IMLebanon

الراعي «قد يمسك بيد فرنجية» لزيارة عون

قدر الصرح البطريركي في بكركي اياً كان شاغله مواكبة خطى الرئاسة الاولى ودعمها منذ ولادة لبنان الكبير الذي انتزعه البطريرك الياس الحويك عبر فرنسا في همروجة اتفاق «سايكس – بيكو» الذي رسم حدود الدول في المنطقة مقسماً التركة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى يوم كان الاوروبيون عبر ثنائية بريطانيا العظمى وفرنسا اللاعب الاساسي على الحلبة الاممية قبل ان يخرج المارد الاميركي ومن بعده السوفياتي من القمقم ويحيلا الدور الاوروبي الى التقاعد وفق الاوساط المواكبة للمجريات، ومن هذه الزاوية يؤمن الموارنة بأن «مجد لبنان اعطي له» وعلى شاغل سدة الصرح مواكبة موقع الرئاسة الاولى ودعمها الى حد التكامل بين رأس الدولة ورأس الكنيسة الذي بات عرفاً واكب العهود الرئاسية منذ استقلال البلد الصغير.

وتضيف الاوساط ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الاكثر سعادة بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وانتهاء هواجس بكركي من كابوس شغور القصر الجمهوري، خصوصاً ان المرحلة هي الاكثر استثنائية في تاريخ المنطقة التي تلفها الحرائق من ادناها الى اقصاها، مع استباحة التكفيريين لدماء المسيحيين وكل من ليس معهم سنة وشيعة واقليات، فان ما يقلق الراعي الخلاف الذي استجد بين الرئيس عون والنائب سليمان فرنجية على خلفية معركة الرئاسة الاولى كون هذا الخلاف يضعف الموقف المسيحي في وقت تحتم فيه الظروف تكاتف المسيحيين وتوحدهم مقدمة للوحدة الوطنية الشاملة لمواجهة الاستحقاقات الكبرى في لعبة الامم لا سيما ان الغموض الذي يحيط بالميدان السوري سواء في حلب التي تحررت من قبضة الارهابيين دون ان يعلن الامر رسمياًً حتى الان، واجتياح تنظيم «داعش» العصي على التفسير لتدمر مجدداً على الرغم من الوجود الروسي فيها يجب ان يأخذه اللاعبون على الرقعة المحلية وفي مقدمتهم المسيحيون بعين الاعتبار لان البلد مفتوح على كل الاحتمالات الامنية في ظل الحرب الاستباقية التي تشنها الاجهزة اللبنانية على الخلايا الارهابية في كافة المناطق.

وتشير الاوساط الى ان الراعي المسكون بالقلق على المسيحيين كونه رأس الكنيسة المشرقية هو الاكثر تأثراً من الصراع بين الرئاسة الاولى و«تيار المردة» وانه اسر لحلقته الضيقة بانه مستعد «للامساك بيد فرنجية ومرافقته الى القصر الجمهوري» ولو ضحّى بالشكليات والبروتوكول صوناً للجمهورية ولمقام الرئاسة الاولى وفي سبيل تعزيز التضامن المسيحي اولاً والوطني ثانياً، الا ان الجدران بدأت ترتفع اكثر بين القصر الجمهوري وبنشعي منذ رفض فرنجية «للمبادرة الابوية» التي اطلقها عون «لايداعه الهواجس» معتبرا ان الامر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد كونه ليس لديه هواجس، وان الامور لا تحل بهذا الشكل، وارتفعت الجدران لتتحول اسواراً بين الطرفين بعد المواقف الاخيرة لفرنجية الذي لا يعترف بان عون «بي الكل» مانحاً ابوته للراعي ولرئيس مجلس النواب نبيه بري «الصديق الكبير والاب» بعد تخلي الاخير عن وزارة الاشغال لـ«تيار المردة» ويبدو ان انعدام الثقة بين بعبدا وبنشعي يفسّر بوضوح هجوم فرنجية على القصر الجمهوري، حيث تبرّر مصادره الامر بالقول اذا كانت ابوة عون لم تشمل صهره العميد شامل روكز، فليس غريباً ما يحصل معنا، كون الاخير يشعر بالغبن الذي لحق به باستبعاده عن وزارة الدفاع الذي يستحقها بامتياز من خلال تضحياته في المؤسسة العسكرية ومغادرتها حاملاً معه خمس اصابات في جسده، فهل يقدم الراعي على جمع عون وفرنجية بعدما ترك الاخير الباب مفتوحاً للسير بما يراه الراعي مناسباً ويحفظ كرامة الجميع في وقت ترى فيه دوائر القصر الجمهوري انه بروتوكولياً لا يجوز ان يقوم رئيس الجمهورية باستدعاء اي من القيادات السياسية للحديث معها او طلب موعد منها للمجيء الى القصر، وبالتالي في حالة فرنجية فان الاخير يفترض بروتوكولياً ان يطلب موعداً ودوائر القصر ستلبي فوراً الطلب.