IMLebanon

حراك لبناني رسمي مُرتقب في المحافل الدوليّة لإبعاد خطر التوطين

 

شكّل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها الحدث الابرز الذي سيؤدي الى تداعيات خطرة على استقرار المنطقة، لما للقدس من رمزية دينية بالنسبة للشعوب العربية التي انتفضت رفضاً للقرار، اما على الصعيد العربي الرسمي فتكتفي اكثرية هذه الدول ببيانات الاستنكار والاجتماعات امام عدسات الكاميرا لإطلاق المواقف من دون أي تطبيق رسمي على ارض الواقع كما جرت العادة، إضافة الى  ان وسائل اعلام هذه الدول تعاملت مع قضية القدس بطريقة خجولة ما يطرح تساؤلات حول كل الذي قيل في هذا الاطار؟!

وعلى خط آخر سؤال يحمل مخاوف حول مصير مفاوضات السلام التي نُسفت من خلال القرار الاميركي، فقضت على كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. اما على الصعيد اللبناني فيتحمّل لبنان تداعيات هذه الخطوة عبر القضاء على حق العودة للشعب الفلسطيني، وعودة هاجس التوطين في بلد تخرق الخلافات السياسية هدوءه دائماً ولا يجمع سياسيوه على مواقف هامة تعنيه في معظم الاحيان، اي ان الشبح عاد ليطّل برأسه على الرغم من ان الأمم المتحدة كرّرت مرات عدة تأكيدها على حق العودة المنصوص عنه في القرار 194، غير أن القرار لا يزال حبراً على ورق، لانه غير قابل للتنفيذ على صعيد اسرائيل والمجتمع الدولي معاً بحسب ما ترى مصادر سياسية مراقبة، وتشير الى ان قنبلة ترامب بشأن القدس ستسقط  حق العودة نهائياً للاجئين الفلسطينيين، على ان تتجاهل بالكامل الحقوق الفلسطينية وكل القرارات الدولية التي دعت إلى عودتهم، وهذا يعني مزيداً من التواطؤ الدولي والالتفاف ومزيداً من دور المجتمع الدولي في تجاهل القرارات الدولية متى رأى أنها تتنافى مع مصالحه ومصالح حلفائه.

وتلفت هذه المصادر الى ان الاصداء والتفسيرات السياسية تؤكد وجود مخاوف كبيرة بالنسبة الى لبنان في المرحلة المقبلة، وهذه المخاوف تبرز من خلال قيام المجتمع الدولي بحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين على حساب لبنان، وهذا يعني بروز مشاكل سياسية وأمنية من جديد بين الفلسطينيين واللبنانيين أو خلق فتن وأزمات يدفع اللبنانيون ثمنها. معتبرة بأننا سنشهد في الأشهر المقبلة مزيداً من النقاش والسيناريوهات التي يرفضها لبنان وستكون مشكلة اللاجئين الفلسطينيين متربّعة على عرش المشكلات اللبنانية لانها من أصعب ما يواجههم، وبالتالي فإن نقطة الضعف هذه ستكون المحور الاساسي الذي يتطلب من الاقطاب السياسيين في لبنان إتخاذ قرار موّحد وعلني من الجميع، على غرار ما اعلن رئيس الجمهورية ميشال عون منذ سنوات وليس اليوم على رفض التوطين بكل أشكاله. لان كلمة «توطين» عادت لتدّب الرعب في نفوس اللبنانيين من جديد، بحيث لم يجد هذا  الملف طريقاً بعد الى حلول عملية تنظر جدياً بأوضاع هؤلاء، ليصبح تأثيره على لبنان بمثابة الكارثة التي ساهمت في تردي اوضاعه من كل النواحي. وتذكّر المصادر بأن اتفاق الطائف أدخل بند رفض التوطين في الدستور ليؤكد إلاجماع اللبناني عليه. أي ان المطلوب اليوم إعلان هذا الرفض علناً ومن كل الاطراف من دون أي إستثناء، مشددة على ضرورة ألا تلعب المذهبية دورها من قبل بعض اهل السّنة الذي جاهروا بالقوات العسكرية الفلسطينية منذ تواجدهم على ارضنا على انهم جيش السّنة في لبنان، والكل يعرف ماذا كانت النتيجة.

وابدت المصادر تخوفها من تعرّض المجتمع اللبناني المحكوم بالتوازنات الطائفية لخضّة سياسية هو في غنى عنها الان، مذكّرة بما جرى في عوكر يوم الاحد والاعتداءات التي طالت المنازل في المنطقة ما اعاد  الخوف الى النفوس.

في غضون ذلك تنقل مصادر سياسية رسمية تأكيدها بأن لبنان سيقوم قريباً بخطوات وجهود في المحافل الاقليمية والدولية وخصوصاً الاوروبية منها، لطرح ملف التوطين وخطورته بعد الموقف الاميركي وتداعياته السلبية، مذكّرة بما ردّده  وزير الخارجية جبران باسيل من محاذير التوطين في كل المؤتمرات المحلية والدولية، وطمأنت بأن لبنان اليوم غير لبنان الامس لان الديبلوماسية ستلعب دورها بقوة من هذه الناحية وسوف تواجه قرار الرئيس الاميركي الذي اقفل الطريق على حق العودة للفلسطينيين.