IMLebanon

النهار: “الحل الممكن” في لقاء الاليزيه… ماكرون: بقاء المسيحيين في قلب التوازن

 

مع ان السرعة الكبيرة التي طبعت نجاح مديرية المخابرات في الجيش في اطلاق المواطن السعودي المخطوف في اقاصي الهرمل وعمليات الدهم الواسعة التي رافقت تحريره سالما، شغلت المشهد الداخلي واشاعت ارتياحا واسعا لمرور قطوع شديد الخطورة بفضل الجهد الاحترافي السريع للجيش، قفزت تطورات الملف الرئاسي مجددا الى واجهة الأولويات الساخنة مع لقاء الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي عصر امس في تتويج للتحركات والتطورات الاستثنائية الأخيرة حيال الازمة الرئاسية. وبدا لافتا ان اللقاء عقد وسط كتمان شديد واكتفي بتوزيع الصور للاستقبال الرسمي الذي أقيم للبطريرك في باحة الاليزيه وصور المصافحة بين الرئيس ماكرون والبطريرك وأعضاء الوفد المرافق.

 

وعلمت “النهار” من مصادر سياسية معنية بمتابعة زيارة البطريرك الراعي لباريس ان اللقاء الذي دام ساعة وخمس دقائق بينه وبين الرئيس ماكرون اتسم بالصراحة حيث عرض الطرفان وجهة نظر كل منهما بالنسبة للشغور الرئاسي واتفقا على مواصلة المشاورات بينهما. فالرئيس الفرنسي شدد امام ضيفه على ان بلاده لا تدعم سليمان فرنجية او اي مرشح اخر بل انها تعتبره “الحل الممكن” بدلا من الفراغ الذي تتخوف منه وانه يعود الى الطبقة السياسية اختيار افضل المرشحين وتشكيل حكومة باسرع وقت ممكن.

 

ووضع ماكرون البطريرك الراعي في صورة تطورات اجتماعات باريس للمجموعة الخماسية والموقف الفرنسي والجهود المبذولة مع الاصدقاء الدوليين الذين تلاقوا على ان مصلحة لبنان تكمن في الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وفي السياق علم ان اجتماعا للمجموعة الخماسية سيعقد في الرياض خلال الايام المقبلة لبحث اخر المستجدات بعد اللقاءات العديدة التي حصلت في باريس وواشنطن والرياض والفاتيكان نظرا للتنسيق التام بين فرنسا والفاتيكان بشان الاستحقاق الرئاسي.

 

وتوضح هذه المصادر ان باريس تعلم ان فرنجية هو احد المرشحين الموارنة الذين قدموا اوراق اعتمادهم الى “حزب الله” والوحيد الذي نجح بهذا الامتحان . وتلفت باريس الى ان فرنجية هو احد المرشحين المسجلين على لائحة البطريرك اي ان لا اعتراض مبدئيا على ترشيحه. لذلك اعتبرت باريس انه “الحل الممكن”. فباريس تخشى وتتخوف في ظل الوضع الاقليمي الحالي على مستقبل المسيحيين وهي على يقين ان “حزب الله” ليس على عجلة لسد الفراغ الرئاسي ويريد الذهاب الى الفراغ الذي سيؤدي الى مؤتمر تاسيسي يريد الحزب من خلاله تاكيد مكتسباته وهذا الواقع الجديد قد يؤدي الى خسارة المسيحيين العديد من مراكز الفئة الاولى والحساسة في الدولة.

 

وكشف مصدر فرنسي رفيع لـ”النهار” ان اللقاء كان جيدا وذكر الرئيس ماكرون بتعلقه بلبنان وبالروابط العميقة بين فرنسا ومسيحيي لبنان ودورهم في التوازن الطائفي والمؤسساتي في الدولة اللبنانية. وذكر ان فرنسا تسعى دائما الى حماية وحدة لبنان وسيادته والحد بالقدر الممكن من العواقب الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن التعطيل الحالي والازمة. وذكر بكل ما تقوم به فرنسا لدعم المدارس ومنها المسيحية. بالنسبة للموضوع الرئاسي كان هنالك توافق مشترك بين ماكرون والبطريرك على ضرورة الخروج من التعطيل وانتخاب رئيس بسرعة ما يتطلب حوارا بناء بين جميع الفرقاء يتيح التوصل الى هذا الانتخاب. ومن الاكيد في نظر الرئيس وضيفه ان للمسيحيين دورا في هذا الانتخاب كما باقي الفرقاء. وقد تطرقا الى النقاشات الدائرة حول المرشحين ومن بينهم اسم جهاد ازعور مع أسماء عديدة أخرى تم التطرق اليها. واكد المصدر ان موقف فرنسا هو ان مسوؤلية التوافق تقع على اللبنانيين وفرنسا لا تختار ولا تنتخب الرئيس. وقال المصدر ان على الأحزاب المسيحية اللبنانية ان تتوافق على مرشح مقبول من اغلبية النواب سواء ازعور او غيره فعلى الجميع في لبنان ان يعرفوا ان فرنسا لم ولن تقترح اسم مرشح.

 

اما البطريرك فعرض وجهة نظره بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية والمساعي التي قام وما زال يقوم بها من اجل التوصل الى مرشح يكون مقبولا من اكثرية اللاعبين على الساحة الداخلية والتي ادت الى ترشيح جهاد ازعور داعيا الرئيس ماكرون الى تامين غطاء دولي واقليمي لمرشح توافقي لا يستفز اي طرف ولا يشكل تحديا لاي طرف. وقدم وصفاته للخروج من الازمة السياسية التي يعاني منها لبنان واعادة الثقة الداخلية والخارجية وتنظيم المؤسسات الدستورية وحماية حياد لبنان.

