إجتماع «الميكانيزم» المقبل في 7 ك2: تقطيع وقت «بارد» بانتظار لقاء ترامب – نتنياهو
رحلت سنة التحوُّلات على مستويات متعددة (2025) ملفاتها الى العام المقبل 2026، سواءٌ على مستوى وقف العمليات العدائية من قبل إسرائيل، والتي قُدِّر للميكانيزم أن تتولى معالجتها عبر اجتماعات الناقورة، أو على مستوى التشريعات أو خطط دعم الجيش اللبناني، وآخرها وأهمها ما كشفه الرئيس نواف سلام في مؤتمر صحفي، توسُّط خلاله وزير المال ياسين جابر والاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، عمَّا تضمنه مشروع قانون الفجوة المالية، وآلية تسديد ودائع اللبنانيين على مستويات مالية متعددة، بحدود 100 ألف دولار أميركي لكل وديعة، والذي وضع على جدول أعمال جلسة لمجلس الوزراء بعد غد الاثنين، قبل إحالته الى المجلس النيابي.
ولئن تحدد اجتماع اللجنة التقنية العسكرية للبنان (الميكانيزم) المقبل في 7 ك2 2026، ورقمه 16، فإن مصادر المعلومات شبه الرسمية التي إنجلت عن الإجتماع رقم 15 الذي عقد أمس في الناقورة، وانتقل على أثره السفير سيمون كرم، الذي ترأس الوفد النيابي الى بعبدا لوضع الرئيس جوزاف عون في أجواء ما حدث في الاجتماع.
إنجلى الاجتماع عن: 1 – ربط المسار الأمني بالمسار السياسي وصولاً الى ما دُعي بالمسار الاقتصادي، حيث جرى الربط من زاوية أن التقدم السياسي والاقتصادي المستدام ضروري لتعزيز المكاسب الأمنية وترسيخ سلام دائم وفقاً لبيان السفارة الاميركية.
وحسب ما دار في بعبدا فإن اجتماع الميكانيزم تطرَّق الى ما أنجزه الجيش اللبناني، واعتبر الرئيس عون أن «أولوية عودة سكان القرى الحدودية الى قراهم ومنازلهم وأرضهم كمدخل للبحث بكل التفاصيل الاخرى وفقاً لرئيس الجمهورية».
إلا أن وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو كشف أنه من الضروري نزع سلاح حزب لله.
ونقلت هيئة البث الاسرائيلي عن مسؤول اسرائيلي أن الاوضاع في لبنان وسوريا وغزة، مجمدة حالياً بانتظار اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وأمس توزَّع المشهد بين لقاءات رئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي واجتماع لجنة الميكانيزم، حيث تركز الحدث عن كيفية تحقيق استقرار مستدام في لبنان ووقف الاعتداءات الاسرائيلية واستكمال عملية جمع السلاح، وأضاف كيان الاحتلال الاسرائيلي على ذلك – وبتشجيع اميركي عبَّر عنه بيان السفارة الاميركية عن الاجتماع – موضوع «معالجة الأولويات الاقتصادية»، وهو موضوع طوّقه الرئيس جوزاف عون بالتأكيد ان «أولوية المطلب اللبناني هي عودة سكان القرى الجنوبية الى قراهم ومنازلهم وارضهم كمدخل للبحث بكل التفاصيل الأخرى».فيما افادت المعلومات ان ممثل لبنان السفير سيمون كرم اعد تقريرا مفصلا عن الخروقات الاسرائيلية وعرضه على اللجنة لتوثيقها.
وفي جديد العمل الحكومي الذي يهم الوضع الاقتصادي وحقوق المودعين، جلسة لمجلس الوزراء يوم الاثنين المقبل في القصر الجمهوري، تبحث في مشروع قانون الانتظام المالي واسترداد الودائع، وتعيين رئيس مجلس ادارة المدير العام المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات واعضاء المؤسسة، ومشروع اتفاقية مع السعودية حول تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة. على أن يُستكمل البحث عند الاقتضاء في جلسة اخرى في السرايا الحكومية يوم الثلاثاء.
