IMLebanon

…والآتي أعظم  

إذا كانت عملية تشكيل الحكومة قد بلغت هذا الحدّ الكبير من التعقيد، فإنّ مرحلة ما بعد التأليف ستكون أكثر صعوبة وتعقيداً ودقة.

 

في النتيجة ستشكل الحكومة. وعلى حد تعبير الرئيس العماد ميشال عون: «التشكيل جايي مهما تأخر». وهو سيأتي حتماً. وسيتم تدوير الزوايا بالتي هي أحسن أو بعملية قيصرية تولد في نتيجتها الحكومة الموعودة. وسيتم تجاوز الحصص والأحجام، والوزارات السيادية وتلك الأساسية، ولن تكون نيابة رئيس الحكومة عقدة أبدية. إذ سيوجد لها الحل لتكون من حصّة رئيس الجمهورية كما تدل المؤشرات كلها (…).

ولكن ماذا بعد التشكيل؟

والجواب البدهي: بعد التشكيل ستكون أزمة أكبر إلاّ إذا توافقت الأطراف كلها على تجاوز مطبّات «القضايا الكبيرة « وعدم الإتيان على ذكرها بتاتاً. إذ إنّ في كل منها بذوراً لأزمة. و»يا ما أحلى أزمة التشكيل»! كما يقول سياسي عتيق «كحكحه»  الزمن. أبرز تلك القضايا الكبيرة: الاستراتيجية الدفاعية، والعلاقة مع سوريا والموقف من سلاح حزب اللّه و «دوره» في الخارج، ومسألة النازحين. طبعاً الى الفساد والدين العام الخ… وإذا كانت مسألة الفساد يمكن الكلام عليها بالأسلوب الخشبي الذي يعني كل شيء ولا يعني شيئاً مثال «وسنعمل – في الحكومة – جاهدين للقضاء على الفساد وإجتثاثه من  جذوره» فإنّ الكلام الخشبي لا يمكن أن يمر بالنسبة الى العلاقة مع سوريا وسلاح حزب اللّه ودوره في سوريا وغيرها من الدول، والاستراتيجية الدفاعية الخ…

لاشك في ان حزب اللّه سيعود الى المطالبة بقوة بـ«المعادلة الذهبية»: الشعب والجيش والمقاومة ولكن هذه المعادلة مرفوضة وبقوة أيضاً من قبل الرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية على الأقل. أمّا الإشتراكي الجنبلاطي فلن يكون موقفه حازماً في هذه النقطة التي سيستغرق التوصل الى التفاهم حولها وقتاً طويلاً…

وأما العلاقة مع سوريا فبدأت تأخذ أبعادها الدقيقة موازاة بمراحل ومساعي تأليف الحكومة. وإذا كان البلد منقسماً حول المقاومة فإن الإنقسام حول العلاقة مع سوريا قد يبلغ حداً بعيداً جداً بعد الموقف الحاسم للرئيس سعد الحريري، مع فارق أنّ المرحلة الراهنة تختلف عن السنوات الأخيرة بعدما إتجه الأردن وسوريا الى فتح بعض المعابر التي تشكل الباب الوحيد لتصدير الإنتاج اللبناني الزراعي والصناعي الى العالم العربي!

وبالنسبة الى دور حزب اللّه في سوريا فيأمل البعض أن يكون هذا الموضوع قد وصل الى خواتيمه مع تشكيل الحكومة، أو بعيد تشكيلها من خلال ما يقال عن إتجاه الحزب الى الإنسحاب من الساحة السورية… وعندئذ لا تعود هذه المسألة مطروحة.

ويمكن المضي في تعداد القضايا الحساسة والدقيقة جداً التي ستواجهها لجنة إعداد البيان الوزاري التي إقتضى العرف أن تكون برئاسة رئيس الحكومة. وستكون أمام «المهمة المستحيلة» كما قال السياسي العتيق ذاته المشار إليه أعلاه في متن هذا الكلام.