IMLebanon

السفير السعودي يجمع المرشحين للرئاسة والقيادات السياسية والروحية

السفير السعودي يجمع المرشحين للرئاسة والقيادات السياسية والروحية

ويطالبهم ب اجراء حوار يختلف عن كل الحوارات عنوانه انقاذ لبنان

جمع السفير السعودي في لبنان الدكتور علي عواض عسيري الى مأدبة عشاء في دارته في اليرزة مرشحي الرئاسة والقيادات السياسية والروحية والعسكرية، والقى كلمة قال فيها: اوجه نداء صادقا ان يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر دون انتظار من سيكون البادئ، وان تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه انقاذ لبنان.

وقد حضر المأدبة ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير المالية علي حسن خليل، رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان، الرؤساء: حسين الحسيني، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، العماد ميشال عون، الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجيه، وقائد الجيش العماد قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والقيادات الروحية وحشد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية وعدد من السفراء العرب وبعض سفراء الدول الغربية ووزراء ونواب حاليون وسابقون ورؤساء أحزاب وشخصيات من مختلف القطاعات توزعوا على طاولات حملت اسماء المدن السعودية.

كلمة عسيري

والقى السفير عسيري كلمة قال فيها: في رحاب هذا المسار الاخوي وانطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الدائم على لبنان بادرت الى هذه الدعوة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، كمواطن عربي محب للبنان عاش معكم وبينكم وأحب ان نلتقي كأسرة واحدة يتعالى ابناؤها عن التناقضات السياسية والمصالح الضيقة الى ما هو اسمى لهدم الجدران الفاصلة وشبك السواعد والسير بالوطن الى مرحلة تشهد حلولا سياسية بدل العقد، وازدهارا اقتصاديا بدل المخاوف والارتباك، واستقرارا امنيا وثقة بلبنان بدل التوجس منه، وثباتا للشباب في ارضهم بدل التفكير بالهجرة والرحيل.

واضاف: صدقوني ان هذه الافكار تعتمل في داخلي كأي واحد منكم. واعرف ان في داخل كل منكم كما كبيرا من الحس الوطني والمسؤولية الاخلاقية والحرص اللامتناهي على مصلحة لبنان. فلهذه المشاعر اتوجه واوجه نداء صادقا ان يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر دون انتظار من سيكون البادىء، وان تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه انقاذ لبنان لأن الوقت يمر والاخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادرا على الاحتمال، لا بل يتطلع الى همتكم وقراراتكم الشجاعة بعدما عانى ولا يزال من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب حامي الدستور الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كافة الحلول والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من اجل خدمة الوطن والمواطن.

وقال: ان شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخول عامه الثالث وكلما طال تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، فمن موقعي الأخوي ومن هذا البيت السعودي الذي يجمع الاشقاء اللبنانيين من كافة الأطياف السياسية والدينية انطلاقا مما تكنه المملكة لهذا البلد الطيب من محبة وخير اناشدكم ان توجدوا الارادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف بحيث يحل عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة الى ميناء الطمأنينة والازدهار ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين. هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان.

تعرفون ان اشقاءكم العرب وفي طليعتهم ابناء المملكة العربية السعودية يواكبونكم بقلوبهم ويتطلعون الى اللحظة التي يتم فيها التوصل الى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان، فحبذا ان يشكل هذا اللقاء فاتحة هذا الامر بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيدا من الخطوات السياسية والامنية التي تطمئن السياح العرب والأجانب وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهدا في اتخاذ كافة الاجراءات التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء اليه الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقي لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع اشقائه العرب الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بتره والى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه.

وتابع: اقول بكل صراحة ان بعض الاصوات التي تستعمل اساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها اصلا، وجل ما فعلته انها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموما، بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا الا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة ابعاده عن كافة الملفات والتجاذبات الاقليمية وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، وانما الانصراف الى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول اليه وضع نظام هنا او نظام هناك.

دعوة للوفاق

واعلن عسيري إن المملكة العربية السعودية بكافة قياداتها كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان ولصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وغير صحيح ما يشاع انها تخلت عن لبنان، فهذه ربما امنية البعض التي لن تتحقق، لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني الذي يجمع الدول والشعوب.الا ان المطلوب من لبنان في المقابل ان يبقى امينا لتاريخه، منسجما مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا انها لن تحقق ما تتوخاه لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد واين تتحقق مصلحة بلاده.

وإذا كان لا بد من كلمة في الختام فهي: لبنان… لبنان لكم فلا تتخلوا عنه، لبنان يناديكم فلبوا النداء، لبنان يستحق بذل الجهود فلا توفروا جهدا في سبيله، لبنان امانة في اعناقكم فاحرصوا على الامانة، ابناؤكم يتطلعون الى قراراتكم وخطواتكم وعليها تتوقف قراراتهم وخطواتهم ومستقبلهم.

رجائي، كما رجاء كل محب للبنان، ان يشهد هذا المساء الحد الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة. نعم للبنان العيش المشترك. نعم للبنان المصالحة. نعم للبنان الرئيس الجديد. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار، مع الأمل ان تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكل رقي وديمقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية.

توطين النازحين

وكان القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء امس الاول بالرفض المطلق لتوطين النازحين السوريين في لبنان، دفع ممثلي الامم المتحدة ودولا اخرى الى التحرك باتجاه المسؤولين لتصويب موقف الامين العام للامم المتحدة وتبديد اي لبس بما يطمئن هواجس اللبنانيين.

وقد زارت منسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ قصر بسترس، وحرصت بعد لقاء وزير الخارجية على التأكيد أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن اللاجئين كان عامّا ولم يذكر لبنان فيه. واذ لفتت الى أن بان كي مون يعلم جيدا أن الدستور اللبناني لا يسمح بالتجنيس، أشارت الى أن حل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان لن يكون الا بحل سياسي للازمة في سوريا، وعندما تسمح الظروف بعودتهم.

وقالت ان الامم المتحدة تدرك ان لبنان يستضيف عددا كبيرا من النازحين، وقد أظهر مثالا في الضيافة التي لا تتزعزع والكرم والصبر. ان الامم المتحدة تدعم عودة النازحين الى سوريا واندماجهم في بلدهم الام. والى حين تلك العودة، ان الامم المتحدة ستعمل وتقف الى جانب لبنان من اجل التعامل مع كل تلك التحديات، الاجتماعية – الاقتصادية والسياسية وايضا في المساعدات الانسانية والإنماء.

بدوره، زار القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، العائد من الولايات المتحدة، رئيس الحكومة تمام سلام في السراي امس، وبحث الجانبان في البيان الذي صدر عن مكتب المفوضية العليا للاجئين والذي تضمن توضيحا مفيدا للموقف ولنظرة الامم المتحدة الى مسألة اللاجئين، وفق ما اوضح جونز الذي لفت الى ان بلاده تتفهم حساسية مسألة النازحين بالنسبة للبنان، مؤكدا ان الحل الافضل للاجئين هو العودة الى ديارهم بمجرد ان تسمح الظروف بذلك، واذا اصبح هذا الامر مستحيلا يجب ان يؤخذوا لتوطينهم في بلدان اخرى.