وأرفقت الدعوة بتوزيع نص مشروع الانتظام المالي ويقع في 14 صفحة.منها قسم حول آلية تسديد الودائع خلال اربع سنوات. الصغيرة(اقل من 100 الف دولار). والمتوسطة(بين 100 الف ومليون دولار).. والكبيرة (من مليون الى 5 ملايين دولار).والكبيرة جداً(التي تفوق 5 ملايين دولار). .ويتم تمويل التسديد النقدي للودائع بالمشاركة بين مصرف لبنان والمصارف الخاصة وفقا لمعايير وقواعد يحددها مصرف لبنان، مع الاخذ بالاعتبار اوضاع السيولة في المصارف، على ان لا تتعدى حصة مصرف لبنان 60 بالمئة من الدفعات النقدية من المبالغ المتوجبة للمودعين.
ومساء أمس عقد الرئيس سلام مؤتمرا صحافيا شرح فيه اهمية المشروع ومن يشمل وكيف سيتم اعادة الودائع، بحضور وزيري المال والاقتصاد وحاكم مصرف لبنان. ومما قاله سلام: نعرف أنّ الثقة بالنظام المصرفي قد تضعضعت.لكن لا اقتصاد ينمو بلا قطاع مصرفي سليم.فهذا القانون يهدف ايضاً إلى تعافي القطاع المصرفي من خلال تقييم أصول المصارف وإعادة رسملتها لتستعيد دورها الطبيعي في تمويل الاقتصاد وتحفيذ النمو وتسهيل الاستثمار والحد من تفشي الاقتصاد النقدي والموازي.
اضاف: وللمرة الأولى، يُدخل القانون مبدأ المساءلة عن الأرباح غير العادية في صلب الحل، عبر آليات استردادٍ على شكل غرامات موجّهة، تطال الفئات التي استفادت من الأزمة على حساب المودعين العاديين.نحن نعرف — وأنتم تعرفون — أنّ هناك من استفاد على حساب الناس:من حوّل الأموال قبل وبعد الانهيار المالي باستغلال موقعه ونفوذه، من استفاد من الهندسات المالية، ومن التحويلات من الليرة اللبنانية الى الدولار بسعر متدنٍ عن سعر السوق، … كل هؤلاء سيساءلون،ويغرّمون وفق القانون.
واوضح سلام: قد لا يكون مشروع القانون هذا مثالياً، وقد لا يحقق تطلعات الجميع،لكنّه خطوة واقعية ومنصفة على طريق استعادة الحقوق، ووقف الانهيار، وإعادة العافية الى القطاع المصرفي وتحفيذ النموّ.وسوف يساعد إقرار هذا المشروع على استعادة الثقة بلبنان عند اشقائه واصدقائه لأنه يتوافق مع المعايير الأساسية لصندوق النقد الدولي. ومن جهتها، فان الدولة ملتزمة بموجب هذا المشروع بدورها كاملاً في رسملة مصرف لبنان، سنداً للمادة 113 من قانون النقد والتسليف.
وقال: إن حكومتنا تعهدت بإنصاف المودعين، ونحن نجدد هذا الالتزام، وأنجزنا اليوم مسودة قانون نأمل إقرارها من دون تأخير».
واكد ان «هذا القانون يُدخل مبدأ المساءلة عن الأرباح غير العادية بصلب الحل عبر آليات استرداد على شكل غرامات.
لقاء الرئيس عون
ان هدف الزيارة هو نقل رسالة دعم مصر الكامل وبكل ما تملك من قوة للبنان رئاسة وحكومة وشعباً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، ولكل الخطوات التي يقوم بها الرئيس عون والحكومة اللبنانية لتحقيق الاستقرار فيه، وفرض الجيش والمؤسسات اللبنانية السيطرة على كامل الأراضي اللبنانية وبسط السيادة عليها.
