IMLebanon

النهار: خطف السعودي صدمة مشبوهة تنذر بتداعيات: محطتان مفصليتان رئاسياً و”الثنائي” يصعّد الصخب

 

اخترق الكشف عن خطف #مواطن سعودي في لبنان مجمل المشهد السياسي الذي احتدم بقوة في الأيام الأخيرة وباتت الأنظار تترقب تطورات هذا الحدث وتداعياته الخطيرة اذ أعاد الى الواجهة الاستهدافات المثيرة للمخاوف بفعل ضعف الدولة والسلطة امام مجاهل “الدويلة” والفلتان المتحكمين بمفاصل الاستقرار بما يخشى معه من تداعيات لهذا التطور المشبوه تحت ستار خطف للفدية على إعادة تطبيع العلاقات بين لبنان والدول الخليجية كلا، كما على اقبال الرعايا السعوديين والخليجيين الى لبنان في موسم الاصطياف “الواعد”.

 

واما المشهد الرئاسي، فيبدو انه على موعد مع محطة مفصلية اليوم في بت تفاهم قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” حول ترشيح الوزير السابق ومدير دائرة الشرق الأوسط وشرق أسيا في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور ل#رئاسة الجمهورية من خلال تبني “تكتل لبنان القوي” في اجتماعه اليوم علنا هذا الترشيح. ولا يقف الطابع المفصلي عند هذه المحطة وحدها، بل ان اللقاء اللافت الذي سيعقد عصر اليوم أيضا في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه وفد من المطارنة سيتسم بأهمية كبيرة لجهة ما يرتقب ان يشهده من نقاشات لعل بعضها سيعكس تناقضات عميقة حيال ما سمي المبادرة الفرنسية التي تبنت ولا تزال ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بما وضع #فرنسا في زاوية انحياز سياسي داخلي اثار اعتراضات كبيرة عليها خصوصا في الساحة المسيحية.

 

وتبعا لأهمية المحطتين المتزامنتين سيكون للموقف الذي سيبلغه البطريرك الراعي الى الرئيس الفرنسي وقع قوي متوقع لكونه سياتي مستندا الى مباركة بكركي للتفاهم المبدئي بين المعارضة والتيار العوني الذي تبلغته قبل سفر الراعي امس الى الفاتيكان وفرنسا بما يعني ان ما كان قبل هذا التفاهم يفترض ان يتبدل او يتعدل بعده لجهة التوازن المطلوب في الدور الفرنسي وتصويب البوصلة لبنانيا. وما يدفع اكثر في اتجاه استعجال بت اعلان التفاهم بين المعارضة والتيار العوني ان “ماكينة” ضخ الشكوك في امكان اخفاق التوصل نهائيا الى إنجازه اشتغلت في الساعات الأخيرة بقوة قصوى على وقع تسعير حمى التصعيد الكلامي للثنائي الشيعي ضد هذا التفاهم على نحو بدا اشبه بانفجار عصبي انفعالي مثيرا موجة واسعة من الاستغراب حيال هذا “العارض” المحموم.

 

ولم تعد دائرة الاستغراب حيال هذه العاصفة الانفعالية التي تلهبها تصريحات نواب ومسؤولي حركة “امل” و”#حزب الله” تقف عند حدود القوى المعارضة والمستقلة بل ان ثمة معطيات تؤكد ان رصدا ديبلوماسيا دقيقا يجري للحملة التي يشنها الثنائي الشيعي من منطلق اعتبارها انكشافا كبيرا للاهداف الحقيقية التي توجه وتحكم مواقف هذا الثنائي والتي بدا واضحا انها تستهدف خلق معطيات متوترة جديدة لمنع انتخاب رئيس الجمهورية والتمديد للفراغ تحت ذريعة اعتبار أي مرشح اخر غير المرشح الذي يدعمه الثنائي استهدافا “للتوافق” بما يناقض ويسقط كل المواقف والاتجاهات والادعاءات السابقة لهذا الفريق حيال دعوة الاخرين لترشيح من يتفقون عليه والاحتكام الى صندوقة الانتخاب.

 

 

في الاليزيه

وفي غمرة التصعيد والصخب اللذين افتعلهما الثنائي الشيعي يقوم البطريرك الراعي بزيارة استثنائية لباريس اليوم بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيستقبله بعد الظهر في قصر الاليزيه فيما كانت للراعي امس محطة في الفاتيكان حيث التقى ووفد المطارنة الذي يرافقه امين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.

