IMLebanon

النهار: الموازنة على جلجلة القيامة و”حزب الله” يهاجم “من ساسوا البلد”

 

رغم الجمود السياسي الذي فرضته الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية (التي تتبع التقويم الغربي)، فإن العطلة والاحتفالات برتبة دفن المسيح لم توقف التراشق السياسي الحاصل حول الملف المالي على خلفية طرح خفض رواتب وتعويضات القطاع العام. وقد عزز هذا التراشق ما فجره وزير المال علي حسن خليل من معلومات حول مكاسب بعض موظفي الفئة الاولى والتي تبلغ مئات الملايين من الليرات.

 

وقد اوحى كلام خليل بأن كل ما اثير حيال هذا الموضوع لم يكن خارج سياق البحث، وان لم يكن خليل نفى في وقت سابق ان يكون ادرجه ضمن مشروع قانون الموازنة العامة.

 

وينتظر ان يعود هذا الموضوع الى واجهة الاهتمام اعتبارا من يوم الثلثاء في ظل المعلومات عن اجتماع مالي مرتقب عقده في السرايا من اجل استعراض الإجراءات التي ستتضمنها الموازنة ، قبل الانتقال الى الخطوة الثانية المتصلة بتخصيص جلسات لمجلس الوزراء للمباشرة بدرس المشروع. وبحسب المعلومات المتوافرة، فءن التوافق السياسي المنشود حول الإجراءات المقترحة لم ينضج بعد، وقد جاءت مواقف عدد من قيادات ” حزب الله” امس لتعكس غياب التوافق، في حين شن رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، هجوما على المزايدين على الجيش، ففي تغريدة عبر حسابه على “تويتر” قال: “إن الاقتراحات التي قدمها الوزير علي حسن خليل هي أساس للوصول إلى موازنة تقشف دون المس بالرواتب، لكن خفافيش الليل وبعض الأشباح من المزايدين والطارئين على الوظيفة العسكرية وعلى العمل السياسي يريدون التعطيل والتخريب وصولا إلى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع”.

 

اما وزير الدفاع الياس بو صعب، فأكد في تغريدة ايضا أن: “كل ما يتم تداوله عن اتفاق مع الجيش بشأن أي تخفيضات تطال رواتب العسكريين أو حول إلغاء التدبير “رقم 3″ هو كلام عار عن الصحة، وأي موازنة لا تناقش مع وزير الدفاع لا يكون الجيش معنيا بها”.

 

لكن الهجوم الأكبر جاء على لسان رئيس كتلة ” الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي قال انه ” من غير المسموح المس بحقوق الموظفين والفقراء عندما نريد أن نقوم بإصلاح وخفض العجز في الموازنة، ونترك وننسى في المقلب الآخر السرقة والنهب واللصوصية والهدر والفساد الذي تم خلال عقود من السنوات ملئت خلالها جيوب الكثيرين ممن ساسوا البلاد في تلك الفترة، وعليه، فإذا فكر أحد أن يحمل العبء لذوي الدخل المحدود والفقراء من عمالنا وموظفينا وآبائنا وإخواننا وأصحاب الأسر المستورة في هذا الوطن، فإنه يؤدي بذلك إلى خراب في البلد، وبالتالي على البعض أن يفتش عن موارد أخرى، وعندما يفعلون ما يجب عليهم أن يفعلوه، سيجدون أن الموظفين الفقراء سيساهمون أيضا في إصلاح الوضع الاقتصادي، وخفض العجز في الموازنة”.

 

واذ اعترف ب”إننا في وضع اقتصادي مر لا نحسد عليه في هذا البلد، قال إن المطلوب “رغم كل مرارتنا والأذى الذي يلحق بأناسنا، أن نثبت أننا شركاء في هذا الوطن، ونتحمل مسؤوليتنا في معالجة الوضع الاقتصادي، وتصويب وضع الموازنة والوضع النقدي في هذا البلد، ولكن لا يمكننا أن نبقى نعمل على التصويب، وغيرنا يذهب ويعمل في مكان آخر، وبالتالي علينا أن نقر الخطط معا، ولكن نفترض أن يكون البعض نزيها وشفافا وحريصا على المال العام في تطبيق الخطط”.

 

بدوره، أعلن وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، “أننا ندرس المقترحات التي تقدم، ودراستنا لهذه المقترحات قائمة على أسس ومبادئ هي ألا نسمح بأن يكون هناك انهيار مالي، وألا يكون هناك أثمان باهظة يدفعها الناس بشكل مضاعف من خلال تدني القوة الشرائية لمداخيلهم، والوصول إلى هذا الهدف، بالتأكيد لن يكون إلا على أساس حماية ذوي الدخل المحدود والمتوسط، لا أن تأتي الحلول مرة أخرى لنحمل العبء لهؤلاء الذين تحملوا على مدى سنين تراكم أخطاء السياسات الإقتصادية أو المالية”.

وعلى خلفية هذه المواقف، لا يبدو ان الامور متجهة الى حلحلة من شأنها ان تسرٓع خطوات اقرار الموازنة، كما كان رئيس المجلس نبيه بري قد توقع خلال الجلسة النيابية الاخيرة حيث توقع، وبناء على كلام رئيس الحكومة الا يقر المشروع قبل ٣ اشهر.

 

على صعيد آخر، أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الجمعة العظيمة، في مختلف المناطق اللبنانية. وأقامت جامعة الروح القدس – الكسليك، رتبة سجدة الصليب التي ترأسها الرئيس العام للرهبانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، وحضور سياسي ورسمي. وتوجه الهاشم في عظته الى رئيس الجمهورية بالقول: “جميعنا نصلي، إذ نتلمس الزخم الذي تظهرونه والذي تدعون اليه من اجل ترسيخ الانطلاقة الجديدة للعهد، العهد بالمعنيين، معنى الفترة الزمنية لتحملكم للمسؤولية والعهد الآخر الذي تحملونه في القلب وتعبرون عنه في مجالسكم، إنه العهد الذي قطعتموه تجاه شهداء لبنان، أي الوعد بإكمال المسيرة من أجل غد أفضل للبنان، الوطن الذي استشهدوا لأجل أن يبقى ويعيش فيه أهلهم وعائلاتهم بكرامة. إننا نرافقكم بصلاتنا وبقدراتنا من أجل أن تنجح مسيرة الخير في عهدكم ومن أجل أن يشعر كل لبناني بفرح الحياة، ويفقه جوهرها وباطنها، أي المحبة، أيا يكن مظهرها”.

 

اما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فترأس رتبة “سجدة الصليب” على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، “كابيلا القيامة”، والقى بعد الإنجيل المقدس، عظة بعنوان “نسجد لك أيها المسيح ونباركك، لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم”، قال فيها: “نسجد لآلام المسيح التي غسلت خطايانا وخطايا جميع البشر، وقدست كل ألم بشري، وأعطته قيمة فداء. ونسجد للصليب الذي صلب عليه ربنا يسوع، وجعله جسر خلاص وعبور إلى ملكوت السماء. في هذا اليوم المقدس ننضم إلى جميع المسيحيين الذين يلتقون على أقدام الصليب، وننظر معهم إليه بروح التوبة والتماس الغفران كما جاء على لسان النبي زكريا: “سينظرون إلى الذي طعنوا”.