أضاف:اننا موجودون اليوم من اجل تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية –المصرية التي انعقدت الشهر الماضي في القاهرة لأول مرة منذ ست سنوات، وللمناقشة تاليا مع الحكومة اللبنانية أوجه التعاون في كل المجالات المهمة، وعلى رأسها مواضيع الطاقة والكهرباء والغاز ومجالات الصناعة والنقل، وللاعراب عن استعداد مصر، كحكومة او كقطاع خاص، لتقديم الدعم للبنان في كل المشاريع التي نتمنى ان تحقق كل التقدم للشعب اللبناني، ومنها إعادة الاعمار في الجنوب اللبناني الذي تأثر بالعدوان الإسرائيلي الغاشم.
واوضح مدبولي «ان مصر تدين بشكل كامل كل الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الجنوب اللبناني، وتؤكد دعمها الكامل لتحقيق استقرار لبنان وبسط سيادته على كامل أراضيه من دون انتقاء وتفعيل القرار الاممي 1701».
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، واكد «ان تفعيل عمل اللجنة العليا بين البلدين امر ضروري لمصلحتهما».
وتوجه مدبولي والوفد من بعدها إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. بحضور سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى ، وزير الصناعة جو عيسى الخوري، سفير لبنان لدى مصر علي الحلبي،والمستشار الاعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان. وتناول اللقاء عرض لتطورات الاوضاع العامة في لبنان المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية مصر العربية.
وكان مدبولي قد أكد في مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام «دعم جهود الحكومة اللبنانية لبسط سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني، واثنى على جهود الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام لترسيخ الاستقرار»، لافتاً إلى أن «مصر تنظر إلى لبنان باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار في المشرق العربي ونعمل ليكون بمنأى عن أي تصعيد».ورأى مدبولي أن «الدولة القوية هي الضمانة والشرعية»، مؤكداً «موقف مصر الثابت والداعم للبنان ونجدد رفضنا للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة واحتلال نقاط في الجنوب».
وعُقدت محادثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والمصري برئاسة رئيسي الحكومتين، تناولت التعاون المشترك في مجالات الطاقة والكهرباء والمياه والغاز ومجالات الصناعة والاتصالات والطرق والنقل، واعرب مدبولي عن استعداد مصر، كحكومة او كقطاع خاص، لتقديم الدعم للبنان في كل المشاريع التي نتمنى ان تحقق كل التقدم للشعب اللبناني، ومنها إعادة الاعمار في الجنوب اللبناني.
بري: الجلسة كانت ضرورة
وجعجع : تواطؤ الرؤساء
سياسياً، لم تنتهِ تداعيات الجلسة التشريعية الاخيرة فصولاً، ففيما قال الرئيس بري، كما نقل عنه، أن انعقاد الجلسة النيابية سمح لقوانين مهمة جداً أن تبصر النور، معتبراً أن الجلسة كانت أكثر من ضرورية، اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الرؤساء الثلاثة بالتواطؤ، معتبراً أن لا مشكلة شخصية مع رئيس المجلس، بل في طريقة ادارة المجلس النيابي.
وكرَّر قوله: المادة 5 من النظام الداخلي للمجلس النيابي تقرُّ بأن على رئيس مجلس النواب أن يرعى مصالح المجلس النيابي، فيا دولة الرئيس بري عليك أن ترعى مصالح المجلس النيابي لا مصالحك الشخصية.
وتوجه جعجع للرئيس جوزاف عون بالقول: اتوجه اليك بكتاب مفتوح . لم يبقَ باباً للخلاص سوى بتوجيه رسالة إلى المجلس النيابي تطلبون من خلالها دعوة المجلس إلى الإنعقاد خلال 3 أيام لمناقشة الرسالة ومشروع القانون المعجل المكرر فالإنتخابات النيابية بخطر وأنتم الملاذ الأخير.
