IMLebanon

جنبلاط لـ«المستقبل»: لبنان لا يتحمّل أي مغامرة

وفد المحامين يعود من القاهرة وسط مطالبات «بأقسى وأقصى» ردع لشبيحة الأسد.. وخطة البقاع انطلقت

جنبلاط لـ«المستقبل»: لبنان لا يتحمّل أي مغامرة

 

بينما خرقت غارة القنيطرة السورية جدار الاسترخاء اللبناني فارضةً أجواء من القلق والترقب في صفوف المواطنين تحت وطأة ما ضخّته الماكينات «الممانعة» من جرعات تهديد ووعيد تلوّح بفرضيات واحتمالات لا تستثني فرضية زج الجبهة اللبنانية بسيناريوات «الرد الحتمي» على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات عسكرية إيرانية وأخرى من «حزب الله» في الجولان السوري المحتل، سارعت القيادات الوطنية المسؤولة في المقابل إلى التشديد على ضرورة الاستمرار بسياسة النأي بالنفس اللبنانية عن أتون النيران الإقليمية لا سيما المندلعة في سوريا. وقد برز في هذا السياق تأكيد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط لـ«المستقبل» أنّ «لبنان لا يتحمّل أي مغامرة»، لافتاً الانتباه إلى أنّ ما جرى في القنيطرة أمس الأول «هو اعتداء على الأراضي السورية وليس على الأراضي اللبنانية»، وأضاف: «نحن معنيون بأراضينا المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا ولا علاقة لنا بما يحصل في سوريا». 

ورداً على سؤال حول النصيحة التي يوجّهها في معرض الدعوة إلى تحصين الساحة الداخلية، أجاب جنبلاط: «أعتقد أنّ المقاومة و(الأمين العام لـ«حزب الله») السيد حسن نصرالله لديهم البصيرة والوعي الكافي بأنّ لبنان لا يتحمّل أي مغامرة عسكرية»، وأردف مستطرداً: «لكن طبعاً في المقابل علينا التحسّب دائماً لئلا تجرّنا إسرائيل إلى أي عدوان جديد».

تشييع.. ونعي إيراني

وكان «حزب الله» قد بدأ أمس تشييع ضحاياه الستة الذين سقطوا في غارة القنيطرة، بمسيرة تشييع حاشدة لجثمان جهاد عماد مغنية الذي ووري في مدفن «روضة الشهيدين» في الضاحية الجنوبية لبيروت، على أن يستكمل الحزب خلال الساعات المقبلة تشييع ضحاياه الخمسة الآخرين في بلداتهم الجنوبية. 

وتوازياً، أقرت طهران أمس بمقتل أحد جنرالات الحرس الثوري الإيراني العميد محمد علي الله دادي في الغارة التي أكدت وكالة الصحافة الفرنسية «أ. ف. ب.» نقلاً عن مصدر قريب من «حزب الله» وعن معلومات موثوقة أنّ «عدد القتلى الإيرانيين الذين سقطوا فيها هو 6»، مع إشارتها بحسب إفادة مصدر ميداني سوري إلى أنّ جميع ضحايا الغارة اللبنانيين والإيرانيين «كانوا ضمن موكب من ثلاث سيارات» لحظة استهدافهم.

تينانتي: لا تصعيد

ميدانياً، شهدت منطقة القطاع الشرقي أمس حالاً من الترقب والحذر على جانبي الحدود وسط تسجيل دوريات اعتيادية مشتركة للجيش اللبناني ولقوات الطوارئ الدولية «يونيفل» على طول الطريق المحاذي للسياج الحدودي الشائك، في مقابل انكفاء ملحوظ للدوريات الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود. وأكد المتحدث الرسمي باسم الـ«يونيفل» اندريا تينانتي لـ«المستقبل» أنّ «الوضع على طول الخط الأزرق هادئ وتحت السيطرة»، مشدداً في هذا الإطار على «عدم وجود أي إشارات لأي تصعيد أو أي تعزيزات (عسكرية) في المنطقة التي تقع تحت معاينة ومراقبة القوات الدولية».

خطة البقاع «انطلقت»

في سياق أمني منفصل، برزت أمس العملية العسكرية النوعية التي شنًها الجيش في أحياء بعلبك الشمالية وأثمرت توقيف أربعة مطلوبين أبرزهم ربيع عاصم عواضة، بالإضافة إلى كل من حسام العوطة وأحمد العوطة وحسين هادي الجمال. وأوضحت قيادة الجيش في بيان أنه «أثناء دهم أماكن عدد من المطلوبين بجرائم مختلفة في حي الشيخ حبيب في بعلبك، تعرضت قوى الجيش لإطلاق نار من قبل مسلحين، ما أدى الى إصابة أحد العسكريين بجروح، فردت على مصادر النيران بالمثل وتمكنت من توقيف أربعة من المطلوبين«، فضلاً عن ضبط بحوزتهم «بندقية حربية نوع كلاشنكوف، قاذف لانشر و6 قذائف تابعة له، و8 قنابل يدوية بالإضافة إلى كمية من الذخائر الخفيفة وكيلو غرام من مادة حشيشة الكيف». وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص. 

