IMLebanon

ضربات استباقية متعاقبة في ذروة المواجهة إحباط عمليات انتحارية في طرابلس وعكار

بعد خمسة أيام من التفجير المزدوج الذي استهدف منطقة جبل محسن في طرابلس، والذي نفذت عقبه الخطوة الامنية الحاسمة في سجن رومية، اكتسب احباط مديرية المخابرات في الجيش مخططا لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية ومن ثم ضبط الجيش سيارة مفخخة بنحو 120 كيلوغراما من المتفجرات بعدا أمنيا كبيرا ان لجهة النجاح في احباط هذه السلسلة أم لجهة اثبات مضي التنظيمات الارهابية في استهداف الداخل اللبناني، على رغم تلقيها ضربات متلاحقة. ذلك ان هذه الخطوة الاستباقية الجديدة من الجيش التي جاءت ايضا غداة تعطيل عبوة ناسفة على طريق مجدليا – طرابلس كشفت الشراسة التصاعدية في المواجهة بين القوى العسكرية والامنية والخلايا الارهابية التي جددت انماط استهدافاتها لمناطق لبنانية وتحديدا لمواقع عسكرية وأمنية كما تفيد المعلومات الامنية المتوافرة عن هذه المحاولات.

ولعل الامر اللافت الذي برز امس مع اعلان قيادة الجيش عن احباط سلسلة العمليات الانتحارية التي كان يجري التخطيط لها تمثل في تأكيد معلومات كانت أوردتها “النهار” قبل يومين عن رصد اكثر من عشرة اشخاص يتجولون بأحزمة ناسفة في بعض مناطق طرابلس وتبين انهم مرتبطون بمجموعة المطلوبين الفارين اسامة منصور وشادي المولوي. واكد الجيش امس ان مديرية المخابرات اوقفت ثلاثة اشخاص هم بسام حسام النابوش وايلي طوني الوراق (الملقب ابو علي) والسوري مهند علي محمد عبد القادر الذين كانوا يتحضرون للقيام بعمليات ارهابية تستهدف الجيش وأماكن سكنية ويتجولون ببطاقات سورية وفلسطينية مزورة، واظهرت التحقيقات انتماء هؤلاء الى مجموعة منصور والمولوي ومبايعتهم لتنظيمات ارهابية ومشاركتهم في القتال في سوريا وفي الاعتداءات على الجيش والاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة .

وعلمت “النهار” أن الموقوف ايلي الوراق هو من منطقة شربيلا في عكار وقد اتخذ لقب “ابو علي” عقب تغيير ديانته وتورط مع الشبكة التي يقودها المولوي ومنصور وتردد انه اعتقل قبل اسبوع واعترف بالمخطط الذي كان يحضر للمنطقة والذي كان يستهدف بلدات عدة في عكار ولا يقتصر على طرابلس. كما تبين ان الوراق اعترف بالكثير من المعلومات التي ساعدت مديرية المخابرات على احباط المخطط الكبير الذي كان يجري تحضيره. ونفذت وحدات الجيش ليل امس حملة دهم في باب التبانة اوقفت خلالها عددا من المطلوبين بينهم بكر ح. وخالد س. وعبد الرحمن س. وجلال ن. ومصطفى ح.

في غضون ذلك، افاد مراسل “النهار” في بعلبك ان الجيش تمكن ليلا من تفكيك سيارة مفخخة من نوع “مرسيدس لف 230” زيتية كان ضبطها على مسافة قريبة من حاجز للجيش في محلة عين الشعب عند مدخل بلدة عرسال.

وكان سائق السيارة عمد الى تركها والفرار الى جهة مجهولة بعدما تعرضت لحادث سير جراء تكون طبقة جليدية على الطريق، مما ادى الى انزلاقها واصطدامها وفرار صاحبها الذي كان متوجها نحو القرى البقاعية من طريق اللبوة – عرسال وهي الطريق الوحيدة التي تربط عرسال بقرى البقاع الشمالي من دون معرفة وجهتها.

