IMLebanon

أجواء تهدئة من اليمن الى لبنان … فهل يلتقط الحريري اللحظة؟

 

اجماع داخلي على تجاوز الافخاخ قد يتُرجم بولادة سريعة للحكومة

عون يتمسك بوحدة المعايير … ووعود حريرية لجنبلاط بـ «التربية» و«الشؤون الاجتماعية»

 

لايمكن القول «فول حتى يصير بالمكيول» و الاجواء يمكن وصفها «بالتشاؤلية»، رغم ان مصادر القصور الثلاثة توحي بولادة حكومية قد تكون الاسرع في تاريخ لبنان، يرافقها تسريبات بان الولادة ربما كانت نهاية الاسبوع او خلال 10 ايام مع انتهاج نفس المعايير التي اعتمدت في حكومة حسان دياب لجهة اختيار الوزراء مع تبدل طفيف في الشكل، حيث تقدم الكتل النيابية عدة شخصيات غير حزبية ومن الاختصاصيين لكل وزارة، وفي المقابل، يقدم الرئيس الحريري عدة اسماء ايضا ويتم الغربلة بين الحريري والقوى السياسية للوصول الى اسم توافقي مع الاستثناء بالنسبة لوزارة المالية المحسومة للشيعة وربما لاحد مستشاري ماكرون اللبنانيين، مع وعد الحريري باعطاء جنبلاط «التربية» و«الشؤون الاجتماعية»، اما الرئيس ميشال عون تمسك بوحدة المعايير خلال اجتماعه الاخير بالحريري، كما ان طرح الحريري المداورة بالوزارات السيادية والاساسية باستثناء وزارة المالية لمرة واحدة الى الشيعة بحاجة الى معالجة، لكنها لن تكون لغماً يفجر التأليف، فيما حزب الله متمسك بوزارة الصحة، كما يميل الحريري الى اسناد «الداخلية» لارثوذكسي و«الدفاع» لماروني و«الخارجية» لسني.

 

وتدعو مصادر مطلعة الحريري الى الاستفادة من اجواء التهدئة في المنطقة ، من اليمن الى بيروت مع تبادل الاسرى في صنعاء والهدوء على الجبهتين العراقية والسورية والمسار الجديد في لبنان مع بدء مفاوضات الترسيم، والنظر الى ما تقوم به الامارات من وساطات مع الادارة الاميركية لتحريك مسارات التفاوص دفعة واحدة، رغم انه من المبكر الحديث عن نتائج، لكن ذلك يؤشر الى اتصالات على البارد وليس على الساخن على هذه المسارات، يجب ان يستفيد منها الحريري .

 

كما تدعو المصادر الحريري ايضاً الى الاستفادة من اللاقرار الاميركي بسبب الانتخابات الاميركية حتى الربيع واستغلال ذلك لتنفيذ خطوات اصلاحية تكون جواز مرور لدعم اميركي مستقبلا، وفي نفس الوقت على الحريري الاستفادة من الدعم الفرنسي وابعاد لبنان قدر الامكان عن خلافات المحاور العربية، والفرصة سانحة كون معظم الدول العربية مشغولة بازماتها الداخلية، كما ان الهدوء على الجبهة السعودية -الايرانية حالياً فرصة ايجابية لصالح الحريري.

 

ويبقى الاساس حسب المصادر العليمة، ان الاجماع الاخير الذي ظهر داخلياً من كل القوى على اعطاء فرصة للحريري وحكومته امر ايجابي جداً، ولم يعط لاي حكومة اخرى، حتى الذين عارضوا الحريري ولم يسموه اكدوا انهم سيدعمون الحكومة ولن يعرقلوا خطواتها، وسيتعاملون معها على القطعة، فان نجحت في معالجة اي ملف سيدعمونها وسيحاسبونها في المجلس ان اخطأت، فموقف حزب الله ونظرته الى معالجة ازمة البلد الاقتصادية معروفة لجهة عدم المس بمكتسبات الناس الاجتماعية والتحذير من سياسة صندوق النقد الدولي ووصاياه المالية، والاخذ بسياساته لجهة رفع الدعم عن المواد الغذائية والطبية والمحروقات لانها ستؤدي الى ثورة شعبية، في حين قدم حزب الله عبر حمد حسن نموذجاً للوزير «الادمي» المطلع بدقة على مهامه ونجح في التـعامل مع اخطر ازمة صحية واجهها العالم وتعامل مع كل المناطق، فنال دعم كل القوى السياسية الداخلية والمنظمات الدولية، ولذلك قدم حزب الله نموذجاً للوزير الاختصاصي، ومن حق الحزب ان يطرح ممثله في الحـكومة المقبلة وزيراً للصحة، كما ان معارضة القوات اللبنانية ايجابية ومبدئية واساسية لجهة محاربة الفـساد والاسراع بمعالجة ملفات الكهرباء وغيرهـا بمقاربة مختلفة، وهذا هو دور الكتل النيابية، كما ان التيـار الوطني الحر اعلن انه سيسهل عمل الحكومة ومعارضته ليست للعرقلة، وهذا ما سيعطي دوراً للتصويب الايجابي ولذلك فان التشكيل لايواجه بعقبات اساسية.

 

ومن هنا، تؤكد المصادر ان الظروف الايجابية التي ترافق تشكيل حكومة الحريري على الصعد المحلية والاقليمية والدولية لم تتوافر لاي حكومة اخرى، بما فيها حكومات الحريري السابقة، فهل يلتقط رئيس المستقبل هذه اللحظة التاريخية لتشكيل حكومة تضع الاسس لمعالجة الازمات الحالية وتعيد للحريرية السياسية دورها ورونقها وصورة الشهيد رفيق الحريري وتعطي دفعاً للمستقبل السياسي للحريري ام تضيع هذه الفرصة الدولية والداخلية بالمماحكات والخلافات، وعندها سيكون الحريري المتضرر الاول وسيدفع لبنان الثمن، وهذا الامر تعرفه معظم القوى السياسية كون البلد يعيش اخطر ازمة في تاريخه جراء انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي سينعكس حتماً على الوضع الامني في ظل تربص الجماعات الارهابية النائمة حالياً لقلب المشهد اللبناني كلياً بدءاً من الشمال في ظل المحاولات التركية لتعميم نهج «الاخوان المسلمين» في كل المنطقة، مستفيدين من حالة الترهل العربي وقوة النفوذ التركي ، فهل يستغل الحريري الفرصة ويلتقط اللحظة الايجابية ؟