IMLebanon

المصارف ماضية في إجراءاتها ضد “حزب الله” انتخابات جونية: المعركة الرئاسية تطيح الانماء

مما لا شك فيه ان الحكومة التي نجحت حتى الساعة في تخطي تحدي انجاز الانتخابات البلدية والاختيارية بعدما تبارزت ومجلس النواب منذ ثلاث سنوات في إبراز أخطار تنظيم استحقاق مماثل ما دفع الى التمديد لمجلس النواب مرتين متتاليتين، ستواجه عقبة جديدة أكثر خطورة من النفايات التي أغرقتها مدة من الزمن، ألا وهي المواجهة المالية المصرفية مع “حزب الله”، الأمر الذي دفع الرئيس تمام سلام الى القول، كما نقل عنه زواره، إنه “يجب إبعاد الأمر عن المزايدات والتداول الاعلامي لان الموضوع حساس ودقيق وله ظروف معينة، وهناك سعي لمعالجته بما يحقق الأفضل وهو يعالج ولا يزال تحت السيطرة. هناك حالة تعالج مع حاكم المصرف المركزي ووزير المال ولا تأخر فيه”.

وفيما تشير مصادر قريبة من “حزب الله” الى ان اجراءات مصرف لبنان والمصارف الخاصة هي أكثر بكثير مما هو مطلوب في المراسيم التطبيقية للقانون الاميركي 2297 الصادر عن الكونغرس في 15 كانون الأوّل 2015 حول “منع التمويل الدوليّ لحزب الله”، والتي بدأ العمل بها في 15 نيسان الفائت، وتضيف “ان حاكم مصرف لبنان عندما تشاور بشأن تطبيق اجراءات القانون الاميركي لم يقل بما يطبّقه اليوم، بل بالتحقيق والتدقيق في أي حساب مشكوك به، واذا تبين أي تورّط فلا غطاء على أحد”، وبعدما أثار وزيرا الحزب وبعدهما كتلة “الوفاء للمقاومة” الامر الاسبوع الماضي، اجتمعت جمعية المصارف السبت استثنائياً وبدا توجهها واضحاً بالنسبة الى القانون كقضية حياة أو موت. فالمصارف عاجزة عن التخلف عن التطبيق والا فإن الأمر يخرجها من النظام المالي الدولي. وهي أكدت بوضوح في بيان أصدرته أن “التزام المصارف القوانين اللبنانية والمتطلبات الدولية، بما فيها تطبيق العقوبات هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه وعلى مصلحة كل المواطنين والمتعاملين مع المصارف…”.

وفيما كشفت معلومات عن توجه حاكم مصرف لبنان الى باريس نهاية الاسبوع ومنها إلى واشنطن لمتابعة هذا الموضوع، أكدت مصادر ان لا تعديل في التعاميم الصادرة عن المركزي إلا إذا ترافقت مع تعديلات أميركية.

الانتخابات البلدية

وفي ختام اليوم الانتخابي الطويل في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، بأقضيتها الستة، وبعد جولة قام بها على جونية وبعبدا وبيت الدين وكترمايا والغبيري، أنهى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق نهاره الطويل بمؤتمر صحافي لخّص فيه مشاهداته وأجرى عملية تقويم شامل من النواحي الأمنية والإدارية واللوجيستية والسياسية، واعتبر أنّ “جوّ الانتخابات كان جيّداً جدّاً مع اقتراع 56% من الناخبين، 65 في المئة في جبيل، وفي قضاء المتن 58,24 في المئة، وفي قضاء الشوف 53,50 في المئة، وفي قضاء كسروان 62,80 في المئة، وفي قضاء عاليه 52 في المئة، وفي قضاء بعبدا 50,20 في المئة”.

