IMLebanon

سفراء الدول الخمس: ليتقدم لبنان باقتراحات بنّاءة

سفراء الدول الخمس: ليتقدم لبنان باقتراحات بنّاءة

مؤتمرا نيويورك للنازحين: لإعادة توزيعهم على دول أخرى

يستعد رئيس الحكومة تمام سلام للمشاركة في أعمال مؤتمري نيويورك حول النازحين وحركة الهجرة واللاجئين في العالم، في 19 و20 الشهر الحالي، على هامش أعمال الجمعية العامة الحادية والسبعين للامم المتحدة.

واجتمع سلام امس، مع سفراء الدول الخمس الكبرى أميركا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمنسقة الخاصة للامم المتحدة سيغريد كاغ، كما التقى سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، وبحث معهم في المواضيع التي ستبحث، لا سيما ما خصّ لبنان، فيما أعلنت ممثلة مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت ميراي جيرار، أن المؤتمرَين سيركزان على إعادة توزيع النازحين في دول الجوار لسوريا على دول اخرى لتخفيف العبء على الدول المضيفة حاليا.

وأصدر السفراء بعد اللقاء بيانا قالوا فيه انهم يتطلعون إلى اجتماع القمة المرتقب حول الهجرة واللاجئين خلال الجمعية العامة. واعترافاً منهم بالدور الفريد للبنان في استضافة اللاجئين، شجعوا الحكومة اللبنانية على «إظهار القيادة العالمية، والتقدم باقتراحات بناءة في هذا المجال».

وفي الشق السياسي الداخلي، «أكدوا دعمهم القوي لاستمرار الاستقرار والامن في لبنان. وأشادوا بجهود رئيس مجلس الوزراء ليحكم في ظروفٍ تزداد صعوبةً. ودعوا كل الأطراف اللبنانية الى العمل بمسؤولية خدمةً للمصلحة الوطنية لتمكين المؤسسات الحكومية من العمل بفعالية ولضمان أن يتم اتخاذ القرارات الرئيسية في وقت تواجه لبنان تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية وإنسانية متنامية».

وعبَر السفراء «عن قلقهم العميق حول الشغور في رئاسة الجمهورية، والذي ما زال يعيق مجلس الوزراء ويجعل مجلس النواب عاجزاً عن إقرار تشريعات حاسمة. ودعوا القيادات اللبنانية إلى وضع خلافاتهم جانباً لمصلحة لبنان وشعبه والعمل بروح قيادية ومرونة لعقد جلسة لمجلس النوّاب عاجلا والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية».

وكرروا «الدعوات التي سبق أن وجهها مجلس الأمن إلى جميع الأطراف اللبنانية، بأن تجدد الالتزام بسياسة النأي بالنفس اتساقاً مع التزامها الوارد في الإعلان الوزاري للحكومة الحالية وفي إعلان بعبدا المؤرخ 12 حزيران 2012».

وبحث السفراء والمنسقة الخاصة مع سلام «موضوع الانتخابات التشريعية المقبلة. وتطلعوا إلى إجراء انتخابات 2017 ضمن الجدول الزمني المحدد».

وكانت جيرار قد عقدت مع المدير الاقليمي للبنك الدولي في بيروت فريد بلحاج لقاءً مع عدد من الإعلاميين بينهم مندوب «السفير» الى نيويورك، للحديث عن أهداف مؤتمري نيويورك والنتائج المتوقعة منهما.

وقالت ان الأمم المتحدة تنظم المؤتمر الاول للبحث في أزمة النازحين واللاجئين، بينما دعا الى المؤتمر الثاني الرئيس الاميركي باراك أوباما بمشاركة سبع دول فقط بينها كندا، ودعت لبنان الى الاستفادة من هذه الفرصة عبر المشاركة الفعالة في المؤتمرين.

وأكدت أن لا خوف من فكرة توطين النازحين في لبنان، موضحة أنه يجري فهم عبارة توطين بصورة خاطئة، فالمقصود إعادة استيعابهم في دول اخرى وهذه هي الفكرة المحورية للمؤتمر الدولي المقبل. وقالت إنه سيكون هناك تركيز في المؤتمر على أوضاع الدول المضيفة وحجم تأثرها بأزمة النزوح، وعلى ضرورة استقبال دول اخرى للنازحين منها اميركا وكندا واستراليا عدا اوروبا.

وأوضحت ان المتوقع من المؤتمرين هو دعم الدول المضيفة وتقديم مساعدات مالية لها، ليس من الدول المانحة فقط بل من مؤسسات وهيئات خاصة أهلية ايضا.

وقالت إن الحل الأمثل لأزمة النزوح هو الحل السياسي للأزمة السورية، وان مؤتمري نيويورك سيكونان لوضع اقتراحات عملية تتعلق بتسهيل منح التأشيرات والانتقال والاستيعاب وتوفير فرص العمل والتعليم، وسيكون «مؤتمر أوباما» للحصول على تعهدات واضحة للعدد الممكن أن تستقبله كل دولة من الدول المشاركة، عدا تنظيم وصول المساعدات للنازحين حيث هم وتسهيل انتقالهم الى دول اخرى.

وأضافت ان اوروبا تعهدت بزيادة عدد النازحين وطلبت من المفوضية تحضير ملفات مختلفة ومتعددة لكل ما يتعلق بعملية استيعابهم ودعمهم، ومن ضمن المقترحات ان تتكفل عائلات أوروبية باستقبال عائلات من النازحين.

وشددت على ان المسألة لا تتعلق فقط بالسلطات السورية بل ايضا بكثير من الأطراف التي تشارك في الحرب، والضمانات التي يجب توافرها من هذه الاطراف، «وقد كانت لنا تجارب مريرة في البوسنة ورواندا حيث عاد النازحون الى مناطق آمنة لكن الحرب سرعان ما اندلعت فيها وسقط الكثير من القتلى الأبرياء. وفي سوريا مثلا من يضمن التزام داعش وجبهة النصرة بوقف القتال نهائيا؟».

وفي الشق الاقتصادي، أوضح بلحاج ان كلفة الحرب السورية على لبنان بلغت حتى العام 2013 سبعة مليارات و600 مليون دولار، وبلغت في العام 2015 خمسة مليارات ونصف المليار دولار.

وكشف أن عدد العائلات الفقيرة في لبنان والتي وصلت الى ما دون خط الفقر زاد 170 الف عائلة بين عامي 2011 و2013، واكد أن التمييز بين نتائج الحرب السورية ونتائج أزمة النازحين يقلّص التجاذبات بين الطرفين اللبناني والسوري.

وكان سلام قد التقى جيرار بعد ظهر امس.