 

 

ماكرون

وأفاد بيان صادر عن الاليزيه ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ذكر خلال استقباله البطريرك الراعي بعلاقات فرنسا العميقة مع مسيحيي لبنان ودورهم التاريخي في بناء لبنان وضرورة بقائهم في قلب التوازن الطائفي والمؤسسي للدولة اللبنانية من خلال المشاركة الفعالة والمسؤولة في العملية السياسية الحالية.وجدد الرئيس الفرنسي التأكيد أن أعمال فرنسا في لبنان تهدف فقط إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها، وحماية سكانها من خلال التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي، والحفاظ على نموذج التعايش القائم. وشارك الرئيس الفرنسي والراعي مخاوفهما الجدية بشأن الأزمة التي يمر بها لبنان والشعب اللبناني، والتي تفاقمت الآن بسبب شلل المؤسسات، والتي أججها الشغور الرئاسي لأكثر من سبعة أشهر، كما اتفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية دون تأخير. وأكد ماكرون أن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي يعيق تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلبية تطلعات واحتياجات اللبنانيين التي ينتظرها المجتمع الدولي والتي بدونها لا يمكن أن يكون للبنان انتعاش واستقرار دائم. وعبّر عن دعمه لجهود البطريرك الراعي الجارية ودعا جميع القوى السياسية إلى بذل جهود مشتركة لكسر الجمود السياسي الحالي دون تأخير. وأشار ماكرون إلى التعبئة الفرنسية المستمرة على مدى السنوات الثلاث الماضية لصالح لبنان والشعب اللبناني، لحمايتهم بدعم مستمر لقوات الأمن اللبنانية، للحفاظ على نظامهم التعليمي، وخاصة الفرانكفونية، مع إيلاء اهتمام خاص للمدارس المسيحية، للسماح للفئات الأكثر ضعفاً بينهم بالاستمرار في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والمياه والغذاء، فضلاً عن الحفاظ على مساحات الحرية والحوار والثقافة والتراث.

 

وأخيراً، كرر التزامه بضمان تحقيق العدالة في أعقاب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.

 

 

“التيار” والمعارضة

في المقابل وعلى رغم ان اجتماع “تكتل لبنان القوي” الذي عقد امس لم يفض الى اعلان تبني ترشيح جهاد ازعور رسميا كما كان بعض الجهات يتوقع، فان الموقف الذي اعلنه متمسكا بالتوافق مع المعارضة ترك ارتياحا لدى قوى المعارضة التي قالت مصادرها لـ”النهار” ان موقف التكتل يأتي استكمالا للنهج المتفق عليه وان اجتماعا سيعقد اليوم للمعارضة سيحضره ممثل لـ”التيار الوطني الحر” .

 

وكان اجتماع “تكتل لبنان القوي” طال لساعات برئاسة النائب جبران باسيل وبحضور الرئيس ميشال عون واشار البيان الصادر عنه الى مناقشة الإستحقاق الرئاسي ” فَعُرِضَت بالتفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة وأدلى النواب بآرائهم حيث تم في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الإنتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.

 

 

تحرير السعودي… وتاشيرات الامارات!

اما عملية تحرير المواطن السعودي فطغت خلال ساعات النهار على الحدث الداخلي . فبعد 48 ساعة على اختطافة، اعلن قائد الجيش العماد جوزف عون صباحا تحرير المخطوف واذ تم ايقاف عدد من افراد شبكة الخطف ، نفذت عمليات دهم كثيفة في الشراونة وبعلبك لتوقيف الشبكة كلّها، فيما افيد ان الرأس المدبّر بات في سوريا، علما ان المخطوف اطلق بخير ولم يدفع اي فدية، وقد استقبله بعد الظهر السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة. وعلم أن المطلوب موسى علي وجيه جعفر، من الدار الواسعة، هو رأس المجموعة التي خطفت المواطن السعودي مشاري المطيري الى بلدة القصر في الهرمل وفر جعفر الى سوريا في حين تعمل مجموعته على الأراضي اللبنانية.

 

ولكن ما ان تنفس اللبنانيون الصعداء عقب تحرير #المخطوف السعودي حتى برزت ملامح ازمة أخرى لا تقل حساسية واحراجا للبنان الرسمي وتمثلت في المعطيات التي تحدثت عن توقف دولة الامارات العربية المتحدة عن منح التأشيرات للبنانيين لاسباب امنية صرفة. وأشارت تقارير الى أسباب ودوافع امنية وتحركات تعتبر استهدافا لامن الامارات تقف وراء توقيف إعطاء التاشيرات .

 

لكن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أوضح لـ”النهار” أنّه لم يتلق أي معلومة رسمية عن تعديل السلطات الإماراتية شروط منح تأشيرات للبنانيي. وجاء توضيح بوحبيب بعد تقارير إعلامية عن تعذّر حصول لبنانيين على التأشيرة بشكل طبيعي.

 

كما ان سفير لبنان في الإمارات فؤاد شهاب دندن اكد لـ”النهار”: “لم نتبلغ قراراً حول ما أشيع عن حظر دخول اللبنانيين من أي جهة رسمية” .

 

 

رد الطعون

على خط قضائي آخر، عقد المجلس الدستوري جلسة برئاسة القاضي طنوس مشلب، للبتّ في الطعون المقدمة في الإنتخابات البلديّة والاختياريّة، فقرر ردها. وقال مشلب “الأسباب وجيهة وكرّسناها بعدم إبطال القانون والمصلحة العامة هي الأساس في قرارنا ونحن لا نحمي أحداً”. وافيد ان المجلس الدستوري رد الطعون بأكثرية 7 أصوات من أصل 10 والمعترضون هم ميراي نجم ورياض أبو غيدا وميشال طرزي.