أما جونية أم المعارك، فبدت ليل السبت عشية الانتخابات كأنها المعبر الى قصر بعبدا وسط “أخبار” وشائعات اختلط بعضها بالبعض الآخر. ففيما زار العماد ميشال عون مقر لائحة “كرامة جونية” داعماً اللائحة البلدية التي يرأسها الرئيس سابقاً للبلدية جوان حبيش، بث موقع الكتروني يعمل فريقه لمصلحة اللائحة، ان النائب سليمان فرنجية الذي يدعم اللائحة المناوئة حضر أيضاً الى جونية ومكث في زورقه في البحر، في ما بدا مواجهة بين المرشحين الرئاسيين، خصوصاً ان فرنجيه يدعم اللائحة الثانية وهو الذي أطل كسروانياً من منزل النائب السابق الداعم للائحة فريد هيكل الخازن. والقى عون كلمة هاجم فيها السيد جيلبير شاغوري من غير ان يسميه، متحدثاً عن متمول افريقي يدفع الاموال من غير ان يسجل أي عمل خيري في لبنان، غامزاً من قناة دعم الاخير للنائب فرنجية أيضاً.

وفي نتائج الانتخابات غير الرسمية: لائحة نبيل كحالة في سن الفيل المدعومة من الكتائب والنائب ميشال المر فازت بفارق كبير. لائحة العونيين في الحدت فازت برئاسة جورج عون. لائحة جان اسمر فازت في الحازمية. في عمشيت تقدم للائحة مدعومة من “التيار” و”القوات”. فازت لائحة نيكول أمين الجميل في بكفيا. فازت لائحة عادل بوحبيب في رومية. الى فوز محسوم لميرنا المر ابو شرف في بتغرين. لوائح ميشال المر فازت كاملة في وضبية وانطلياس وبيت مري وبرمانا وبعبدات وفي جل الديب كانت هناك مؤشرات لخرق بعضوين فقط بالاضافة الى لوائح التزكية المحسوبة على المر. رئاسة اتحاد بلديات المتن ستعود الى المر عبر ميرنا المر أبو شرف. فوز اللائحة المدعومة من الوزير السابق فريد هيكل الخازن والكتائب اللبنانية في غوسطا. فوز لائحة “التيار” و”القوات” في جعيتا. فوز اللائحة التي يرأسها شارل غفري في الدامور والمدعومة من حزب الكتائب. فوز اللائحة برئاسة أسطا أبو رجيلي في بحمدون. فوز لائحة قرار بعقلين المدعومة من جنبلاط-حمادة-ارسلان بـ14 مقعداً من 15 ولوائح المخاتير. فوز لائحة جورج سلامة في الفنار. فوز لائحة كارل زوين في يحشوش.

وبدا لافتاً تحقيق الكتائب كما النائب ميشال المر نتائج بارزة في عدد كبير من البلديات والمخاتير. وواقعياً خرجت كل القوى المسيحية الكبيرة بحصاد وافر من النتائج مما يعكس تسييساً مفرطاً للانتخابات التي بدت أقرب الى انتخابات نيابية بغلاف بلدي. والمحطتان الفاصلتان تبقيان في جونية ودير القمر اللتين اتخذت كل منهما طابعا متوهجاً. وحتى منتصف الليل كانت نتائج الفرز في جونية تشير الى تقارب بين اللائحتين، علماً ان ماكينتي الكتائب والعونيين تحدثتا عن تقدم لائحة حبيش فيما كانت نتائج فرز نحو نصف الصناديق تشير الى تقدم لائحة البواري ببضع مئات من الأصوات. اما في دير القمر فأشارت المعطيات ليلاً الى تقدم لائحة “القوات” و”التيار” على لائحة شمعون.

الحوار الاربعاء

في المقابل، أخذ الرئيس نبيه بري يصوب على الانتخابات النيابية المقبلة وامكان تقصير ولاية التمديد الثانية للمجلس والتي تنتهي في حزيران المقبل. وهو سيطرح هذا الموضوع للمناقشة مع المشاركين في طاولة الحوار بعد غد الاربعاء. ويردد ان ثمة اشارات ايجابية تلقاها من أكثر من جهة تؤيد اقتراحه إجراء الانتخابات على ان يسبقها انتاج قانون انتخاب عصري من غير ان تكون النسبية بعيدة من دوائره، وعلى أن يتعهد أركان طاولة الحوار أن ينتخب المجلس المنتخب المقبل رئيس الجمهورية. ولا يعارض بري الحصول على تواقيع من هؤلاء الأركان لتأكيد جدية هذه الخطوة وعدم التراجع عنها، لأن الحكومة في هذه الحال تكون مستقيلة، وهي التي تشرف على اجراء الاستحقاق النيابي حتى لو كان وفقاً لقانون الستين الطويل العمر الذي يبقى ساريا.