IMLebanon

امين الجميل انتقد عون وجعجع ورسائل «ود» لنصرالله

استخف الرئيس امين الجميل، «بمنطق الاحجام» الذي يتحدث ويتباهى به البعض في الساحة المسيحية والمارونية بالتحديد، غامزاً من قناة العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع دون ان يسميهما، معتبراً هذا المنطق «تدمير للبلد» حيث «المال» يلعب دوراً كبيراً في «تحديد الاحجام» ومن «عنده المال» يتحكم بمقدرات البلد، مذكراً بمرحلة «السبعينات» وقوة الكتائب وعدد منتسبيها الذي فاق الـ 70 الفا و«بقيت على رجليها» ولم «يعطنا هذا الامر الشعور اننا لوحدنا» والرئيس الراحل بيار الجميل هو من طرح ان يكون الرئيس الراحل كميل شمعون رئيساً للجبهة اللبنانية «المطلوب الهدوء».

كلام الرئيس الجميل، جاء رداً على سؤال عن موقفه من «التعاون» بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في لقاء مع «رابطة خريجي كلية الاعلام» في «بيت المستقبل» في بكفيا الذي كان مقراً رئاسياً ابان تولي الرئيس الجميّل رئاسة الجمهورية والذي يتحضر لها حاليا الشيخ امين ويخوض غمارها لعل التاريخ يعيد نفسه، ولما لا في بلد العجائب كلبنان، لكن اللافت كان ارتداء الرئيس الجميّل «قميصاً» قريب جداً «للزي الايراني».

وعن كلام الرئيس تمام سلام ودعوته الى انتخاب رئيس توافقي خارج الاقطاب الموارنة الاربعة حيّد الرئيس الجميل نفسه، واعتبر انه غير معني بالتصريح متحدثاً عن «ترشيحي» العماد عون والدكتور جعجع دون «ان يسميهما ايضا» واصفا اياهما بأنهما ترشيحان «تكتيكيان» وقد اخداً ابعادًا ومنحى انانيا وليس وطنيا، والمرحلة تقتضي وصول رئيس يملك المصداقية عند الناس مستطرداً وهناك مرشحون كثر، والساحة المسيحية مليئة ولم «تفض» الساحة المسيحية من الشخصيات المؤهلة، لكن المطلوب رئيس يوحي بالثقة والاطمئنان». وهنا قاطعه احد الزملاء بالقول «اذاً الاستفتاء يحدد من هو الرئيس القوي والذي يحظى بالثقة» فرد الرئيس الجميّل «اجراء الاستفتاء في بلد مركب كلبنان امر صعب، والاستقتاء يجب ان يكون استفتاء وطنيا يحترم «الفسيفساء» اللبنانية، ويشمل كل اللبنانيين لان الرئيس لكل اللبنانيين وليس لطائفة معينة، واعتقد انه اذا جرى الاستفتاء على الصعيد الوطني، من الممكن ان يأخذ السيد حسن نصرالله الاكثرية، واستطرد بالقول «هناك مشروع طرحته ويقضي باجراء انتخابات رئاسية من الشعب، والحصول على نسبة معينة في كل منطقة، وعندها يكون للرئيس قيمة وطنية شاملة.

واستطرد الرئيس الجميل بالقول «اذا نجح احد المرشحين المسيحيين بالاستفتاء، هل نستطيع الزام حزب الله أو غيره بانتخاب الدكتور جعجع مثلا، او تيار المستقبل ونواب 14 آذار بانتخاب العماد عون، وهذا امر مستحيل، ولذلك الاستفتاء امر صعب، كما ان الدستور اللبناني واضح جداً، ولا يمكن طرح التعديل في هذه الظروف، وعندها يمكن لكل فريق ان يكون له دستوره، وعلى قياسه «قياس اللحظة».

واضاف فلنطبق الدستور، وننزل الى المجلس النيابي وننتخب رئيسا للجمهورية، وبعدها لنفعل ما نشاء… المطلوب عدم اخذ البلد الى الخراب، لان الاصلاح عندها لا ينفع، ولذلك الاستفتاء لا قيمة له ولا استطيع الزام الاخرين بانتخابي اذا فزت بالاستفتاء، ولا يجب ان «نضيع وقتنا» بهكذا امور والتلهي بذلك.

وشدد الرئيس الجميل على بقاء الحكومة، لانها حكومة الضرورة، ويجب عدم قطع «شعرة معاوية» بين الاطراف، وما يجري في المنطقة يكفي لبنان، والمرحلة تقتضي الالتزام بالدستور، ولا احد كان يتوقع ان يستمر الفراغ الرئاسي، بهذا الشكل، وذكر الرئيس الجميل «بالمراسيم الجوالة» في عهده وهذه «بدعة» لكنها ادت الى استمرار عمل الحكومة وتسيير امور الناس، فالأهم الحفاظ على منطق الشراكة.

