IMLebanon

لبنان خلف جيشه.. والحريري للجم إسرائيل واحترام «الأزرق»

مساعي عون تتقدم.. والطريق إلى الحكومة «أصبحت سالكة»
لبنان خلف جيشه.. والحريري للجم إسرائيل واحترام «الأزرق»

بجيشه وشعبه ودولته، وقف لبنان بالأمس وقفة «رجل واحد» جسّدها الضابط المقدام محمد قرياني في مواجهة الاحتلال منعاً لتجاوز «الخط الأزرق» في تأكيد ميداني على كون «الجيش اللبناني وحده المولج الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه» حسبما شدد رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بالأمس أمام قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال ستيفانو ديل كول، مجدداً تمسك الحكومة اللبنانية بالتطبيق الكامل للقرار 1701، على أن يقوم الجيش «بتسيير دوريات لمعالجة أي شائبة تعتري تطبيق هذا القرار من الجانب اللبناني»، وذلك بالتوازي مع دعوة الحريري الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها في مواجهة الخروقات الجوية والبحرية اليومية الإسرائيلية، والمجتمع الدولي إلى لجم التصعيد في اللهجة الإسرائيلية تجاه لبنان لمصلحة احترام الخط الأزرق والتطبيق الكامل لـقرار مجلس الأمن 1701.

وبالعودة إلى ميدانيات الجنوب، فقد لاقى مشهد تصدي الملازم أول في الجيش اللبناني محمد قرياني لمجموعة من عسكر الاحتلال الإسرائيلي في كروم الشراقي في ميس الجبل التفافاً وطنياً عارماً خلف راية الجيش اللبناني في وجه التهديدات والخروقات الإسرائيلية، سيما وأنّ قرياني بدا وفق التسجيل المصوّر الذي انتشر له عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حازماً وصلباً بوقفته العسكرية ويده على الزناد منعاً لاختراق القوات الإسرائيلية السيادة البرية وتجاوز «الخط الأزرق» أثناء عملية وضع الأسلاك الشائكة في المنطقة، الأمر الذي قوبل بموجة استحسان واعتزاز جارفة عبّر عنها اللبنانيون المؤمنون بقدرة سلاح الشرعية اللبنانية وقرارات الشرعية الدولية على حماية الحدود والسيادة.

وإثر حصول توتر عسكري ميداني على الجبهة الحدودية، سارع جنود قوات الطوارئ الدولية إلى الانتشار في منطقة الاحتكاك المباشر بين الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي توصلاً إلى إعادة تهدئة الوضع بينما تولى فريق طوبوغرافي من الجيش عملية تحديد النقاط التي تجاوز فيها العدو «الخط الأزرق».

أما في جديد ملف «الأنفاق»، وبعد جولة لقائد «اليونيفيل» الجنرال ستيفان ديل كول شملت «قصر بعبدا» و«بيت الوسط» و«اليرزة»، استرعى الانتباه البيان الذي أصدرته قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب حيث أكدت بالاستناد إلى «التقييم المستقل وجود أربعة أنفاق بالقرب من الخط الأزرق في شمال إسرائيل»، مؤكدةً «بعد إجراء مزيد من التحقيقات التقنية بشكل مستقل أنّ إثنين من الأنفاق يعبران الخط الأزرق»، وسط تنبيه «اليونيفيل» إلى كون ذلك يُشكل «مسألةً مدعاةً للقلق الشديد»، وطالبت السلطات اللبنانية بـ«ضمان اتخاذ إجراءات متابعة عاجلة وفقاً لمسؤوليات حكومة لبنان عملاً بالقرار 1701».

الحكومة.. «سالكة»

في الغضون، وفي جديد مستجدات ملف تأليف الحكومة، تقاطعت المعطيات والمعلومات خلال الساعات الأخيرة عند ضخ أجواء إيجابية توحي بقرب بلوغ هذا الملف خواتيمه المرجوّة، عززها تلاقي أوساط «قصر بعبدا» وأوساط «بيت الوسط» على التأكيد لـ«المستقبل» على أنّ الطريق إلى الحكومة «أصبحت سالكة بنسبة كبيرة جداً»، بينما نقل زوار «عين التينة» مساء أمس أنّ تفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه بري بدا واضحاً أمامهم معرباً عن ثقته بكون ولادة الحكومة أضحت أقرب من أي وقت مضى.

وفي المعطيات المتوافرة لـ«المستقبل»، أنّ مساعي رئيس الجمهورية الهادفة إلى حل عقدة نواب 8 آذار السنّة الستّة، بدأت بالفعل تنتج حلاً مقبولاً من شأنه أن يؤدي إلى تأليف الحكومة العتيدة خلال الأيام القليلة المقبلة ما لم تظهر عُقد وعقبات جديدة. في حين، وبعيداً عن تحليل وتأويل مسألة عدم زيارة رئيس الحكومة المكلّف القصر الجمهوري أمس، فإنّ مصادر مواكبة للاتصالات على خط بعبدا – بيت الوسط، أكدت لـ«المستقبل» أنّ الحريري كان خلال الساعات الأخيرة على تواصل دائم مع عون، مشيرةً إلى أنّ التشاور متواصل بينهما بشأن الاتصالات والمشاورات الجارية بشأن عملية التأليف.

وفي ما خصّ عقدة النواب الستّة، وبينما لوحظ سريان مفعول تهدوي تسووي على مستوى تصريحات بعضهم بالتوازي مع تغليب مسؤولي «حزب الله» لهجة الانفتاح على إمكانية الحلحلة، فمن المُرتقب أن يعقد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم اليوم اجتماعاً مع هؤلاء النواب باعتباره مكلفاً بمتابعة ملفهم برعاية مباشرة من القصر الجمهوري. وعُلم في هذا الإطار، أن المخرج الذي أوجده رئيس الجمهورية بدأ يسلك طريقه نحو الآليات التنفيذية، وهو يقوم على توزير شخصية سنّية يتولى تسميتها عون من ضمن لائحة أسماء خارج النواب الستّة.