IMLebanon

زيارة علولا محرجة للحريري في ظل تعايشه مع «الممانعة»

 

تتجه البلاد حتى حينه نحو انتخابات نيابية مختلفة عن الدورات السابقة، بحيث  قد تتحالف قوى سياسية  في دائرة، وتتواجه في أخرى. فقط الثنائي الشيعي حافظ على وتيرة ثابتة لشعاراته باعتماده: «نحمي ونبني»، فيما القوى الأخرى من 8 و14 آذار بدت انتهازية وتهدف الى الحصول على  المقاعد، بعد أن كانت اعتمدت مواقف سياسية محرضة لجمهورها، واذ هي اليوم تسعى لاقتسام السـلطة والنفوذ من خلال لوائح هجينة التركيب.

فلم يعد زعيم السنة سعد الحريري حامي الارهابيين والسلفيين والوهابيين وبات رجلا وطنيا في مفهوم التيار الوطني الحر، ممــكن التفاهم معه على مصلحة عامة باحضار بواخر الكــهرباء  ومعالجــة النــفايات واقتسام مكاسب النفط. وكذلك لم يعد التيار الوطني الحر، الفريق الذي يدور في فلك حــزب الله وينــفذ مصالحه، بل أضحى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرجع الأعلى والمثال الصالح للحريري وحاشيته، بعد أن أصبح والوزير باسيل المنقذين اللذين أخرجاه من أزمته.

وكذلك غابت شعارات الحريري المطالبة بالمحكمة الدوليــة والعـدالة وقتال حزب الله في سوريا، فيما انتفى في منطق التــيار الوطني الحر، منطق سلب الحقوق المسيحية من جانب تيار المستقبل حامي الارهابيين.

فيما ركنا المقاومة المسيحية، حزبا القوات اللبنانية والكتائب اللذان قدما ألوف الشهداء، يقدمان شعار الشــفافية والبــيئة على حــساب المنــطق السيادي بعد أن تذوقا مداورة عن قريب او بعيد، طعم جنة السلطة.

أما الأكثر انسجاماً مع ذاته، فيبقى رئيــس اللــقاء الديموقراطي النــائب وليد جنبــلاط الذي يقــدم فــي كل محطة مصــالحة الجبل والتعايش المسيحي – الدرزي، وينسج على قياس هذه المعايير التحالفات الانتخابية.

ويقابل حزب الله في مواقفه السياسية عدة قوى اسوة بحزب الكتائب بموقفه السياسي  لا الانتخابي، حزب الأحرار والدكتــورين  فارس سعيد ورضوان السيد، وتيار المردة كحليف لحزب الله والرئيس بشار الأسد والذي تحالف معه احد أقطاب 14 آذار النائب بطرس حرب، ولذلك باتت الانتخابات بمعظمها دون مواجهات سياسية حتى داخل الصف الواحد في محوري 8 و14اذار.

ففي وقت يفرض واقع البقاع الشمالي تحالفا بين تيار المســتقبل والقوات اللبنانية، تشهد دائرة زحلة الانتخابية، لائحة تضم تيار المستقبل والتيار الوطني الحر ضد عدة لوائح، بينها لائحة القوات وربما الكتائب أيضاً.

كما تشهد دائرة الشمال المسيحية التي تضم أقضية، بشري زغرتا الكورة والبترون، دعم تيار المستقبل لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، ترجمة للتسوية الرئاسية ومنعًا للعودة الى الخطاب السياسي المعتمد قبلها، بحيث ان الحريري يقصد في دعمه لباسيل تحقيق هدف المحافظة على التعايش القائم بينه وبين العهد الحالي، لأن الدخول في مواجهة سيعيد شعارات انتخابية حادة قد تؤثر في العلاقة مع هذا الفريق السياسي وعلى رأسه العماد عون.

كما من شأن عدم فوز باسيل أن يرتب اقصاءً للحريري عن رأس الحكومة طوال العهد الحالي، الا اذا كانت الآبار النفطية قادرة على الجمع بينهما أكثر مما سترتبه التداعيات الانتخابية في حال لم يفز باسيل، رغم أن هذه النتيجة باتت مستبعدة.

فمن جانب الثنائي الشيعي قادر هذا الفريق أن يستند الى نتائج معاركه ضد الارهابيين تحت أعين الدولة اللبنانية، وهو اليوم وجد في الأزمة النفطية مع اسرائيل «شبعا» بحرية، تعطيه زخمًا ليس في حاجة اليه داخل بيئته، في ظل معلومات وزارية بأن هذا الملف الخلافي  مع اسرائيل سينتهي بتكليف لجنة دولية إيجاد مخرج لهذه القضية.

فيما بدا ان حصرا تيار المستقبل والقوات اللبنانية يعانيان من نتائج الأزمة السعودية تباعداً وفتورا بين الجانبين، فالحريري لم يشفَ  بعد على ما هو الكلام في محيطه مما قاله سمير جعجع ابان أزمة استقالته، فيما تجد معراب أن تداعيات كلامها لا يقاس بما رتبه حزب الله والتيار من أضرار مادية وسياسية، على رئيس المستقبل منذ 14 شباط 2005 مروراً باسقاط حكومته وما تبعها من محطات.

ويمكن ادخال زيارة الموفد السعودي نزار العلولا الى لبنان، كما تم ذكره سابقا  في خانة محاولة استيعاب الرياض للحريري مجددا من خلال دعوة لزيارتها لتؤسس لمرحلة جديدة وتقارب سياسي في الرؤية، من شأنه أن يضع رئيس الحكومة في موقف حرج، في ظل التسوية المباشرة مع التيار الوطني الحر وغير المباشرة مع حزب الله، تحت عنوان الاستقرار وحماية الاقتصاد.

فثمة معطيات عن وجود رغبة خليجية وتحديدا سعودية، بأن يعقد الحريري تحالفات مع حلفاء الأمس، لأن فوز التيار الوطني الحر اثر تحالف معه معناه تعزيز وتوسيع المحور النيابي للممانعة، الذي كان للحريري المساهمة به منذ قبوله قانون الانتخاب الحالي.