IMLebanon

ترامب لبنانياً: ظهور مسلّح في ميشيغن التحتا!

شياطين» التفاصيل الحكومية تختبر النيّات

ترامب لبنانياً: ظهور مسلّح في ميشيغن التحتا!

عماد مرمل

أغلب الظن، أنه لو لم ينجح اللبنانيون في انتخاب رئيس جمهوريتهم قبل ايام قليلة من إجراء الانتخابات الاميركية وفوز المرشح دونالد ترامب فيها، لكان نمط مقاربة الاطراف الداخلية لهذا الاستحقاق الدولي قد اختلف، ولكانت حسابات من نوع مغاير قد جذبت «المغامرين».

ولعل البعض من معارضي ميشال عون، تمنى في قرارة نفسه لو أن المعادلة الرئاسية الداخلية التي أنجبت «فخامة الجنرال» تأخرت قليلا، لأمكن بعد انتخاب ترامب تفاديها أو أقله تأجيلها.

أما وإن عون سبق ترامب الى السلطة، وبالتالي لم يعد ممكنا إعادة عقارب الساعة الى الوراء، فهناك في لبنان والمنطقة من سيفترض أن فوز المرشح الجمهوري «المتشدد» سيسمح لاحقا بتعديل موازين القوى في الشرق الاوسط، أو بفرض وقائع جديدة من شأنها أن تحسن مواقع رافضي التسوية الرئاسية، والقابلين بها على مضض، بحيث تصبح أكثر ملاءمة لمصالح هؤلاء.

وما يعزز معنويات المتحمسين لترامب أن اللبناني وليد فارس، صاحب الخيارات السياسية المتشددة، هو مستشار الرئيس الاميركي للشؤون الخارجية، خصوصا الشرق أوسطية، الأمر الذي يعني ـ بالنسبة اليهم ـ أن وجود فارس في «الحديقة الخلفية» ربما سيدفع بشكل أو بآخر في اتجاه انتزاع حيز ما للوضع اللبناني في أجندة ترامب المزدحمة.

ولكن يبدو أن ترامب نفسه لا يملك بعد تصورا نهائيا لسياسة خارجية متكاملة، باستثناء ما يتعلق بتقديم أقصى الدعم لاسرائيل، علما أن هناك من يعتقد أن الرئيس الجديد، وبرغم تهوره الظاهر، لن يستطيع تجاوز القواعد الناظمة للسياسة الخارجية، والمحددة من قبل «الاستابلشمنت» الاميركية ومراكز صناعة القرار فيها، بينما يرى آخرون أن شخصيته المتمردة والمتفلتة تحول دون توقع تصرفاته أو ضبطها.

وفي انتظار أن تتكشف حقيقة نيات ترامب حيال الشرق الاوسط، وطبيعة الادوار المستقبلية للولايات المتحدة فيه، فإن اللبنانيين وجدوا في انتخابه مادة مسلية حاكت السياسة، على طريقة ظرفاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفوقوا على محترفي العمل السياسي في تعليقاتهم، وبرعوا في إسقاط واقعهم على المجتمع الاميركي، بطريقة كاريكاتورية لا تخلو من الرسائل.

وهكذا، فإن نتيجة الانتخابات الاميركية، تُرجمت فايسبوكيا الى «إشكال بين آل ترمب وآل كلينتون في منطقة راس فيغاس، والجيش يعمل على تطويق الإشكال.»

كذلك سُجل «ظهور مسلح في ميشيغن التحتا، وسط أنباء عن سرقة صندوق اقتراع من قلم مدرسة ميشيغن الرسمية للبنين».

والظاهر أن كلينتون لم تحسبها جيدا في ميشيغن، وفق ما يتضح من حوار ابتكره رواد «العالم الافتراضي» بينها وبين ترامب الذي خاطبها قائلا: أكلتي الضرب من شيعة ميشيغن.. حكيت أستاذ بري مبارح وقلي مبروك.

واحتفالا بالفوز، «مناصرو ترامب يجولون في شوارع نيويورك في سياراتهم على أنغام: ترمبك جايي من الله».

ومن المفاعيل الأولى لنجاح المرشح الجمهوري، «ترامب يسمي سعد الحريري لرئاسة مجلس الشيوخ»، علما أنه «لو ما من «القوات» ما طلع ترامب. شكرا سمير جعجع».

لكن أنصار «التيار الوطني الحر» لهم رأي آخر، بعدما شوهد ترامب وهو يرفع بأصابعه شارة «التيار الحر»..

وفيما كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بهذا النوع من التعليقات الظريفة على انتصار ترامب، مثّل هذا التحول الدرامي في مزاج الجمهور الاميركي مادة للتحليل والنقاش في الصالونات السياسية اللبنانية، على إيقاع مشاعر تراوحت بين المفاجأة والصدمة.

