IMLebanon

عدوان أميركي بطائرات اسرائيلية

 

صحيح أن سرب الطيران الحربي الذي أغار على مناطق في الداخل السوري كان يحمل نجمة داود للدلالة على تبعيته للكيان الاسرائيلي. وصحيح أن الصواريخ التي أطلقت على هذا السرب كانت سورية وبقرار سيادي سوري، مما أسقط طائرة إف ١٦ وأصاب غيرها بصورة غير محدّدة… ولكن الصحيح أولا وأخيرا، ان هذا العدوان هو أميركي في الأساس، ونفّذ بطائرات أميركية الصنع، وبأدوات اسرائيلية، وبقرار استراتيجي أميركي، أعطى الضوء الأخضر المفتوح لاسرائيل لشنّ عدوانها في كل الاتجاهات، وترك لها حرية قرار التنفيذ في الوقت الذي تراه مناسبا!

 

***

من قواعد الشجاعة الاسرائيلية في الحروب والقتال، انها تطلب من حلفائها العمالقة في العالم، تكبيل عدوّها بيديه ورجليه، وربطه الى عمود بالجنازير، وكمّ فمه حتى لا يخيفها صراخه، وبعد ذلك فقط تهجم وتنهال عليه بالقصف والطعن، وتعود بعد ذلك آمنة ومطمئنة الى قواعدها. وهذا ما فعلته اسرائيل مع سوريا. وتولّت أميركا طوال سنوات انهاك سوريا باطلاق قطعان التكفيريين المسعورين في أرضها بعد أن رعتهم وسمّنتهم، من داعشيين واضرابهم. ثم حصلت اسرائيل على تعهّد روسي بعدم التعرض لطائراتها عند قيامها بقصف أهداف في سوريا، وبعدها انطلقت طائراتها تعربد في السماء السورية طوال سنوات وهي آمنة ومطمئنة! ولذلك كانت المفاجأة صاعقة للاسرائيليين عندما انطلقت الصواريخ السورية لاسقاط طائراتها المعتدية… واسرائيل تتساءل اليوم بانشداه: ماذا حدث؟!

***

أميركا لا تريد للحرب السورية أن تنتهي إلاّ بتقسيم سوريا وتفتيتها، والقضاء على خطرها على اسرائيل الى الأبد. ولذلك تقوم أميركا اليوم باحتلال عسكري مكشوف لنحو ربع مساحة الأرض السورية، تحت ستار حماية الاقليم الكردي الذي تريد له أن يكون المسمار الأول في نعش وحدة الأرض والشعب في سوريا! ومهما تمادت أميركا في ظلمها للشعوب العربية وتسليط كلبها المسعور عليهم، فانها لن تستطيع منع الصرخة من الانطلاق ضدّ الظالم… وأقوى مفاعيل الصرخة عندما تنطلق من الشعوب العربية مجتمعة!