ولدى استيضاحها عن طبيعة ومدلولات هذه العملية، أكدت مصادر أمنية رفيعة أنّها تندرج في إطار الخطة الأمنية الموضوعة لتوقيف المطلوبين في البقاع، مؤكدةً بذلك لـ«المستقبل» أنّ «خطة البقاع انطلقت». ونوّهت المصادر بأهمية العملية «لا سيما أنها نجحت في توقيف عواضة وهو أحد أبرز المطلوبين بموجب عدة مذكرات توقيف في المنطقة».

.. وتوقيف «فارض خوّات»

وفي بيروت، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أمس «توقيف أحد أبرز الناشطين بعمليات السلب وفرض الخوات على المحال والمؤسسات التجارية في محلة الأوزاعي المدعو ع. ص (مواليد عام 1969 لبناني)»، مشيرةً إلى أنه «من أصحاب السوابق ومطلوب للقضاء بالعديد من المذكرات العدلية والقضائية بجرائم سلب وفرض خوات ومخدرات، والتحقيق جار معه بإشراف القضاء المختص».

استقبال حاشد لوفد المحامين

على صعيد وطني آخر، عاد ليل أمس وفد المحامين اللبنانيين الذي تعرّض لاعتداء بلطجي موثّق بالصوت والصورة من قبل وفد محامي النظام السوري في المؤتمر العام الثالث والعشرين لاتحاد المحامين العرب في القاهرة. وبينما أقيم للوفد استقبال تضامني حاشد في مطار رفيق الحريري الدولي (ص4) ترحيباً وتأييداً لحرية الرأي والتعبير في مواجهة الفكر الإلغائي الترهيبي الذي ينتهجه نظام الأسد وأتباعه، برزت الحفاوة الكبيرة التي لاقاها خلال الاستقبال منسق فرع المحامين في «تيار المستقبل» المحامي فادي سعد المعتدى عليه الرئيس من قبل شبيحة الأسد رداً على ما جاء في كلمته التضامنية مع الشعب السوري في وجه ما يتعرض له على يد آلة قتل النظام.

وشدد نقيب المحامين في بيروت جورج جريج لـ«المستقبل» على ضرورة اعتماد «تحقيق شفاف من قبل اتحاد المحامين العرب (حول الاعتداء الذي حصل) وعدم مسايرة أحد في نتائجه»، بينما أوضح المحامي جميل قمبريس الذي كان في عداد المعتدى عليهم أنّ «الأمين العام للاتحاد (عبد اللطيف بن عشرين) وعد بإنجاز تحقيق شفاف» في الواقعة، وقال قمبريس لـ«المستقبل»: «انكشف محامو النظام السوري وظهر أنهم مع الإرهاب وليس كما كانوا يدعون في مداخلاتهم التي دافعوا فيها عن «بشّارهم» من خلال مقولات معروفة تتجاهل ارتكاباته اللاإنسانية ضد الشعب السوري».

وكان مجلس نقابة المحامين قد عقد أمس جلسة استثنائية برئاسة النقيب جريج خلصت بعد التداول مع نقيب المحامين في طرابلس فهد المقدم إلى إصدار بيان أعلن أنّ مجلسي نقابتي بيروت وطرابلس «طلبا من رئيس وأمين عام اتحاد المحامين العرب اللذين دانا الحادثة، استكمال الإدانة بقيادة تحقيق مسؤول وجدّي يفضي إلى اتخاذ أقسى وأقصى الإجراءات الرادعة بما في ذلك تسمية المحامين الذين اعتمدوا العنف وسيلة في خطابهم ومنعهم من مزاولة المهنة في الدول الأعضاء في الاتحاد بعد إسقاط عضويتهم فيه، في مهلة أقصاها شهر واحد من تاريخه، وإلا تعليق عضوية سوريا في الاتحاد»، وأشار البيان في هذا السياق إلى أنّ نقابتي بيروت وطرابلس بصدد اتخاذ «الموقف المناسب في ضوء انتهاء التحقيقات والإجراءات المتخذة» حيال المعتدين على وفد المحامين اللبنانيين.