الحوار الحزبي

ودلالات فوز ترامب، الى جانب مفاوضات تشكيل الحكومة، كانت حاضرة على طاولة جلسة الحوار الحزبي التي عقدت أمس في عين التينة بين وفدي «حزب الله» و «تيار المستقبل»، بحضور الوزير علي حسن خليل عن «حركة أمل».

وأصدر المجتمعون بيانا أوضحوا فيه أنه «جرى تقييم الاجواء السائدة، بعد تحقيق إنجاز الانتخابات الرئاسية وما تركته من انعكاسات ايجابية على الوضع الداخلي». وأكدوا ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة والاستفادة من مناخات الانفتاح بين القوى السياسية.

بيت الوسط

في سياق متصل، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري مساء أمس في «بيت الوسط» النائب وليد جنبلاط يرافقه النائب مروان حمادة، بحضور مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري. وتناول اللقاء، الذي تخللته مأدبة عشاء، البحث في آخر المستجدات السياسية ولا سيما المسار المتعلق بتأليف الحكومة الجديدة.

ومن الواضح، وفق العارفين، أن «شياطين» التفاصيل الحكومية تختبر متانة التسوية الرئاسية، ونيات الأطراف الداخلية لجهة مدى استعدادها الحقيقي للتعاون وتبادل التنازلات من أجل تسهيل ولادة التشكيلة الوزارية قريبا.

بري

أما على صعيد ردود الفعل الأولية على انتخاب ترامب، فقد نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه قوله: «برغم الملاحظات والمآخذ على السياسة الخارجية التي اتبعها الرئيس باراك أوباما خلال عهده، فمن الأرجح أن الكثيرين في العالم العربي والاسلامي سيترحمون على أيامه بعد وصول دونالد ترامب الى الرئاسة في الولايات المتحدة».

الحريري

ووجه الرئيس المكلف سعد الحريري برقية تهنئة لترامب، أكد فيها تطلعه للتعاون معه، مشيرا الى أن الشرق الأوسط يواجه تحديات جمة، «وقيادتكم ضرورية لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام فيه».

وأضاف الحريري مخاطبا ترامب: «ستجدون في لبنان شريكاً ملتزماً بسعيكم لـ «أرضية مشتركة لا العداوة، والشراكة لا النزاع. لقد دفع لبنان ثمناً باهظاً جراء الصراعات والحروب ونحن الآن نعمل بجهد لإرساء نموذج للشراكة والعيش المشترك في المنطقة. إننا نعتمد كثيراً على دعمكم من أجل دفع قضية السلام والأمن والاستقرار والديموقراطية قدماً في منطقتنا المضطربة، بدءاً بحلٍ سياسي سلمي للأزمة السورية».

السنيورة

وقال الرئيس فؤاد السنيورة لـ «السفير» إنه كان من المستهجن أن معظم استطلاعات الرأي في أميركا أعطت أرجحية الفوز لهيلاري كلينتون، فإذا بدونالد ترامب هو الذي يربح، مفسرا هذه المفارقة بأن بعض الذين جرى استطلاع آرائهم، إما كانوا يخجلون من أن يبوحوا بحقيقة تأييدهم لترامب، وإما أن عقلهم رفضه لكن غرائزهم كانت معه بعدما أجاد اللعب على أوتار مخاوفهم وعواطفهم.

وأشار الى أن ترامب هو عموما شخص يصعب التنبؤ بما يمكن أن يفعله، متمنيا عليه أن يتفهم حقيقة ما يجري في المنطقة الذي هو نتيجة تفاعل عوامل الاستبداد والتطرف، وأنه لمعالجة كل هذه الامور ينبغي النظر في القضايا الاساسية، خصوصا القضية الفلسطينية التي لم تجر معالجتها بالشكل الصحيح، ولذلك فإنها تفرخ قضايا وتستولد مشكلات.

ولا يتوقع السنيورة تأثيرات مباشرة للتطور الاميركي على الملف اللبناني في المدى المنظور، إلا أنه ينصح الجميع في لبنان بأن يخففوا مطالبهم وتوقعاتهم من العهد الجديد، مشيرا الى أن المطلوب من السياسيين والناس على حد سواء أن يكونوا واقعيين، تفاديا لخيبات الامل.

جعجع

واكتفى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالقول لـ «السفير» تعليقا على انتصار ترامب: «فلننتظر ونر..».

باسيل

وهنأ وزير الخارجية جبران باسيل ترامب على فوزه كما هنأ الشعب الاميركي، «لأن هذا ما كان خياره في النهاية ونحن نحترم هذا الخيار».

واعتبر باسيل أن هناك أمرا جديدا مشتركا بين لبنان والولايات المتحدة، إذ لكلينا حدثان تاريخيان هما بالنسبة للاميركيين تاريخا 9/11 و11/9، وبالنسبة للبنان هما 13 /10 و31/ 10، وهذان التاريخان يمثلان إرادة الشعوب لصالح كلتا الأمتين، آملا أن تحمل الإدارة الاميركية الجديدة تغيرات أفضل من أجل منطقة أفضل، «حيث يسود السلام والأمن والازدهار».