IMLebanon

سلام لـ”النهار”: كثرة الحراك الرئاسي أعادت الملف إلى المربَّع الأول… ولرئيس توافقي

اذا كانت الامور الداخلية على حالها، وخصوصا الملف الرئاسي العالق الى أجل غير مسمى، فان التركيز ينصب على أمرين. الاول داخلي يتعلق بتفعيل عمل الحكومة الذي يخضع لمطالب القوى السياسية ومصالحها. والثاني خارجي ويعبر عنه مؤتمر لندن الخميس المقبل، وفيه سيتأكد لرئيس الوزراء تمام سلام الذي يرئس وفد لبنان حجم الدعم الدولي، وخصوصا الاحاطة العربية والخليجية بعد خروج لبنان مرتين متتاليتين على الاجماع العربي.

وصرّح الرئيس سلام انه يسعى “قدر الإمكان الى اتخاذ المواقف المطلوبة لمعالجة الخلل (في السياسة الخارجية). أحيانا هناك تشاور مع وزير الخارجية وأحياناً لا، وأحياناً هناك تقارب وأحياناً تباعد، وهذا لا ينعكس على مصلحة لبنان. وما حصل اخيراً أثر سلبا علينا. نحن اعتمدنا النأي بالنفس في مقاربتنا موضوع سوريا فقط وليس حيال الاشقاء العرب، ونحن ملتزمون ميثاق الجامعة العربية لجهة الاجماع”.

وأكد ان اقصى طموحاته ان يرى رئيساً في بعبدا، لكنه لا يتوقع لجلسة 8 شباط ان تختلف عن سابقاتها، ورأى في حديث الى “النهار” ان “الحراك الأخير أعطى انطباعاً أن الأمور قريبة، ولكن كثر الحراك وأدى الى العودة الى المربع الاول، ولا تزال الأزمة قائمة. وأنا مقتنع منذ البدء بأنه في هذه الحقبة الصعبة لا يمكن أن يأتي الا رئيس توافقي من فريق او آخر، إذا تم التوافق عليه يصبح توافقيا، وما زلت عند هذا الرأي”.

وأجاب سلام عن اسئلة “النهار” عن تغييب دور الحكومة، بانه يسعى “الى تحييد مجلس الوزراء عن الخلافات للحفاظ على إنتاجيته وتسيير شؤون الدولة والناس، ولكن كل ما فيه خير للدولة يتم إخضاعه لمقاييس المحاصصة بين القوى السياسية. هذا واقع وليس سهلاً تجاوزه، ولا أدعي القدرة على ذلك، كما حصل في ملف النفايات أو التعيينات”.

مجلس الوزراء

من جهة أخرى، أبلغت مصادر وزارية “النهار” أن جلسة مجلس الوزراء غداً الثلثاء أمام ثلاثة ملفات أساسية: تمويل إجراء الانتخابات البلدية، تثبيت المتعاقدين مع الدفاع المدني، ونقل ملف محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة الى المجلس العدلي. ولفتت الى ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق طرح في جلسة الخميس الماضي موضوع تمويل إجراء الانتخابات البلدية ولم يستجب لطلبه لضيق الوقت، وهو سيطرحه غدا من خارج جدول الاعمال. وتوقعت في ضوء تأييد الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إجراء هذه الانتخابات البلدية، أن يلبي المجلس طلب الوزير المشنوق، مقدرة كلفة هذه الانتخابات بنحو 70 مليون دولار. وأشارت الى ان “تيار المستقبل” بات أكثر تأييداً لإجراء الانتخابات بعد الانتقادات التي لمحت الى انه و”حزب الله” يعارضان اجراءها. ونقلت عن رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة قوله أن “المستقبل” ليس في وارد الاعتراض على إنجاز هذا الاستحقاق إطلاقاً.

وعلى صعيد متصل، قالت أوساط نيابية ل “النهار” ان كلفة تمويل الانتخابات البلدية ومثلها تثبيت متطوعي الدفاع المدني ستفرض ضريبة 5000 ليرة على صفيحة البنزين لتغطية هذه الاستحقاقات المالية.

الرئاسة

أما في الملف الرئاسي الذي بات في حكم المؤجل، في ظل اصرار السيد نصرالله على ترشيح العماد عون، وتمسك الرئيس سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجيه، فقد استرعى الانتباه ما ادلى به الاخير الى مجموعة من الاعلاميين وقوله ” ان المقاومة أدرى بمصلحتها واذا اختارت العماد عون فلن أزعل”. وأكد انه مستمر في ترشيحه من دون تراجع وأنه واقعي جداً فاذا قرر الرئيس الحريري دعم ترشيح عون فسيسحب ترشيحه من الرئاسة لدعم الجنرال “فالمهم الا تضيع الرئاسة على عون وعلي”، وحسم قراره بما سيصدر عن “حزب الله” في شأ، حضور او مقاطعة جلسة 8 شباط.

واعلن فرنجيه أنه سبق لحزب “القوات” ان عرض عليه الرئاسة في مقابل حصوله على حقيبة الداخلية، وضمان عدم وصول العميد شامل روكز الى قيادة الجيش.

في المقابل، نفى فرنجيه ان يكون الجنرال قدم التزامات سياسية لجعجع في مقابل اعلان معراب. وجزم بأن عون لا يخطئ أبداً بالعناوين الاستراتيجية ولا يقدم تنازلات حول تلك العناوين، ورأى في لقاء معراب قطعا للطريق على ترشيحه.