وفور معرفة الجيش تفاصيل السيارة التي كان يملك معلومات مسبقة عنها ضرب طوقا امنيا وعملت قوة من فوج الهندسة على الكشف عليها حيث تبين وجود كمية من المواد المتفجرة في السيارة قدرت بما يزيد على 100 كيلوغرام وفككها على الفور.

مجلس الوزراء

وعلمت “النهار” ان الموضوع الامني كان أمس البند الوحيد من خارج جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء العادية انطلاقا من كون هذا الموضوع، كما قالت مصادر وزارية، يمثل حاليا أولوية لثلاثة أسباب: وقوع أحداث أمنية (التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن)، والتحضير لاحداث مماثلة (كشف مجموعة انتحارية جديدة)، وتهديد الامن للوضع السياسي. وكان التقويم الاولي ان الدولة نجحت في الرد على موجة التفجيرات واستباق ما يحضر من عمليات انتحارية من خلال مخابرات الجيش بعد السيطرة على الوضع في سجن رومية، مما أعطى الدفع للانطلاق في تنفيذ المرحلة الجديدة من الخطة الامنية في البقاع. وقد أشاد الرئيس سلام بالانجاز الذي حققه وزير الداخلية نهاد المشنوق وشعبة المعلومات واعتبرها ضرورية للدولة والحكومة وخصوصاً في هذه المرحلة حتى يتأكد الشعب والدول الصديقة ان هناك سلطة ساهرة على الامن وحكومة قادرة على تنفيذ قراراتها. وقد سأل وزير الاتصالات بطرس حرب عن التدابير المتخذة على المعابر مع سوريا فكانت مداخلة للوزير المشنوق تحدث فيها عن نتائج التدابير التي اتخذت على المعابر بين لبنان وسوريا للحد من النزوح وكذلك نتائج الزيارة التي قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لدمشق حيث نقل عن المسؤولين السوريين ارتياحهم الى هذه التدابير. ولفت وزير العمل سجعان قزي الى ان الانجازات الكبرى هي إنجازات للحكومة، فيما نسمع شخصيات وطنية كبرى تربط الانجازات بالحوار وكأن لا دور للحكومة وهذا يخالف الواقع. وفيما نحن نؤيد الحوارات نقول ان لا بديل من سلطة الدولة والحكومة ويجب ان يبقى مجلس الوزراء مصدر القرار. فرد الوزير المشنوق بان الخطة الامنية أقرت بتفاصيلها في جلسات سابقة واتفق على تنفيذها على مراحل بحسب المناخات المؤاتية. وتحدث وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن الزيارة التي قام بها لجبل محسن ممثلا رئيس الوزراء مع النائب احمد فتفت ممثلا الرئيس سعد الحريري وقدما التعازي بضحايا الانفجار الاخير. وقال درباس ان الشيخ أسد رستم قرأ الفاتحة على روح الرئيس رفيق الحريري وانه أبلغ فاعليات الجبل ان الضحايا التي سقطت في الجبل افتدت لبنان بتعالي أهلها على الجراح، مؤكداً ان طرابلس لم تخذل يوما الدولة، آملاً في ألا تخذل الحكومة في المرحلة المقبلة هذه المدينة في ما يتعلق بالمشاريع الضرورية لإنمائها.

ويشار في هذا السياق الى ان مجلس الوزراء استكمل التسوية على خطة النفايات بإقرار مرسوم دفع الحوافز المالية لـ١٢ بلدية محيطة بمطمر الناعمة بقيمة ٣٦ مليار ليرة.

والتسوية الأخرى على تنفيذ الخطة الأمنية بدت واضحة من خلال موقف وزيري “حزب الله” و”حركة آمل” حسين الحاج حسن وغازي زعيتر اللذين أكدا رسمياً ضرورة تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي.

وفيما كان متوقعاً ان يطرح وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان تحديد سعر صفيحة البنزين بعد الانتهاء من جدول الاعمال ، رفعت الجلسة عند حصول التباين حول البند الثلاثين، لم يتخذ اي قرار فيه. ونفى وزير المال علي حسن خليل كل ما تردد عن تدخل وزارته لتثبيت السعر، وقال إن لا رأي ولا تدخّل لوزارته في هذا الموضوع.