IMLebanon

المشاورات الوزارية لسلام أمام طريق مسدود 8 آذار: “العطلة” حتى نهاية رمضان!

وسط معطيات لا تحمل أي نسائم مبشّرة بامكان التوصل الى مخرج للأزمة الحكومية وتعليق جلسات مجلس الوزراء منذ أسبوعين، بدأ رئيس الوزراء تمّام سلام أمس تحريك قنوات المشاورات المباشرة مع عدد من الوزراء سعياً إلى تجنب اطالة الأزمة والبحث عن حل قريب، علماً أنه لا يزال يتريث في قراره توجيه دعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء افساحاً لمزيد من المساعي التوافقية.

وشملت لقاءات الرئيس سلام أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزيرين محمد فنيش وجبران باسيل ووزير الاعلام رمزي جريج ووزير الاتصالات بطرس حرب، وسيتابعها اليوم باتصالات مماثلة من أجل اتخاذ القرار في شأن الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء.

وعلم أن الاتصالات تشمل اليوم أيضاً وزير الدفاع سمير مقبل المصرّ على إجماع حكومي على أي طرح في شأن ملف تعيين قائد جديد للجيش الذي يشكل بته الشرط الثابت لـ”التيار الوطني الحر” قبل اي بحث في بند آخر مدرج على جدول اعمال مجلس الوزراء والا فإن وزير الدفاع لن يقوم بأي مبادرة قبل انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي في ايلول المقبل. لذلك، لم تتوصّل كل المشاورات حتى الآن الى تفاهم يمكن أن يؤدي الى عقد جلسة والبحث في جدول أعمال عادي، ما دام الفريق العوني عند موقفه، ويتضامن معه فريق “حزب الله” والمردة والطاشناق. كما ان رئيس الوزراء يتريّث في الدعوة، آخذاً في الاعتبار أن الاعتراض يأتي من مكوّن اساسي في الحكومة.

وعلمت “النهار” أن الرئيس سلام أبلغ من التقاهم من الوزراء أمس أنه يراعي الامور في هذه المرحلة قبل أن يتخذ الموقف المناسب. وفي هذا الإطار علّق وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”النهار” على ما اقترحه رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون في وقت سابق من عطلة حكومية تشبه عطلة تلامذة المدارس الصيفية، فقال: “أولا نحن لسنا تلامذة مدارس. ولكن إذا كانت هناك من مدرسة فالناظر فيها هو الرئيس تمّام سلام وحده. وبالتالي ليس هناك من ناظر غيره”.

كما علمت “النهار” أن المشاورات مع فنيش وباسيل لم تبدّل شيئا في المواقف، فالوضع لا يزال على حاله، والحزب متضامن مع “التيار” في مطلبه، انطلاقاً مما يمثله هذا الفريق، وبحجة الشكوى التي يعبّر عنها من التنصّل من تعهّدات اعطيت له. وفي ظل عدم التفاهم، وآلية عمل الحكومة المعمول بها في ظل الشغور الرئاسي، فإن المأزق على حاله، ولا يمكن توقّع مواقيت للعطلة الحكومية التي بدأت ولا أحد يعرف متى تنتهي.

وفهم في هذا السياق أن استقبال سلام الوزيريّن باسيل وفنيش معاً جاء بطلب من “التيار الوطني الحر” الذي أراد أن يظهر أن “التيار” و”حزب الله” متضامنان في الملف الحكومي بما يقطع دابر الشك في أنهما متباينان.

وتوقّعت مصادر في قوى الثامن من آذار أن تمتدّ العطلة الحكومية الى ما بعد رمضان، وهي تربط ما طرأ من تعطيل حكومي بمستجدات الوضع الاقليمي والدولي، ولا تستبعد أن يكون ذلك مقدمة لولادة تسوية ما.

بيد ان وزير العدل اللواء أشرف ريفي توقع في المقابل لـ”النهار” “ألا تستمر العطلة الحكومية أكثر من أسبوع او أسبوعين على أبعد تقدير، متوقعاً ظهور انفراج ما الأسبوع المقبل”.

أما الوزير رمزي جريج فتوقع بدوره لـ”النهار” أن يتأنى الرئيس سلام في الدعوة الى جلسة ويتابع مشاوراته، على أمل التوصّل الى تفاهم، وقال إنه “يمهل ولا يهمل”.

الجولة الـ 13

في غضون ذلك، بدا واضحاً ان جلسة الحوار الثالثة عشرة بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، التي انعقدت مساء امس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، لم تحقق اختراقاً في جدار الازمة الحكومية وبرز ذلك من خلال صيغة غامضة تحدثت عن “المناخات الملائمة لعمل المؤسسات” من دون ذكر الازمة الحكومية. وعقدت الجلسة في حضور المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار “المستقبل”. كما حضر الوزير علي حسن خليل.

وبعد الجلسة صدر البيان الآتي:

“عرض المجتمعون للتطورات والاوضاع في البلاد، وجرى تأكيد ضرورة استمرار الحوار ومتابعة الخطط الامنية، وايجاد المناخات الملائمة لعمل المؤسسات الدستورية “.

وقال النائب الجسر لـ”النهار ” إن الجو كان هادئا وصريحا وجرى البحث في عنوان خفض الاحتقان والبحث في استحقاق رئاسة الجمهورية، وكان هناك اقتناع عند الجميع بايجاد مخارج لملاقاة الاستحقاق الرئاسي وضمنها مقاربة عمل الحكومة ومجلس النواب في ظل اخطار كبيرة تتعرض لها البلاد، فضلاً عن استحقاقات داخلية تتطلب تشريعات.

وقالت اوساط قريبة من الحزب لـ”النهار” إن البحث تناول موضوع عرسال وسط اجماع على الخطر الاتي من خارج الحدود وعدم التخلي عن وصف مناطق في هذه المنطقة بأنها محتلة. واشارت الى ان العبارة التي تناولت موضوع المناخات الملائمة لعمل المؤسسات عكست في جانب منها ان “حزب الله” يرى ان على الحكومة ان تقوم بشيء ما لحل الازمة الحالية. واتفق الفريقان على عقد الجولة الرابعة عشرة بعد أسبوعين، واعتبرت الاوساط نفسها ان مجرد استمرار الحوار هو امر ايجابي.

اللاجئون

الى ذلك، وتحضيراً لإجتماع للجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف اللاجئين السوريين في لبنان، تسلم رئيس الوزراء من وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس تقريراً مفصلاً وزع أيضاً على سائر أعضاء اللجنة وهم وزراء الداخلية والخارجية والعمل. وأبلغ الوزير درباس “النهار” ان ثمة ضرورة لعمل لبناني – أردني مشترك للمطالبة بمناطق آمنة في سوريا يعود اليها اللاجئون، وهذا يتطلب أن يكون هذا الموضوع بنداً أول في جدول أعمال المؤتمر الدولي الخاص بالازمة السورية والذي يجري ترتيب عقده.