرورة تعزيز عوامل بناء الثقة في الشرق الأوسط من خلال أهمية تبني القوى الإقليمية سياسات ومواقف لا تشكل تهديداً لاستقرار وأمن المنطقة، والتوقف عن أي تدخلات سلبية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وفي تداعيات الخطاب الرئاسي بخصوص إيران، قال وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين إنه يعتزم فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان ينوي فرض عقوبات قال منوتشين لبرنامج «صنداي مورنينغ فيوتشرز» بقناة «فوكس نيوز»: «نعم» وأضاف أنه بحث الخطط الأميركية مع نظرائه في العالم خلال أحدث اجتماعات للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وقال منوتشين: «أجريت محادثات مباشرة جداً مع نظرائي بشأن ما نسعى للقيام به تجاه إيران. سنعمل معهم في هذا الشأن».

ونفى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن يكون تهديد ترامب بالغاء الاتفاق النووي مع إيران أضعف من فرص واشنطن الديبلوماسية في كبح البرامج النووية والباليستية لكوريا الشمالية.

وقال تيلرسون لشبكة «سي إن إن» «أعتقد أن ما ينبغي على كوريا الشمالية تعلمه من هذا القرار هو أن الولايات المتحدة ستتوقع اتفاقاً مطلوباً جداً مع كوريا الشمالية».

وقالت نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن واشنطن تتوقع الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران مضيفة أن إدارة ترامب تريد التوصل لرد «متناسب» مع تصرفات طهران على المسرح العالمي.

وأضافت «أعتقد أنه في الوقت الحالي سترون أننا باقون في الاتفاق لأننا نأمل أن نحسّن الأوضاع وهذا هو الهدف» مشيرة إلى القلق إزاء اختبارات إيران لصواريخ باليستية ومبيعاتها للأسلحة ودعمها للإرهاب.

وأضافت هايلي لقناة (إن.بي.سي) أن السبب في أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب الاتفاق النووي مع إيران هو تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي «وما نقوله الآن في ما يتعلق بإيران هو لا تسمحوا لها بأن تكون كوريا الشمالية المقبلة».

وفي مقابلة مع برنامج «ميت ذا برس» قالت هايلي «برغم ذلك نحن لا نقول إنهم ينتهكون الاتفاق».

وفي أوروبا، قالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد مكالمة هاتفية بينها وبين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن بريطانيا وألمانيا اتفقتا على الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران.

وأضافت في بيان «اتفقتا على الالتزام الكامل للمملكة المتحدة وألمانيا بالاتفاق». وتابعت «اتفقتا أيضاً على ضرورة مواصلة تصدي المجتمع الدولي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة وبحث سبل مواجهة المخاوف من برنامج إيران للصواريخ الباليستية».

وأعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في لقاء تلفزيوني أنه سيزور إيران «في الوقت المناسب»، وذلك بعد يومين من رفض ترامب «الإقرار» بالتزام طهران بالاتفاق النووي.

(واس، رويترز، أ ف ب، الأناضول، روسيا اليوم)