IMLebanon

النهار: أجواء مشدودة واعتذار الحريري خيار جدّي

 

وسط أجواء ملبدة وشديدة الضبابية والغموض تحيط بمجمل الوضع الداخلي، كما بالمآل النهائي للمبادرة الفرنسية الخاصة بلبنان وأزمته السياسية المفتوحة، يصل مساء اليوم الى بيروت وزير الخارجية الفرنسي جان ايف #لودريان بالقليل القليل مما تبقى من رهانات على نجاحه في إحداث إختراق في الازمة الحكومية. بل قد لا يكون من المغالاة القول ان زيارة لودريان الذي يفترض ان يجري لقاءاته غدا الخميس قد تكون الزيارة الأكثر اثارة للغموض، وربما للمفاجأت، في ظل ما بدا تعمداً من وزارة الخارجية الفرنسية لعدم كشف تفاصيل برنامج الزيارة ومن ادرج على جدول لقاءات لودريان، الامر الذي أضفى على الترقب الثقيل لوصوله مزيداً من الالتباس والتساؤلات والتقديرات المفتقرة الى معطيات موثوقة. اما العامل الأكثر مدعاة للقلق والانشداد الذي برز بقوة في الساعات الأخيرة، ولو ان الحديث عنه كان بدأ يتنامى قبل أيام، فهو تواتر المؤشرات وبعض المواقف التي يعتد بها من جانب “تيار المستقبل” وكتلة “المستقبل” حيال تأكيد احتمال اعتذار الرئيس المكلف #سعد الحريري عن #تشكيل الحكومة الجديدة، في حال بقيت العقد الحكومية على حالها بعد زيارة لودريان. هذا المعطى الساخن ولو ان “بيت الوسط” التزم الصمت حياله ، وفي حال لم يتحقق اختراق جدي في الازمة الحكومية بفعل زيارة لودريان، سيضع البلاد والازمة الحكومية والسياسية امام واقع متفاقم للغاية وشديد التعقيد والخطورة، ولكن استباق الأمور قبل معرفة تفاصيل مهمة وزير الخارجية الفرنسي يبقي المشهد عرضة للتبدل في أي لحظة.

 

 

الجولة الخامسة

ولعل المفارقة الكبيرة التي طبعت الواقع المشدود الى احتمالات سلبية قد يشهدها الوضع الحكومي، تمثلت في تطور بارز آخر من خلال استئناف المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول #ترسيم الحدود البحرية الجنوبية امس في الناقورة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة في جولة خامسة بعد انقطاع جولات التفاوض منذ تشرين الثاني الماضي. وانطلقت الجولة الخامسة في العاشرة صباحا في رأس الناقورة بمشاركة الوفود الأربعة واستمرت نحو خمس ساعات ونصف الساعة وسط سرية تامة ولم يتسرب عنها أي معلومات ولم تصدر أي بيانات عن أي من الوفود. ولكن تبين لاحقاً انها لم تؤد الى أي معطيات إيجابية جديدة خصوصا في ضوء عدم توقيع لبنان على مذكرة تعديل #الحدود البحرية وارسالها الى الامم المتحدة.

 

وافاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مساء ان رئيس الجمهورية استقبل الوفد اللبناني الى المفاوضات “وقد اطلع أعضاء الوفد الرئيس عون على المداولات التي تمت خلال الاجتماع بمشاركة الوفد الأميركي الذي طلب رئيسه ان يكون التفاوض محصوراً فقط بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعَين لدى الأمم المتحدة، أي ضمن المساحة البالغة 860 كيلومتراً مربعاً، وذلك خلافاً للطرح اللبناني من جهة ولمبدأ التفاوض من دون شروط مسبقة من جهة ثانية. وعليه، اعطى الرئيس عون توجيهاته الى الوفد بألا تكون متابعة التفاوض مرتبطة بشروط مسبقة، بل اعتماد القانون الدولي الذي يبقى الأساس لضمان استمرار المفاوضات للوصول الى حل عادل ومنصف يريده لبنان حفاظاً على المصلحة الوطنية العليا والاستقرار، وعلى حقوق اللبنانيين في استثمار ثرواتهم”.

 

وعلم ان أي موعد جديد لم يحدد بعد للجولة المقبلة بسبب طلب تريث الوفد اللبناني بعدما طلب رئيس الوفد الأميركي حصر التفاوض بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعين لدى الأمم المتحدة .

