IMLebanon

استراتيجية أميركية قاصرة ولبنان في التحالف وخارجه

ليس في مواجهة لبنان للارهاب التكفيري ما هو خارج النقاش العلني. وليس في النقاش ما يوحي أن هناك مجالاً للمفاجآت. لا على مستوى التوقعات. ولا على مستوى الوقائع. فكل شيء يبدو واضحاً كأن أمامنا كرة بلورية: خطط داعش والنصرة عشية اقتراب الجنرال ثلج من الجرود. المحاور المرشحة لأن تكون ممر الارهابيين الى الداخل. واستعداد لبنان لكل الاحتمالات. أما الأمر الغامض، فإنه مدى قدرة لبنان على الإفادة من التحالف الاقليمي والدولي للحرب على الارهاب ورغبة التحالف الذي تقوده أميركا في مساعدتنا.

ذلك أن ظروف لبنان في مواجهة الارهاب أفضل من ظروف العراق وسوريا. اذ هو يملك القوة الأرضية التي يطلب التحالف أن تكون جاهزة لإكمال ما تفعله الغارات الجوية. وما ينقصه هو أسلحة متطورة للجيش، من دون حاجة الى اعادة تأهيل أو تدريب عناصر لسنوات. لكن لبنان يبدو كمن ينطبق عليه المثل القائل: لا تستطيع أن تأكل الكعكة وتحتفظ بها في الوقت نفسه. فهو في التحالف، وليس فيه، يحضر كل اجتماعات التحالف، ويوحي انه خارجه لأن الشروط التي قدّمها لم يؤخذ بها. والصورة الرمزية هي أن لبنان الايراني خارج التحالف، ولبنان السعودي والأميركي والفرنسي داخل التحالف.

ولبنان ليس الوحيد الذي لديه حسابات خاصة في دفتر التحالف الذي يبدو كأنه تحالف على طريقة آلا كارت. وما كشفه اجتماع قاعدة اندروز لرؤساء الأركان الذي حضر قسماً منه الرئيس باراك اوباما هو ان استراتيجية الحرب لم تكتمل بعد، وخارطة الطريق كثيرة المحطات. فالرئيس الأميركي كرر الكلام على أن الحملة ستكون طويلة ولن تكون فيها حلول سريعة. ومع اعترافه بأن خطر داعش، يتجاوز العراق وسوريا الى الشرق الأوسط، ويتخطى المنطقة الى أوروبا وأميركا وحتى اوستراليا، فإنه اكتفى باستراتيجية وصفها الخبير الاستراتيجي البروفسور في هارفارد غراهام أليسون بأنها محدودة، صبورة، محلية، ومرنة.

أكثر من ذلك، فإن ما يقدّمه اوباما هو مجرد غارات جوية في حرب لا يمكن ان تكون عسكرية فقط. وما يراه في المنطقة هو مواجهة ايديولوجيا متطرفة لها جذور في المنطقة، وانقسامات مذهبية وسياسية، وحرمان اقتصادي وانعدام للفرص امام الشباب. فمن سيواجه كل هذه المخاطر: أهل التحالف الذين بعضهم جزء من المشكلة، أم الشباب الذي وقعت ثوراته تحت ثقل الثورات المضادة؟.

الجواب ليس بسيطاً. فلا حلول سريعة ولا بسيطة. ومنذ قال الجنرال ديغول جئت الى الشرق المعقّد بأفكار بسيطة، والمنطقة في مسار انحداري والى الوراء.