الميكانيزم والقنبلة
الى ذلك، وحول اجتماع الميكانيزم افادت السفارة الاميركية ان أعضاء اللجنة التقنية العسكرية للبنان (الميكانيزم) عقدوا اجتماعهم الخامس عشر في الناقورة في التاسع عشر من كانون الأول لمواصلة الجهود المنسّقة دعماً للاستقرار والتوصّل إلى وقف دائم للأعمال العدائية. وقدّم المشاركون العسكريون آخر المستجدات العملياتية، وركّزوا على تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين من خلال إيجاد سبل لزيادة التنسيق. وأجمع المشاركون على أن تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الضامن للأمن في قطاع جنوب الليطاني، أمر أساسي للنجاح.
اضافت: وفي موازاة ذلك، ركّز المشاركون المدنيون على تهيئة الظروف للعودة الآمنة للسكان إلى منازلهم، ودفع جهود إعادة الإعمار، ومعالجة الأولويات الاقتصادية. وأكّدوا أن التقدّم السياسي والاقتصادي المستدام ضروري لتعزيز المكاسب الأمنية وترسيخ سلام دائم.
وتابعت: كما أكد المشاركون مجددًا أن التقدّم في المسارين الأمني والسياسي يظل متكاملًا ويُعد أمراً ضروريًا لضمان الاستقرار والازدهار على المدى الطويل للطرفين، وهم يتطلَعون إلى الجولة القادمة من الاجتماعات الدورية المقررة في العام 2026».
وحضر الاجتماع ممثل لبنان السفير اللبناني سيمون كرم، وعدد من الضباط، والموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس ، وممثل فرنسا، وممثل كيان الاحتلال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوسي دريزنين، وضباط من اليونيفيل.
وألقت محلّقة إسرائيلية قنبلة صوتية قرب صيادي الأسماك ببلدة الناقورة قبيل اجتماع لجنة «الميكانيزم».
وبعد الاجتماع توجه السفير كرم فورا الى القصر الجمهوري واطلع الرئيس جوزيف عون على نتائج الاجتماع وأجواء النقاش، خصوصاً لجهة تأكيد رئيس الجمهورية على أولوية المطلب اللبناني بعودة سكان القرى الجنوبية الى قراهم ومنازلهم وارضهم كمدخل للبحث بكل التفاصيل الأخرى. كما تم خلال الاجتماع في الناقورة، عرض مفصل لما انجزه الجيش اللبناني بشكل موثق.
وأعلم السفير كرم الرئيس عون ان الاجتماع المقبل للجنة حُدِّد في 7 كانون الثاني المقبل.
وأوضحت مصادر الإدارة الأميركية لقناة «أم تي في» أن «السفير ميشال عيسى هو المسؤول المباشر عن ملف لبنان، وأي مواقف أو تصريحات تصدر خارج هذا الإطار لا تعبّر عن موقف الإدارة الأميركية».
والى ذلك، رحَّب الرئيس عون «بالاتفاق الأميركي الفرنسي السعودي الذي اعلن عنه في باريس امس، بعقد مؤتمر دولي خاص لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، معبرا عن عميق تقديره لهذه المبادرة التي تأتي في وقت يحتاج فيه لبنان إلى مساندة المجتمع الدولي لتعزيز مؤسساته الأمنية والدفاعية» .
وفي القدس المحتلة ، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، «أن اجتماع لجنة الميكانيزم في الناقورة هدفه استمرار الحوار الأمني لضمان نزع سلاح حزب لله».
اضاف: ناقش الاجتماع تعزيز المشاريع الاقتصادية لإظهار المصلحة المشتركة في إزالة تهديد حزب لله، وبحث ضمان أمن مستدام لسكان جانبي الحدود مع لبنان».
وذكر «أن الاجتماع تم برعاية الولايات المتحدة للتفاوض بين إسرائيل ولبنان في الناقورة مشيراً الى أن نائب رئيس مجلس الأمن القومي مثَّل الاحتلال في اجتماع الناقورة».
لكن قيادة اليونيفيل اعلنت : ان لا مؤشرات على إعادة تسليح حزب لله في جنوب لبنان .