IMLebanon

النواب يبتعدون عن مناقشة الموازنة ويكتفون باثارة قضايا عامة

اليوم الاول من جلسات الموازنة، في المجلس النيابي، تحول الى ما يشبه المهرجان الانتخابي تبارى فيه النواب بعرض اوضاع مناطقهم وحاجاتها، دون ان ينسوا التطرق الى الهدر والفساد وضرورة ضبط الانفاق.
وقد تحدث في الجلسة الصباحية تسعة نواب اضافة الى رئيس لجنة المال والموازنة الذي تلا تقرير اللجنة، وتحدث في الجلسة المسائية تسعة نواب ايضا. والمداخلات كادت تتجاهل موضوع تأمين التوازن بين الواردات والنفقات، وقارب بعضها القضايا السياسية والملفات الساخنة، رغم ان القاعة كانت في اوقات متفاوتة شبه فارغة.
وفي مضمون الكلمات اختلط الحابل بالنابل، ولم يبحث النواب الا قليلا بالموازنة وارقامها والعجز والاموال المهدورة، بل استغلوا البث التلفزيوني ليطالبوا بحقوق مناطقهم وطوائفهم ومذاهبهم، لا سيما ان السنة المقبلة مبدئيا هي سنة انتخابات.
وقد كانت الجلسة الصباحية منبرا لتسجيل المواقف او الردود على مواقف. وقد حرص النائب انطوان زهرا على تأكيد اهمية مصالحة الجبل، معتبرا انها انجاز بحجم التاريخ صنعها كبار وعلى رأسهم البطريرك صفير، وممنوع المس بها.
اما النائب احمد فتفت فلفت في مداخلته الى محاولات البعض نبش القبور متحدثا عن سلاح حزب الله الذي لا يمكن ان يؤمن الثقة بين اللبنانيين، مشيرا الى ان في البلد لبنانيين بسمنة ولبنانيين بزيت.
اما مفاجأة الجلسة المسائية، فكانت في كلمة النائب جورج عدوان الذي فجر قنابل سياسية ومالية وصوب بشكل اساس على مصرف لبنان مستدعيا من الرئيس نبيه بري طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في النقاط التي اثيرت.
رد سلامة
وقد رد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان، على كلام النائب جورج عدوان لجهة أن مصرف لبنان يجب أن يدفع للخزينة ما يقارب المليار دولار نتيجة الفوائد على سندات الخزينة، وقال: لم تمض سنة من السنوات ال20، التي تحدث عنها النائب عدوان ولم يقدم المصرف المركزي على قطع الحساب السنوي والتقدم به إلى وزارة المال ودفع ما يتوجب عليه أن يدفعه ضمن القانون.
وأشار إلى أن حسابات مصرف لبنان خاضعة للتدقيق من قبل شركتين دوليتين خارجيتين لا علاقة لهما بمصرف لبنان، وقال: تحدث النائب عدوان عن مداخيل المصرف المركزي من سندات الخزينة التي في محفظته كأنها هي فقط البند الوحيد في المصرف وتشكل الدخل الكلي للمصرف، بينما مصرف لبنان من حيث القانون يقبل الودائع من المصارف ويدفع عليها فوائد. وعليه أيضا أن يقوم بعمليات مفتوحة مع الأسواق بناء للمادة 70 من قانون النقد والتسليف للحفاظ على الاستقرار النقدي. ولذا، هنالك نقص في تحليل النائب عدوان، وهو أن مصرف لبنان لديه مداخيل ومصاريف من الفوائد.
ولفت سلامة إلى أن البنك المركزي له مداخيل أخرى من توظيفاته، وعليه مصاريف أخرى لها علاقة بكلفة مهام البنك وغيره، مشيرا إلى أن مصرف لبنان خلال الفترة التي تحدث عنها النائب عدوان حول إلى الخزينة 4 مليار و500 مليون دولار، وزاد أمواله الخاصة من 60 مليون دولار إلى 3 مليار دولار.
السياسة الخارجية
وخارج اطار جلسات الموازنة، دعا وزير الداخلية نهاد المشنوق، في حديث الى قناة أو.تي.في، الى ضرورة التفاهم داخل الحكومة حول مفهوم موحد للسياسة الخارجية، واعتبر أن رئيس الجمهورية فوق السياسات وأب لكل السياسات، وأشار الى انه ليس من النوع الذي يقوم بمزايدات من أجل الصوت التفضيلي.
وحول الخلاف المستجد بين وزارتي الداخلية والخارجية ووصفه السياسة الخارجية المتبعة بالشاردة واذا كان هناك تنسيق مع الرئيس الحريري حول هذا الموضوع، لم اتشاور مع الرئيس الحريري في الموضوع ولم ادعي يوما اني تشاورت معه بهذا الخصوص. انا اقول رأيي في مشكلة سياسية أراها امامي، هذه المشكلة السياسية لا تعالج بالكلام الشخصي، ومن لا يرى ان هناك مشكلة، يعني انه لا يرى جيدا حتى لو كان من فريقي السياسي، هذا هو حجم الموضوع. والمسألة ليست شخصية، انا ارى ان هناك مشكلة سياسية وتحتاج الى مناقشة من قبل الجهات المعنية، ومن الضروري الجلوس على الطاولة للاتفاق على مفهوم موحد لهذه السياسة، لان السياسة الخارجية تعني كل الحكومة، ولا تعني جهة واحدة فقط ولا تعني وزيرا واحدا فقط.