وكرر موقف حزب الكتائب المعارض لقضية فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، كون المجلس النيابي يتحول الى «هيئة انتخابية» قبل انتخاب الرئىس في عشرة ايام والبلاد الآن بدون رئيس للجمهورية ومهمة المجلس انتخاب رئيس للجمهورية قبل اي شيء آخر، سائلاً: «هل قانون السير وتعديلاته يدخل في «تشريع الضرورة» وهذا لا يجوز، ولا يجب ان نتسلى بهذه الامور، ولنذهب لانتخاب الرئيس اولاً وقبل اي شيء وعندها يتم الفرج.

وعن موضوع المطامر كرر مقاربة حزب الكتائب واستغرب كيف ان الدولة تجبي من البلديات اموالاً لصالح شركة خاصة «سوكلين» وهذا امر غير موجود في العالم.

كما قدم الرئىس الجميل عرضاً سياسياً شاملاً عن تطورات المنطقة واصفاً اياها انها «اكبر من لبنان، وابعد منه، وموقفي كان معروفاً مع بدء الاحداث في سوريا، حيث تعرضت لانتقادات من الحلفاء الذين اعتبروا ان الفرصة «باتت مهيأة» للتخلص من النظام السوري فيما كان موقفي بضرورة قراءة التطورات بشكل موضوعي وهادىء وسيادة الفوضى للتخلص من الانظمة سيكون له تداعيات كبيرة، وصراعات مذهبية ستنعكس على لبنان، ولذلك المطلوب اولاً تحصين الساحة الداخلية وتحييد لبنان، واشاد بوعي الاطراف اللبنانية جميعاً وحرصها على الاستقرار الداخلي «دون استثناء» وهذا الوعي يترجم من خلال اللقاءات الحوارية المستمرة في عين التينة، بين المستقبل وحزب الله وبرعاية الرئيس بري، الضبط الأمني عند كل الافرقاء جيد، رغم التورط في سوريا، لكن هناك حرص على استقرار الساحة الداخلية وتحييدها من قبل كل الاطراف، ومنع الانزلاق الى الفتن المذهبية وهذا امر جيد، وظاهرة صحية، وتؤسس لحلول مستقبلية، مشيراً الى استمرار الحوار والتواصل مع حزب الله، مذكراً بتاريخ عائلة آل الجميل والتواصل مع الجميع، نحن «كعائلة» لم نقطع مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1958، وكذلك مع الفلسطينيين، وبقيت علاقاتنا مع «ابوعمار» في احلك الظروف، وكذلك مع المرحوم صلاح خلف «ابو اياد» ووقتها عالجنا الكثير من الامور، فيما الجميع يعرف التواصل الذي كان قائماً بيني وبين الرئىس الراحل حافظ الاسد، وعندما زرت بعلبك منذ فترة وقعت «صورتي» الى جانب صورة السيد حسن نصرالله، وقال الرئيس الجميل: المفروض تحصين الساحة الداخلية، وهذا يتطلب انتظام عمل المؤسسات ومحملا العماد ميشال عون مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، ولكن هذا لا يحمل المسيحيين مسؤولية التعطيل «اذا كان شخص يعطل» فلا يجوز تحميل التعطيل للطائفة كلها، رغم ان الرئىس الجميل لا يحمّل العماد عون وحده مسؤولية التعطيل، ولا قدرة لاي شخص بمفرده ان يعطل البلد و«اليد الواحدة لا تصفق» مشيراً الى وجود مصالح استراتيجية خارجية تعطل وتتقاطع مع مصالح العماد عون في مكان ما، كما ان مصالح حزب الله «تلاقي» مصالح العماد عون بالتعطيل، لكن لا تستطيع تحميل طرف لوحده مسؤولية التعطيل. وهناك مصلحة استراتيجية عامة لا تشجع على الحل، والمصلحة الوطنية تقتضي على حزب الله ان يقول لهذا الشخص كفى «تعطيلا» ويكون ذلك لمصلحة البلد.

وختم بالقول «لا أحد اخذ رأي لبنان بالاتفاق النووي ولم يطلب احد رأينا والاتفاق لمصلحة تيار معين، ايران سترتاح استراتيجيا وماليا، وموقع ايران قوي، وهذا يتطلب من اللبنانيين الانفتاح والتواصل مع الجميع وتوظيفها لمصلحة لبنان، وان لا يكون لبنان ضحية هذا الاتفاق، جوهره ليس ضد احد وليس تحالفاً عسكرياً وربما يدفع باتجاه الاستقرار في المنطقة.