IMLebanon

«ملائكة» جنبلاط حاضرة

الحضور الحاشد في «البيال» كان ينقصه النائب وليد جنبلاط كي يكتمل المشهد، لكن ملائكته كانت حاضرة عبر نجله تيمور، وهو تابع وقائع خطاب الرئيس سعد الحريري من عين التينة حيث ينام سليمان فرنجية على «طبة» النصاب الجاهزة في كم «الساحر» الذي سيفرج عنها حين تدعو الحاجة او حين تزف ساعة التوقيت الاقليمية اذا كان ولا يزال وليد جنبلاط «حجر الرحى» وبيضة القبان، يمتلك مفتاح النصاب بالثلثين لزوم الجلسة الاولى والافراج عنه كان محور النقاش في جلسة عين التينة التي لجأ اليها بعيداً عن ضوضاء وصخب 14 آذار في «البيال»، خصوصاً ان لدى بري الخبر اليقين في فك طلاسم انتخاب الرئيس.

مصادر مقربة من جنبلاط في قراءتها لعودة الحريري وخطابه في «البيال»، اكدت انها موضع ترحيب ولا شك انها خلقت نوعاً من الدينامية في الحراك السياسي المعطل الى حد ما في البلد. واشارت المصادر الى ان الخطاب لم يكن للمناسبة بل للحظة السياسية التي تعيشها البلاد، وهناك مجموعة من الرسائل عبر عنها الشيخ سعد بوضوح، منها ما يتفق مع الاتجاه العام الذي يرغب بحصوله ايضاً جنبلاط، ومنها اعتبارات 14 آذارية الى حد ما يمكن وصفها بـ«التحالفية» الخاصة بالحريري وهذه خياراته وحريته ولن ندخل فيها سواء ما يتعلق بالصورة التذكارية لفريق 14 آذار او إشارته لاعادة تفعيل الامانة العامة لهذا الفريق كما سماها، واعادة القراءة لمجموعة القوى التي تتشكل منها حركة 14 آذار نتيجة الاخفاقات التي حصلت في الماضي وهذا شأن خاص به لا نريد الدخول فيه.

اما في ما يتعلق بالنقطة الاهم في الخطاب وهي موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية، وبالطبع فان هذا الامر لا يمكن القفز فوقه، وستكون له تداعيات اساسية على هذا الملف من مجموعة زوايا، بحسب المصادر على الشكل الآتي:

ـ اولاً: انه من دون اي شك اماط اللثام عن بعض الخفايا في الملف, سواء في ما يتعلق بالاتصالات التي حصلت مع الجنرال ميشال عون والتي اكدها، لكنه في الوقت نفسه نفى ان يكون قد حصل اي اتفاق او وعد، مع اشارته الى انه يحترم الجنرال وان معركته ليست لمنع الاخير من الوصول الى الرئاسة، بل سيكون اول من يهنئه في حال وصل الى سدة الرئاسة، وهذا الامر هو الى حد ما مؤشر ايجابي، كما انه كان واضحاً في ما يتعلق بترشيح فرنجية، حول المسار الذي سلكته العملية والكلام الذي حصل.

ـ ثانياً: في ما يتعلق تحديداً بموضوع رئيس «حزب القوات اللبنانية» وترشيح الاخير للعماد عون، اكد انه يرحب بهذا الامر رغم التأويلات الكثيرة التي نعتقد انه لم يقصد الاضاءة عليها ولم تكن الهدف كما تم ابرازه «التنمير على اللقاء» او وضع التباسات حول التعاون والتحالف اللذين حصلا بينهما، انما الاشارة الى ان هناك نقطة تباين مع جعجع في هذا الامر تحديدا حول تبني ترشيح عون.

ـ ثالثاً: الانتخابات التي قصدها بوضوح في خطابه وهي محل اتفاق واضح مع جنبلاط وايضاً مع رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» الذي اعلن عن تأييده لها علناً البارحة، كما ان هناك مجموعة من القوى في 14 آذار وايضاً اذا صح التعبير جنبلاط و«الكتائب» وحتى اعتقد ان هناك بعض المعلومات ان الرئيس بري اشار بوضوح الى هذه المسألة، وهي ان اقصى تنازل يمكن ان نقوم به، هو النزول الى مجلس النواب وان لا نضع «فيتو» على ترشيح العماد عون وهي «نقطة التراجع الاخيرة» التي كان واضحاً فيها الحريري والتي اكد انهم لا يعترضون على ترشيحه ولكنهم لا يستطيعون الذهاب مسبقاً بنتيجة واضحة او حتمية.

اضافت المصادر، قد لا ترضي هذه الاشارة مناصري العماد عون وهذا حقهم، ولكن بالنسبة لنا هذا تطور ايجابي في موقف الشيخ سعد، وهو على رغم اشارته الواضحة الى ترشيح فرنجية لكنه لم يضع «فيتو» على العماد عون، واللعبة الانتخابية اذا ما تمت، فغير صحيح انها محسومة ضد العماد عون وقد تكون متقاربة وتحصل مفاجآت ومن الممكن ان تكون متقاربة ولصالح الجنرال.

وعن موضوع الرسالة التي وجهها للدكتور جعجع حول اعتبار ترشيحه لفرنجية هو من جمع بينه وبين الجنرال ولو علم بذلك لكان قام بالمبادرة منذ زمن كي يجنب المسيحيين ما حصل بينهم، اعتبرت المصادر ان الاشارة الى هذا الموضوع من زاوية نتائج ترشيح فرنجية انها ادت الى هذه اللقاء فهي محل ترحيب، ولم تكن النية سيئة رمادية بل القصد «منيح اللي رشحناه لكي تتفقوا» وقد أوضح «تيار المستقبل» هذا الامر، رغم ان التباين واضح، فان الشيخ سعد كما يبدو قدّر عالياً حضور جعجع شخصياً في الاحتفال.

واشارت المصادر الى ان التمايز واضح وهذا امر طبيعي في التحالفات السياسية وهي مسألة مشروعة، على الرغم من ان جعجع لديه نفوذ قوي سياسيا لكنّ جزءاً كبيرا من قوة الاخير، هي مساندة الحلفاء له، فكما ان خروج الاخير من اصطفاف يتعلق برئاسة الجمهورية قد يضعف تيار الحريري و14 آذار ولكن ايضاً عدم حماسة «تيار المستقبل» تحديداً في تأييد جعجع بطبيعة الحال سيضعف موقفه، لانه كان يستفيد من تحالفه معه وهذا حق له كما هو «للمستقبل» ايضاً، رغم ان هناك اطرافاً على الساحة المسيحية قد تضررت من العلاقات المميزة بين الاثنين وهو «حزب الكتائب».

واكدت المصادر أن جنبلاط كان واضحاً في «تغريداته» لناحية تخفيف التشنج، وهو واضح في موقفه انه لا بد من العملية الديموقراطية والتي تفترض عدم فرض رئيس جمهورية من اية فئة كانت، خاصة في ظل ما يعيشه لبنان من تداعيات نتيجة الوضع الاقليمي. فلا يمكن لاحد ان يقبل ان تبدأ هزيمة محور اقليمي معين من لبنان، وهناك ساحات اخرى قد تحمل تجاذبات ونزاعات، اما في لبنان فالوضع يختلف لان هناك توازنات ومصالح للدولة عليا، ولافراد الشعب وعلى السياسيين مراعاة هذا الامر.