IMLebanon

“الثنائي المسيحي” يرفع المواجهة: الـ 60 والتمديد خطّان أحمران

لم يكن ارتفاع “النبرة المسيحية ” حيال قانون الانتخاب في مطلع الاسبوع الجاري منعزلاً عن مؤشرات تجمعت في الاسابيع الاخيرة يستدل منها ان مواجهة سياسية محتملة في شأن هذا الملف اقتربت من “المنطقة الساخنة ” لاستحقاق الانتخابات النيابية بعد منتصف شباط المقبل وقبل 21 منه تحديدا حيث يبدأ سريان المهل لقانون الستين النافذ بدعوة الهيئات الناخبة وتشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات.

والحال ان ما يسري في كواليس الثنائي المسيحي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” بدأ يتسرب بمواقف علنية متشددة لقادة الفريقين من رفض قانون الستين كما من التمديد لمجلس النواب سواء بسواء، الأمر الذي اكدته مصادر من “التيار” و”القوات” لـ”النهار” بقولها ان الفريقين يتفقان اتفاقا تاما وقاطعا على اعتبار قانون الستين والتمديد لمجلس النواب خطين احمرين ممنوعين لن يقبلا بهما تحت أي ظرف أو اعتبار. ولعل ما يعزز هذا الموقف معلومات لأوساط معنية بالاتصالات الجارية في شأن ملف قانون الانتخاب مفادها ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ أكثر من جهة انه لن يوقع أي مرسوم يتصل بانتخابات تجرى على اساس قانون الستين كما لن يوقع بطبيعة الحال تلقائياً اي قانون يمدد لمجلس النواب الحالي. وفي حين تشير المعطيات الى ان مهلة الاسبوعين المقبلين ستتسم بأهمية حاسمة لجهة رسم الاتجاهات الدافعة نحو التوافق على قانون جديد علما انه اذا امكن بلورة اتجاهات ايجابية في هذا الشأن يمكن وزارة الداخلية المضي في اجراءاتها التحضيرية التي يفرضها القانون النافذ الى حين التوصل الى قانون جديد. وعلمت “النهار” ان وزير الداخلية نهاد المشنوق سيزور اليوم الرئيس عون للبحث معه في الاجراءات الانتخابية كما في الخطة الامنية للبقاع.

لكن التطور البارز في الملف الانتخابي تمثل أمس في رفع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع نبرته حيال قانون الستين ملمحاً للمرة الاولى الى “خطوات سياسية ” محتملة في مواجهة فرض القانون النافذ كأمر واقع. وقال جعجع إنه “من المعيب بعد عشر سنين من العمل والابحاث والاتصالات وعشرات اللجان ان نصل الى موعد الانتخابات المقبلة وليس لدينا قانون جديد”. وبعدما أكد “اننا منفتحون على كل الاطراف آملا ان يتفهموا ما أقوله”، اعلن ” اننا غير راغبين في اللجوء الى خطوات سياسية سلبية لكن اذا كنا سنزرك في الزاوية بمعنى اما تأجيل الانتخابات واما اجرائها وفق قانون الستين سيجبروننا على اتخاذ ما يجب من خطوات سياسية سلبية لمنع هذا الامر “. واعرب جعجع عن اعتقاده ان “الامر سينتهي في منتصف الطريق بمشروع نصفه اكثري ونصفه نسبي وهذا ما نعمل عليه مع الافرقاء “.

كذلك أوضح وزير الاعلام ملحم الرياشي مساء في حديث الى برنامج “وجها لوجه ” من “تلفزيون لبنان” ان “القوات اللبنانية ” تعمل مع “التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” على اقرار قانون انتخاب جديد. وقال انه “من الافضل تأجيل الانتخابات اربعة أشهر من أجل العمل على انتخابات عادلة والقانون المختلط هو القانون القادر على الحصول على أكبر عدد من أصوات النواب تتيح اقراره ويمكن ان نصل الى تسوية نهائية من اجل ارضاء جميع الاطراف”. وأفاد الرياشي من جهة اخرى انه سيشارك في لقاء دعاه اليه “حزب الله ” تكريما لناشر جريدة “السفير” طلال سلمان كما اعلن انه سيزور بنشعي للقاء النائب سليمان فرنجية في اطار اطلاع القيادات ورؤساء الكتل على مشروعه لتحويل وزارة الاعلام وزارة للحوار والتواصل.

تحرك كتائبي

وفي السياق الانتخابي أيضاً، علمت “النهار” ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل سيبدأ مع وفد من مسؤولي الحزب سلسلة زيارات واتصالات سياسية هدفها استكشاف الاجواء حيال امكان اطلاق مبادرة للتوصل الى قانون جديد للانتخاب في ما تبقى من وقت قبل انقضاء المهل الدستورية بعد أقل من شهر. وسيحمل الجميل ووفود كتائبية الى قصر بعبدا وغيره من مواقع القرار الرسمي والحزبي مجموعة افكار تصب في خانة التوصل الى اجراء الانتخابات في موعدها من خلال قانون جديد لا يتطلب تنفيذه تعقيدات وفترات زمنية اضافية تستوجب التمديد للمجلس الحالي وفي الوقت نفسه يؤدي المفاعيل المطلوبة لضمان التعددية والتنوع في تمثيل المجتمع اللبناني.

وفود

الى ذلك، يصل اليوم الى بيروت وفد وزاري سعودي يتقدمه وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان لاجراء جولة على المسؤولين والمشاركة في لقاء القمة الدينية الموسعة التي تستضيفها سفارة المملكة العربية السعودية غداً.

وشهد قصر بعبدا أمس اتسم بطابع استثنائي سياسي وعائلي بين الرئيس عون ووفد فرنسي كبير ضم نواباً وسياسيين وديبلوماسيين واعلاميين سبق لهم ان زاروا لبنان خلال العامين 1989 و 1990 للتضامن مع الحكومة التي كان يرأسها آنذاك العماد عون.

تحقيق وتوقيفات                                                 

في سياق آخر، استمر التحقيق أمس مع الموقوف عمر حسن العاصي الذي أحبطت مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي محاولته الانتحارية في مقهى “كوستا ” بشارع الحمراء ليل السبت وسط كتمان شديد، فيما سجل توقيف أربعة اشخاص من اتباع الشيخ الموقوف احمد الاسير في مدينة صيدا. وعلم ان الجيش والاجهزة المعنية تتعقب بدقة بقايا انصار الاسير بعد هذا الحادث نظرا الى معلومات تشير الى ارتباطات مباشرة لهم بتنظيم داعش وان رقعة الاجراءات الاحترازية اتسعت لتشمل مناطق أخرى بينها مخيم عين الحلوة.