IMLebanon

فرنجية لـ«السفير»: نصرالله أنصفنا.. ولن ألغي نفسي

عون يراهن على الوقت لاستمالة الحريري

فرنجية لـ«السفير»: نصرالله أنصفنا.. ولن ألغي نفسي

 

ظل الخطاب الرئاسي للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مادة للتأويل والاجتهاد خلال اليومَين الماضيين، حيث قرأه كل طرف في معسكرَي الحلفاء والخصوم، على طريقته، وأخذ منه ما يناسبه، سواء لامتداح كلام «السيد» أو لمواصلة الحملة عليه.

وفيما لا يُتوقع تسجيل أي خرق إيجابي قريب قبل موعد جلسة انتخاب الرئيس في 8 شباط المقبل التي لن يحضرها المرشحان المتنافسان، العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، يبدو أن «التيار الوطني الحر» سيحاول بعد تفاهم معراب إعادة وصل ما انقطع مع «تيار المستقبل»، لعله يؤمن النصاب السياسي أو الميثاقي لانتخاب عون.

وفي هذا السياق، اندرج اللقاء الأخير بين وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري (مدير مكتب الرئيس سعد الحريري)، علما أنه كان قد تم الاتفاق خلال الاتصال الهاتفي بين عون والرئيس سعد الحريري على أن يتولى كل من باسيل ونادر الحريري متابعة التواصل، تمهيدا للقاء مفترض بين رئيس «تيار المستقبل» ووزير الخارجية.

ويبدو أن إنجاز التعيينات الأمنية سهَّل إعادة ضخ الحرارة في الأسلاك السياسية بين «المستقبل» و«التيار الحر»، بعدما كان الخلاف حول تعيين قائد الجيش وأعضاء المجلس العسكري قد أدى إلى تجميد الحوار الثنائي طيلة الأشهر الماضية.

وغداة لقاء باسيل ـ نادر الحريري، زار الأخير، يرافقه النائب السابق غطاس خوري، النائب سليمان فرنجية ووضعاه في أجواء الاجتماع مع باسيل، وأكدا له تمسك الرئيس سعد الحريري بدعم ترشيحه.

فرنجية: لا انسحاب

وقال فرنجية لـ«السفير» التي تواصلت معه بعد خطاب السيد نصرالله، أنه تأثر بكلامه، لا سيما في جانبه الوجداني، مشيرا إلى أن مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» تركت «انعكاسات إيجابية جدا على قواعدنا بعد الظلم الذي شعرت به نتيجة الاتهامات التي وُجهت إلينا من قبل بعض الأوساط السياسية والإعلامية في 8 آذار، في أعقاب ترشيحي لرئاسة الجمهورية».

وأضاف: لقد أعطانا السيد نصرالله حقنا ردا على الحملة التي اتهمتنا زورا بالتنازل أو التهاون في الحوار مع الرئيس سعد الحريري، والنقطة الثانية المعبرة في خطابه هي تأكيده أن الحزب لا يضغط على حلفائه بل تربطه بهم علاقة قائمة على الثقة والمحبة والاحترام والتشاور والخيارات الأساسية.

وحول كيفية تلقيه وصف نصرالله له بأنه نور عينيه، أجاب: لم أجد أفضل من أن أقول له إنه سيد الكل.

وعن تعليقه على تكرار نصرالله الالتزام بدعم ترشيح العماد عون، قال فرنجية: نحن كنا ولا نزال نتفهم هذا الموقف الذي له دوافعه وحيثياته.

وحول رأيه في كلام النائب أحمد فتفت حول قيام مسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا بتسريب خبر لقاء باريس بينه وبين الحريري، نفى فرنجية كلام فتفت، كاشفا عن أن جهازا مخابراتيا هو الذي تولى التسريب.

وعما إذا كان قد أصبح بعد الخطاب أقرب إلى الانسحاب، أكد فرنجية أن الأمر ليس مطروحا على هذا النحو، «وأنا لا يمكن أن ألغي نفسي اعتباطيا من دون ان يصل عون في المقابل، إذ ليس منطقيا ان نضحي بترشيح مقبول في سبيل ترشيح مرفوض، والمطلوب من الجنرال اقناع الآخرين، خصوصا الرئيس سعد الحريري، بالموافقة عليه، وعندها لن أكون عقبة او عقدة امام وصوله الى الرئاسة».

وكان فرنجية قد شدد خلال لقاء معه في بنشعي، حضرته «السفير»، ان أي تعطيل مجاني للترشيح الاقوى، هو «عبث سياسي يؤذي فريقنا ككل»، مبديا استعداده للانسحاب الفوري، «متى قرر الرئيس سعد الحريري ان يدعم الجنرال، أما إذا سحبت ترشيحي وسط الاصطفاف الحالي، فلن يفضي ذلك الى انتخاب عون، بل ان 14 آذار قد تذهب حينها في اتجاه طرح أسماء أخرى من خارج 8 آذار».

وحين قيل لفرنجية ان الحيثية التمثيلية الواسعة لعون يجب ان تمنحه الأفضلية الرئاسية على من يملك حيثية أقل، اشار الى انه لولا الصوت الشيعي المرجح في بعبدا وجبيل وكسروان وجزين، لكان عدد أعضاء كتلة العماد عون قد تناقص الى حدود أصابع اليد الواحدة.

واعتبر ان الوظيفة الحقيقية والوحيدة لتفاهم معراب الرئاسي هي قطع الطريق على ترشيحه. وتساءل: العماد عون اعتبر انني مثل ابنه، فكيف يتحالف مع المسؤول عن مقتل والدي، وصاحب التاريخ المعروف معنا؟

ونبه الى ان سلوك عون يجعل من سمير جعجع بمثابة الخطة «ب» الضمنية والبديلة عن عون.

«التيار الحر»

على خط آخر، قالت أوساط قيادية في «التيار الوطني الحر» لـ«السفير» إن التواصل سيستمر مع «تيار المستقبل» وغيره من الاطراف السياسية في المرحلة المقبلة، على ان يكون الملف الرئاسي جزءا من بنود النقاش، مشيرة الى ان اللقاء الاخير بين الوزير باسيل ونادر الحريري يندرج في سياق إعادة تفعيل التواصل بعد فترة من الجمود.

واعتبرت هذه الاوساط انه لا شيء مقفلا بشكل قطعي في السياسة، وكل المعطيات تبقى قابلة للتبدل ربطا بالظروف، مشيرة الى ان لقاء باسيل ـ الحريري أعاد إحياء الحوار الثنائي، والمؤشر الحقيقي حول مدى إيجابية هذا اللقاء او سلبيته يكمن في ما سيليه، فإذا تكررت الاجتماعات يكون ذلك دليلا على ان العلاقة تتحسن والبحث يتطور، وإذا لم تتكرر يمكن الاستنتاج بان افق العلاقة مسدود.

الراعي حزين

الى ذلك، أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس أنه «ليس من مبرر واحد، بعد إعلان المرشحين للرئاسة الأولى، لتعطيل الجلسات الانتخابية التي يجب عقدها وفقا للنظام الديموقراطي والدستور والميثاق الوطني». واضاف: ما يحزننا أكثر هو التمادي في نقض قاعدة الميثاقية في وظائف الوزارات والمؤسسات العامة، بعد نقضها على مستوى رئيس الجمهورية المسيحي الماروني.