IMLebanon

درباس: لولا «حزب الله».. لكانت استقالة سلام وشيكة

الحكومة لن تغادر معادلة النصاب المطلوب للتعيينات

درباس: لولا «حزب الله».. لكانت استقالة سلام وشيكة

لا يخفي بعض الوزراء المقرّبين من رئيس الحكومة تمام سلام أن المسار الذي سلكته جلسة الحكومة الماضية شكّل ردا واضحا على «التيار الوطني الحر»، بأن مصالح البلاد والعباد «لا يمكن أن تتعطل من أجلك، خصوصا أن ما تطلبه من الحكومة من تعيينات عسكرية، غير ممكن لأسباب سياسية مهما كان ضغطك كبيرا، وذلك لعدم توفر النصاب اللازم للتعيين (16 وزيرا)، وبالتالي فان محاولات تعطيل الجلسات أو التهديد بالنزول الى الشارع لن تجدي نفعا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه».

ويؤكد هؤلاء أن «حزب الله» أثبت خلال الجلسة الماضية أنه أكثر مكون لبناني متمسك ببقاء هذه الحكومة، لافتين الانتباه الى أن الحزب استخدم كل اللياقات واللباقات الى حدود «تدليل» وزيري «التيار الحر»، ولكن عندما وصل الى مفترق طرق آثر البقاء في الحكومة، «فكان لبقائه الصامت دويا كبيرا على صعيد إعطاء جلسة الحكومة نصابا سياسيا ذا معنى».

ويقول مطلعون على جلسة مجلس الوزراء الأخيرة إن كل الوزراء الذين حضروا لا سيما الموارنة تحدثوا بلغة واحدة لجهة حماية الحكومة وضرورة استمرارها في تسيير مصالح المواطنين ومعالجة المشاكل العالقة، لا سيما أزمة النفايات المستجدة، لافتين الانتباه الى أن عددا من الوزراء انتقدوا محاولة أحد التيارات السياسية تقديم عرض عضلات في شارعه على حساب بيئة وسلامة وصحة اللبنانيين.

يقول أحد الوزراء إن هناك من ينظر إلينا (وزراء «المستقبل») على أساس أننا «كمالة عدد»، بينما نحن قادرون على إطاحة العدد والنصاب، وأن نعطل أكثرية قرارات الحكومة، ناصحا بالتوقف عن اعتماد صيغة الوزراء الذين لديهم تمثيلا شعبيا، والوزراء الذين ليس لديهم تمثيلا شعبيا، لأن تركيبة هذه الحكومة في ظل غياب رئيس للجمهورية تجعل من كل وزير حقيقة دستورية قائمة بذاتها. ويحذر الوزير نفسه من أن تصبح الحكومة رهينة الميثاقية في أي قرار تتخذه، الأمر الذي قد يؤدي الى نتائج خطيرة.

ويستغرب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس كيف أن بعض التيارات السياسية تطلب الحل من حكومة تعتبر أزمة بحد ذاتها، مؤكدا أن الرئيس تمام سلام كان على مسافة خطوة واحدة من الاستقالة خلال الجلسة الماضية، لولا بقاء وزراء «حزب الله»، مؤكدا أن سلام لن يرضى بأي شكل من الأشكال أن يشاركه أحد صلاحياته الدستورية، أو أن تتحول الحكومة الى «ماريونيت» في أيدي أي من التيارات السياسية تحركها من خارج السرايا الحكومية، مشددا على أن زمن «الباش كاتب» أو «الكاتب بالعدل» على رأس الحكومة قد ولّى.

ويقول درباس إن الرئيس سلام اليوم هو ضمان استمرار الدولة اللبنانية، وهو متمسك بصلاحياته الى أبعد الحدود، ولن يفرّط بها، وكثير من التيارات السياسية لا تزال تتغطى بهذه الحكومة، لذلك هي بحاجة إلى سلام لتأمين مصالحها وحضورها، إضافة الى حفاظها على التوازنات القائمة.

ويضيف درباس: نحن نقدر القيمة السياسية والشعبية لـ«التيار الحر»، ولا يمكن أن تستمر الحكومة من دونه، كما نحسب له ألف حساب، ولكن يجب عليه هو أيضا أن يحسب لنا بعض الحساب، وأن يراعي التوازنات السياسية، ومصالح الناس.

ويتوسم درباس خيرا بخطاب وزير الخارجية جبران باسيل الأخير في الجنوب، معتبرا أنه اتسم بواقعية سياسية، مشيرا الى أن من حق باسيل أن يأخذ كل الاحتياطات لعدم التجديد أو التمديد للمجلس النيابي، وهذا أيضا مطلب كل اللبنانيين، معربا عن اجتهاد شخصي وتمنيات بأن يكون ما قاله باسيل مؤشر الى عودة الأمور الى نصابها في جلسة الحكومة المقررة في 8 أيلول المقبل.