IMLebanon

ترامب يهز العالم

حقق المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب المفاجأة التي لم يتوقعها احد بفوز كبير على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وترك العالم في حالة ذهول وارباك.

وفيما غابت كلينتون التي كانت تمني النفس بالعودة الى البيت الابيض كرئيسة وليست سيدة اولى عن الاضواء، فقد اعترفت بالهزيمة واتصلت بمنافسها ترامب وهنأته بالفوز.

تراوحت ردود أفعال حكومات دول العالم من آسيا إلى أوروبا، بين عدم التصديق والذهول بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

ووصفت أورسولا فون دير ليين وزيرة الدفاع الألمانية وحليفة المستشارة أنجيلا ميركل النتيجة بأنها صدمة هائلة متسائلة عما إذا كانت هذه النتيجة تمثل نهاية عصر السلام الأميركي الذي ساد العلاقات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال كارل بلدت وزير خارجية السويد السابق يبدو أن هذا العام سيكون عام كارثة مزدوجة على الغرب في إشارة إلى موافقة البريطانيين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى فوز ترامب. وأضاف قائلا اربطوا الأحزمة.

في الوقت نفسه رحب اليمينيون من استراليا إلى فرنسا بالنتيجة واعتبروها ضربة موجعة للمؤسسة السياسية. وقال مسؤول بارز في الجبهة اليمنية عالمهم يتداعى وعالمنا ينهض. وذكر جان ماري لوبان مؤسس الحزب اليميني ووالد مارين زعيمته الحالية اليوم الولايات المتحدة وغدا فرنسا.

وعبر ترامب خلال حملته الانتخابية عن تقديره للرئيس الروسي بوتين وشكك في المبادئ الأساسية لحلف شمال الأطلسي واقترح أن يتاح لشعبي اليابان وكوريا الجنوبية تطوير أسلحة نووية لتحمل عبء الدفاع عن بلديهما.

كما طالب بالتفاوض من جديد على شروط الاتفاق النووي بين طهران والغرب.

غير أن كثيرا من الحكومات الغربية تبدو غير متأكدة مما إذا كان ترامب رجل الأعمال الذي جمع ثروة هائلة من العقارات، والذي لا يتمتع بأي خبرة حكومية، سينفذ تعهدات حملته التي قد يقلب بعضها النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية رأسا على عقب.

وقال نوربرت روتغن الحليف المحافظ لميركل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني للإذاعة الألمانية نحن ندرك الآن أننا لا نملك أدنى فكرة عما سيفعله هذا الرئيس الأميركي إذا ما دخل صوت الغضب إلى البيت الأبيض وإذا ما بات صوت الغصب أقوى رجل في العالم. وأضاف نحن في وضع ملتبس للغاية على صعيد الوضع الجيوسياسي.

ووصف المؤرخ البارز سيمون شاما فوز ترامب وسيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب بأنه مشهد مخيف حقا. وتابع سيكون حلف شمال الأطلسي تحت ضغط التفكك. سيثير الروس المشاكل. سيخسر 20 مليون شخص تأمينهم الصحي. وستتم تصفية القواعد التنظيمية للمصارف. هل تريدون أن أكمل؟

بالطبع إنه ليس هتلر. لكن هناك أنواع عديدة للفاشية. لم أقل إنه نازي على الرغم من أن النازيين الجدد يحتفلون.

جميع المثقفين وخبراء استطلاعات الرأي الذين قالوا إن دونالد ترامب لا يستطيع الفوز بالرئاسة الأميركية وكذلك الجمهوريون الذين تحاشوه وقيادات قطاع الأعمال الذين نددوا به والديمقراطيون الذين هاجموه فشلوا جميعا في استيعاب عمق ما تمتع به من تأييد.

وفي انتصار مذهل على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تمسك ترامب بخطة حققت نجاحا مثاليا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في حملة قامت على شخصيته التي عرفت بالصراحة الفظة وبراعته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ورسالة التغيير التي طرحها ووقف بها في وجه المؤسسة السياسية.

وقال ترامب في خطاب النصر الذي ألقاه امس حملتنا لم تكن حملة بل حركة مدهشة رائعة. وكانت حركة حافزها شعور بالسخط. فقد أظهر استطلاع يوم الانتخابات أن من الواضح أن أغلب الأميركيين الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع كان لديهم شعور بالغضب من الاتجاه الذي تسير فيه البلاد.

وفي حملة انتخابية مريرة اتسمت بالانقسامات اجتاز ترامب سلسلة من العوائق كان من الممكن أن تقضي على فرص أي مرشح آخر. منها تسجيل صوتي تحدث فيه عن تحسس أجساد النساء ورفضه نشر بيانات دخله الخاضع للضرائب وأعمال عنف في لقاءاته الجماهيرية وسخريته من صحافي معوق وهجماته على قاض اتحادي وعلى أسرة جندي أميركي قتل في العراق.

واستغل ترامب هوة متنامية في البلاد بين البيض والأقليات بين سكان المدن وسكان الريف وبين المتعلمين خريجي الجامعات والطبقة العاملة. وتفوق ترامب على كلينتون بين الرجال البيض الذين لا يحملون شهادات جامعية بفارق 31 نقطة والبيض من النساء غير الحاصلات على شهادات جامعية بفارق 27 نقطة وفقا لاستطلاع رويترز/إبسوس. كما استفاد من عيوب منافسته التي ظلت تلاحقها الأسئلة عن استخدامها لجهاز كمبيوتر لبريدها الالكتروني الخاص في مراسلات حكومية أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية وأنشطة مؤسسة أسرتها الخيرية.

وبدا أن هذا كلفها التأييد بين النساء وشباب الناخبين والأقليات وكلها جماعات تمثل أهمية حاسمة لفوز الديمقراطيين. وفازت كلينتون بالفعل بتأييد هذه الجماعات.

واشنطن، عواصم – رويترز