 

 

خيار الاعتذار

اما بالعودة الى المشهد الداخلي، وفي انتظار ما سيحمله وزير الخارجية الفرنسي معه الى بيروت، فقد ظل جدول اعماله غير واضح ، باستثناء موعدين مثبتين مع رئيس الجمهورية ورئيس #مجلس النواب نبيه بري على رغم ان مصادر ديبلوماسية فرنسية كانت اكدت سابقا ان لودريان سيلتقي الرئيس المكلف سعد الحريري أيضا.

 

وتوقفت الأوساط المعنية امام تصريحات علنية عدة اطلقت امس من جانب “المستقبل” واعترفت بوضوح ان اعتذار الرئيس الحريري هو بين الخيارات الجدية المطروحة، علما ان الحريري التقى مساء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى إفطار في بيت الوسط وبحثا في التطورات. وفي هذا السياق أشار عضو كتلة “المستقبل” النائب هادي حبيش إلى أن خيار الإعتذار من الخيارات المطروحة أمام الرئيس الحريري، إلا أنه لم يقرره بعد وهو لا يزال متمسكاً ب#المبادرة الفرنسية، لافتاً إلى أن “إذا فرضت على الحريري خيارات في تشكيل الحكومة لا تتناسب مع خياراته فهو سيتوجه إلى الإعتذار”. ولفت إلى أنه إذا كان الهدف من زيارة وزير الخارجية الفرنسي الدفع بإتجاه التأليف من الطبيعي أن يحصل لقاء مع الحريري.

 

ولكن حبيش اكد أنه حتى البارحة لم يكن هناك بعد من موعد بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية الفرنسي، لكنه أوضح أن الموعد قد يطلب في الساعات المقبلة، مشدداً على أن الربط بين إمكان إعتذار الحريري واللقاء غير صحيح، معتبراً أن الخاسر مما يحصل هو الشعب اللبناني.

 

كما ان نائب رئيس”تيار المستقبل” #مصطفى علوش أكد امس “أن لقاء لودريان مع الحريري غير مؤكد حتى اللحظة ولا نعلم أساسا الأهداف الحقيقية لتلك الزيارة هل ستقتصر على توجيه رسائل تحذيرية للمسؤولين من دون تسمية المعرقلين؟ هل سيلتقي بالمسؤولين المعرقلين للمبادرة الفرنسية وتشكيل الحكومة أم أنه يحمل في جيبه الحل للمشكلة؟ كل هذا مرتبط بالزيارة”. واكد ان الحريري “قد يقدم اعتذاره غدا لكنه لن يستعجل الأمور قبل القيام بالإستشارات ومن ضمنها مع البطريرك بشارة بطرس الراعي. وفي حال اتخذ قراره بالإعتذار يذهب رئيس الجمهورية إلى الإستشارات بحسب الدستور”.

 

 

“القوات” :تقصير الولاية

في غضون ذلك أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع ان “الهدف الأول والأخير يبقى الإنقاذ، لأن من دونه سيتواصل الانهيار الذي وصل إلى حدود غير مسبوقة في لبنان، فضلا عن خطورته، في حال استمراره، على الوضع برمته، ومن هنا ضرورة التفكير بأمر أوحد هو الإنقاذ: إنقاذ لبنان من الانهيار الشامل، وإنقاذ اللبنانيين من المجاعة والفقر، ولا نرى سبيلا لهذا الإنقاذ سوى من خلال الانتخابات النيابية المبكرة، لأن تأليف الحكومة مع الفريق الحاكم يعني البقاء في دوامة الفشل نفسها، لأن هذا الفريق أوصل البلد إلى الكارثة بسبب سياساته الداخلية والخارجية، ويستحيل إخراج لبنان من وضعه الكارثي قبل إخراج الفريق الحاكم من السلطة”.

 

وبالتزامن تقدم نواب “تكتل الجمهورية القوية” بكتاب إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري طالبين منه إدراج اقتراح القانون المقدم من قبل التكتل والمتعلق بتقصير ولاية المجلس النيابي بتاريخ 17 آب 2020 على جدول أعمال أول جلسة تشريعية للمجلس النيابي أو تخصيص جلسة لمناقشته والتصويت عليه، عارضين الأسباب الموجبة.