 

وبحسب مراسل “النهار” في باريس سمير تويني فان باريس وعلى رغم اعلانها ان ليس لديها مرشح للرئاسة اللبنانية فهي مستمرة واقعيا في دعم فرنجيه، ويتلخص موقفها بالآتي : اذا كان لديكم مرشح مقبول من الثنائي الشيعي فباريس ستدعمه ولكن اذا لم يكن هناك من مرشح فباريس مستمرة بدعم فرنجيه خوفا من الفراغ المؤسساتي القاتل. وتشير مصادر معنية الى ان هذا الموقف لن يعدل قبل ايلول المقبل دون اعطاء معلومات وتفسيرات حول ما يمثل هذا الموعد او في حال دعم واشنطن مرشح وطرحه على المجموعة الخماسية. ومع ذلك يتوقع ان يوضح الرئيس ماكرون امام البطريرك موقف بلاده من الانتخابات الرئاسية من منطلق ان “باريس لا تدخل في مجريات الانتخابات الرئاسية لاي مرشح وهي على مسافة واحدة من جميعهم”. كما انه سيلفت البطريرك الى مخاوفه على الصيغة اللبنانية من جراء استمرار الفراغ الرئاسي الذي يهدد الوضع الامني والاقتصادي والمالي والاجتماعي وان ما يهم باريس هو اجراء هذه الانتخابات باسرع وقت وتشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات الاساسية وفق خطة صندوق النقد الدولي لمعالجة الازمة الاقتصادية وعودة الثقة لان هذا الوضع يهدد الصيغة اللبنانية.

 

 

“التفاهم”… والثنائي الساخط

وفيما تترقب الأوساط السياسية من مجمل الاتجاهات ما قد تشهده الساعات المقبلة من تطورات على صعيد استكمال التوصل الى التفاهم المفترض، اعلن امس النائب غسان سكاف ابرز العاملين على هذا الخط انه يتواصل مع كل الافرقاء من ضفتي المجلس “ووصلنا الى شبه اتفاق سيعلن غدا او بعد غد عن مرشح للمعارضة وسنطلب بعد ان تصدر بيانات التأييد للمرشح الذي اصبح معروفا وهو جهاد ازعور ان يفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية”.

 

ونقلت صحيفة “القبس” الكويتية في عددها الصادر اليوم عن النائب جبران باسيل قوله “توافقنا مع المعارضة على مرشح للرئاسة. وقد رفضت شخصيات تعتبر تحديا لحزب الله. والمطلوب منه ملاقاتنا”. واعتبر ان “اداء الثنائي الشيعي يؤدي الى الاحتقان”.

 

اما في “الضفة المواجهة” فمضى الثنائي في تصعيده وغرّد نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على “تويتر” قائلا “منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيه من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه”.

 

ورد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على تغريدة قاسم، وقال :” يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم!؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة!؟ تخبطكم يجعل منطقكم مضحكًا مبكيًا”.

 

بدوره، اتهم المكتب السياسي لحركة “امل” من وصفهم بـ”الأطراف الأخرين الذين لا يجمعهم جامع لتضارب مصالحهم وتنازع مشاريعهم بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه”.

 

 

خطف مواطن سعودي

وسط هذه الأجواء لم تتوافر أي معلومات دقيقة حتى ليل امس عن مصير مواطن سعودي كشف النقاب عن خطفه فجر الاحد في بيروت . وبعد انكشاف خبر الخطف أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي على حسابه عبر تويتر أنه “يتابع مع شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي منذ الأمس قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع السفير السعودي وليد البخاري”. وقال مولوي: “دائما وبيد من حديد نعمل لتحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان. ما حصل يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسيا”.

 

كما أعلنت السفارة السعودية في لبنان ليلا عن “تلقيها بلاغا من ذوي احد المواطنين الذي فقد الاتصال به فجر الاحد وفي هذا السياق تتواصل السفارة مع السلطات الأمنية اللبنانية على اعلى المستويات لكشف ملابسات اختفاء المواطن سائلين المولى عز وجل ان يعيده لذويه سالما “.

 

وأوضح مصدر امني لـ”النهار” ان المواطن السعودي اختفى عن السمع في وسط بيروت . وكشف المصدر ان المواطن السعودي الذي تحفظ عن ذكر اسمه يعمل في الخطوط الجوية السعودية ووصل الى مطار رفيق الحريري الدولي يوم السبت وانتقل الى مقر اقامته في بيروت وامضى سهرة في احد المطاعم في البيال وعند الساعة الثالثة فجر الاحد غادر المكان ليغيب عن السمع كليا . وأشار المصدر الى ان الأجهزة الأمنية تدقق في فرضيات عدة لجلاء مكان وجود المخطوف . كما تردد انه كان يقود سيارة غراند شيروكي مسجلة باسمه لدى خطفه.

 

ولم تثبت أي معلومات حول المكان المرجح لاحتجاز المخطوف فيما بثت قناة “الإخبارية” السعودية ان خاطفي المواطن السعودي في بيروت نقلوه إلى الضاحية الجنوبية وأضافت ان خاطفي المواطن السعودي أرسلوا رسالة صدرت من الضاحية الجنوبية حيث مقر “حزب الله” . وقالت محطة “الحدث” أن رسائل صوتية من خاطفي المواطن السعودي تضمنت مطالبة بفدية قيمتها 400 ألف دولار أميركي فيما اشارت صحيفة “عكاظ” الى ان المواطن السعودي المختطف يعمل لصالح الخطوط الجوية السعودية في بيروت. كما ان محطة “العربية” قالت ان تعليمات عممت على موظفي السفارة السعودية بعدم الخروج الى الشارع .